قال الكاتب الإسرائيلي المختص بالشؤون العربية تسفي برئيل إن مفتاح وقف إطلاق النار في
غزة ليس متعلقا بعدد الصواريخ أو الأنفاق أو القتلى بل بالتوازن بين مصالح كل الأطراف وفخامة شأنها ومنها الدول التي تتطوع للوساطة.
ولفت برئيل في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس، الأحد، إن رحلات محمود عباس إلى مصر وتركيا وقطر والبحرين، وزيارة جون كيري المتوقعة للقاهرة، والمكالمات الهاتفية بين إيران والجهاد الإسلامي ترسم الخريطة الجيولوجية للتفاوض في وقف إطلاق النار.
وأكد أن هذه الخريطة مؤلفة من عدة طبقات الأولى هي الحاجة إلى تسوية خط بين
حماس والجهاد الإسلامي المختلفتين في مسألة مكانة مصر وسيطة، فحماس ترفض الوساطة المصرية والاقتراح المصري لأنها ترى أنه لا يقدم الجواب عن الحد الأدنى الضروري الذي تطلبه الحركة، أما الجهاد الإسلامي فمستعدة لأن تقبل مبدئيا بالاقتراح المصري ووساطة مصر، ويبدو أن لذلك عدة أسباب أولها الرغبة في استغلال مكانة الجهاد المميزة في مصر في مقابل، بحسب الكاتب.
ويتابع: "إن إيران تنفق على حركة الجهاد المقربة منها، وقد يكون دعم الاقتراح المصري معتمدا على رغبة إيران في أن تسجل لنفسها نقطة استحقاق عند الرئيس المصري السيسي وتستطيع أن تصفي الحساب مع حماس أيضا لقطعها علاقتها بالنظام السوري".
كما برز على مستوى الخارج عدة دول، إذ انضمت قطر إلى تركيا لا لإحراز وقف إطلاق نار فقط بل لسلب مصر احتكار حل الأزمة أيضا، وإن اقتراحاتهما أكثر تفصيلا وتشمل إسقاط الحصار عن غزة وتحديد جدول زمني لتطبيق التفاهمات التي ستحرز، وتطلب من الولايات المتحدة لا من مصر أن تمنح ضمانات لتنفيذ الاتفاق.
وأردف: "ترفض مصر هذا الاقتراح في الأساس لأنه يدفعها إلى هامش التدخل برغم أنها تملك وسيلة الضغط الرئيسة على غزة، وعلى حسب مصادر مصرية وعدت إسرائيل القاهرة بأنها لا تنوي أن تتبنى أي اقتراح لا يرى أن مصر هي الجهة المسؤولة الوحيدة عن تنفيذ الاتفاق، أو بعبارة أخرى سيُقبل فقط كل ما تقبله مصر وإسرائيل".
وختم برئيل: "توجد في الدائرة الخارجية السعودية وعدد من دول الخليج، والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا التي تؤيد مصر بصفتها صاحبة الشأن في حل الأزمة. وبينها جميعا خصص للولايات المتحدة الدور المركزي لأنها هي التي ستضطر إلى إعطاء الضمانات لتنفيذ إسرائيل لوقف إطلاق النار. وخُيل الينا لحظة أن واشنطن تمسك الخريطة السياسية مقلوبة لأنها سارعت إلى منح المبادرة القطرية والتركية دعمها. ومن جملة أسباب ذلك أن السيسي سارع إلى إعلان اقتراحه قبيل زيارة كيري للقاهرة وبذلك جعل التدخل الأمريكي لا داعي له".