طالب المحلل العسكري
الإسرائيلي أليكس فيشمان الحكومة الإسرائيلية بانتهاز فرصة حادثة الاختطاف لضرب بنى
حماس التحتية في منطقة الخليل، وإثارة الصراع بين فتح وحماس؛ بهدف القضاء على حكومة الوحدة الفلسطينية.
وقال فيشمان في افتتاحية يديعوت، الإثنين، "كلما مر الوقت لم يبق مكان كبير للتفاؤل بمصير المخطوفين الثلاثة".
وأشار إلى أن الصورة التي تطورها الأنباء المنشورة عن عملية الاختطاف هي صورة تنظيم جدي مهني يعرف عمل الخداع والتضليل والإخفاء جيدا.
وأكد أنّ "مكان الاختطاف الذي اختير وهو مفترق ألون شفوت القديم، لم يكن عرضيا: فالمحطة هناك هي الوحيدة في تلك المنطقة التي لا يوجد فيها جنود يقومون بدوريات أو موقع عسكري يشغله الجنود حتى منتصف الليل كما في مفترق غوش، ولا شك في أن الخاطفين راقبوا المكان وعرفوا مجرى الأمور حوله، ولا سيما أنه يوجد على بعد نصف كيلومتر من هناك اللواء الميداني عصيون ولهذا توجد في المحيط حركة سيارات عسكرية".
ونوه فيشمان إلى أن نتنياهو يرى أن الجهة التي تقف وراء تنفيذ الاختطاف هي الذراع العسكرية لحماس. مضيفا أنّ الخليل معروفة أيضا من الماضي بأنها مكان لتنظيمات سرية من حماس كان من الصعب جدا على جهات الاستخبارات أن تصل إليها.
وافترض أن "هذا الاختطاف هو من نوع العمليات التي يعلمها القادة في الذراع العسكرية لحماس في البلاد والخارج. ومن المنطق جدا أن نفرض أيضا أن يضطر رجال هذه الذراع في مرحلة ما إلى أن يقرروا ماذا ستكون المرحلة التالية – هل يندمجون في المنطقة ويستخفون أم يبدأون تلمس تفاوض بواسطة طرف ثالث. ومع ذلك من المنطق جدا أن نفرض أن قيادة حماس السياسية خاصة – إسماعيل هنية وخالد مشعل – لم تعرف بالعملية قبل ذلك".
وقال فيشمان "إلى جانب الجهد لحل اللغز، تستغل إسرائيل الفرصة للقيام بمعركتين أخريين. وقد نفذت إسرائيل اعتقالات واسعة في يهودا والسامرة بغرض تتبع آثار الخاطفين. لكن اعتقل مع الـ 85 من رجال حماس الذين اعتقلوا والذين لهم صلة مباشرة بتحقيق الاختطاف أو لهم صلة بعمل حماس في المنطقة، اعتقلت أيضا النواة الصلبة لقيادة حماس السياسية وأشخاصا مشاركين في تجديد البنيتين التحتيتين السياسية والاجتماعية للمنظمة".
وأكد أن لدى إسرائيل شعورا منذ أن أنشئت حكومة الوحدة، اعتمادا على معلومات، بأن حماس أخذت تبني مجددا البنية التحتية ولا سيما الاجتماعية التي هي أساس قوة المنظمة على الأرض تحت غطاء حكومة الخبراء.
وأضاف أنّ المحادثات في التسوية الدائمة ونجاح السلطة في الساحة الدولية، لم تمكن إسرائيل من القيام بعلاج جذري عنيف لتلك البنى التحتية السرية لحماس في منطقة الخليل.
ومن جهة أخرى، قال فيشمان "لو أن إسرائيل اعتقلت عشرات القادة من حماس وفرضت طوقا على مناطق واسعة قبل أسبوع لصرفت السلطة الفلسطينية ووقفت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي معها. واليوم تسكت السلطة وحينما يسكت أبو مازن لا يعني الصراع والاختطاف أحدا في العالم. فهذه فرصة لإسرائيل لتعالج بنى حماس التحتية في الخليل – وهذه معركة تستحق أن يُجند لها احتياطيون يشغلون أماكن القوات النظامية على طول الحدود".
وحول وضع أبو مازن والسلطة بعد عملية الاختطاف أكد فيشمان أن "أبو مازن في حيرة شديدة فقضية الأسرى موضوع يُجمع عليه المجتمع الفلسطيني وهو ما يلزمه في ظاهر الأمر بأن يُظهر تأييد الإجراء الذي نفذته حماس. بيد أن إجراء الاختطاف القاسي سحب البساط من تحت قدميه وترك السلطة في شلل. "طعنتنا حماس في الظهر"، قال صباح أمس عدنان دميري، متحدث قوات أمن السلطة. ويعبر هذا القول عن شعور قيادة السلطة فيما يتعلق بفعل الاختطاف الذي يهدد بتعويق واحد من أكبر نجاحات أبو مازن الدبلوماسية".
وشدد على أن إسرائيل يجب أن تنتهز هذه الفرصة لإجراء معركة أخرى ذات معنى سياسي.
وأضاف "حشدت حكومة الوحدة الفلسطينية زخما في الرأي العام الدولي والسبيل الوحيد لإحداث انقسام بين حماس وفتح والأوروبيين؛ هو جعل حماس تسلك سلوكا عنيفا، فالمنظمة لم تنفذ اختطافا فقط بل هي تزعزع الاستقرار في قطاع غزة أيضا. وقد هاجمت إسرائيل أول أمس تسعة أهداف لحماس في قطاع غزة ولم ترد حماس على ذلك".
واستدرك قائلا " لكن اذا استعمل الجيش الإسرائيلي في أثناء العمليات في الخليل قوة على مبنى يعتصم فيه رجال من حماس فقتلهم، واذا عاد الجيش الإسرائيلي فهاجم القطاع من الجو، فلن تستطيع حماس الاستمرار على عض شفتيها. ولن تذرف إسرائيل دمعة واحدة اذا أتيحت الفرصة لضرب غزة وإعادة حماس إلى صورتها الصحيحة بصفتها جسما إرهابيا. وفي اللحظة التي تبدأ حماس اطلاق النار فيها سنكون في ذروة أيام معركة تساعد العالم على أن ينسى أنه وُجدت هنا حكومة وحدة غير عنيفة".
وختم فيشمان مقالته بالقول "ليس من الصدفة في تقديري أن ينصب الجيش الإسرائيلي قبة حديدية في أسدود، فمن المتوقع أن تخطيء حماس في مرحلة ما وقد فعلت ذلك. والتوقع مستعد الآن لرد الجيش الإسرائيلي. إن إسرائيل تتابع منذ زمن تسلح حماس بمئات الصواريخ البعيدة المدى التي تهدد تل أبيب. وهي ترى أنه توجد هنا فرصة ذهبية للقضاء على صورة حكومة الوحدة ولعلاج مخزون القذائف الصاروخية".