قال الكاتب الإسرائيلي المختص بالشؤون العربية تسفي برئيل إن الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي في موقع مركزي في التفاوض بين الأطراف، وهو لا ينوي أن يدع أحدا ينسى ذلك ولا سيما
حماس، ولهذا لا يسارع أيضا إلى وقف إطلاق النار.
وأشار الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس، الأربعاء، إلى أن كيري عرف في زيارته الأخيرة للقاهرة أن علاقة أميركا بمصر ليست كزمن مبارك إذا كانت في عهد مبارك عبارة عن "دبلوماسية الغمز" أما اليوم فقد أصبحت دبلوماسية "المسطرة الخشبية".
وقال إن كيري جاء لفحص بعض بنود المبادرة، غير أن الجانب المصري أصر على أنه لا داعي لتعديل بنود المبادرة، وإن مصر تصر على عدم منح حماس أية تخفيضات في هذه المرحلة على الأقل.
وتابع: "يبدو في هذه المرحلة أن السيسي غير متأثر كثيرا باستمرار العملية العسكرية على
غزة ويحترم قدرة إسرائيل على ضرب حماس وتركيعها".
وأشار برئيل إلى أن السيسي يختبر قوته مع الوسطاء الآخرين ولا سيما قطر وتركيا، وأنه في الوقت الذي يهاجم فيه الخطاب العام في مصر حماس على نحو لم يسبق له مثيل، سيصعب على السيسي أن يبين للجمهور لماذا منح حماس تنازلات "تأتي على حساب مصلحة مصر القومية".
كما لفت إلى أن تمسك حركة الجهاد الإسلامي بأن يكون لمصر دور في اتفاق التهدئة يمنح السيسي نفسا أطول في الصبر، في حين تنظر حماس لدور قطري تركي في الحل.
أما عباس، بحسب الكاتب، فيملك ورقتي لعب ذواتي قيمة، الأولى عرض الإفراج عن معتقلي حماس في سجون السلطة الفلسطينية، والأخرى هي تحول الأموال لمصارف غزة لدفع الرواتب.
وختم برئيل بقوله: "نشك في أن يستطيع جون كيري أن يحل هذه الاختلافات الكثيرة في الأيام القريبة، ولا سيما بإزاء الموقف المصري الصارم، ونتيجةً لهذا، فإن إسرائيل أو حماس ليستا فقط اللتان ستحددان سير الحرب، بل الأجندة المصرية أيضا".