قال الكاتب والمحلل
الإسرائيلي تسفي برئيل إن واشنطن لم تعد قادرة على انتقاء أصدقائها في الشرق الأوسط وصارت مضطرة إلى أن تتعامل مع جهات يمنعها قانونها من التعامل معها كالحكومة اللبنانية التي يشارك فيها حزب الله، وتساءل "هل تعامل الحكومة الفلسطينية الموحدة بالصورة نفسها؟".
وأشار الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس الاثنين، إن واشنطن وجدت لنفسها تعليلا لتُفسر تأييدها المرتقب لحكومة الوحدة الفلسطينية وذلك بتصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنه "لا يوجد في الحكومة أشخاص منتمون لحماس".
وهذا التعليل بحسب برئيل لن يقنع جماعة الضغط اليهودية (الآيباك)، والتي ذكّرت أعضاء مجلس النواب الأمريكي بأن "القانون الأمريكي واضح تماما وهو أنه ينبغي ألا تحول أموال إلى حكومة فلسطينية تشرك فيها
حماس، أو لها فيها".
وتابع: "حينما يبدأ أصدقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يتبخرون ويقل عدد الصراعات التي تستطيع التأثير فيها، قد تكون القطيعة مع السلطة الفلسطينية كارثة".
كما أدركت واشنطن في السنوات الثلاث الماضية –بحسب المقال- أنها لم تعد تستطيع انتقاء أصدقاءها في الشرق الأوسط، حيث استطاعت بصعوبة الخروج من مأزق الاعتراف بانقلاب مصر اليوم تقف أمام المشهد السوري بأن الرئيس السوري منتخب ولن يطاح به بعملية عسكرية.
وفي لبنان نسيت واشنطن منذ زمن قاعدة عدم التعاون مع حكومة تشارك فيها منظمات إرهابية، فحكومات لبنان تتمتع بمساعدة أمريكية حتى حينما يوجد بين وزرائها أشخاص من حزب الله الذي يُعرف بأنه منظمة إرهابية. ففي الأسبوع الماضي حينما زار جون كيري بيروت منح رئيس الوزراء سلام تمام نصف مليار دولار مساعدة للاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان. وما زال حزب الله في الوقت نفسه يقاتل مع الأسد، ويؤدي بذلك إلى فرار لاجئين آخرين إلى لبنان، بحسب الكاتب.
أما في فلسطين وبعد أن تتم انتخابات المجلس التشريعي وانتخابات الرئاسة بعد ستة أشهر وإذا سار كل شيء على ما يرام، فآنذاك لن تستطيع واشنطن أن تختبئ وراء زعم أن الحكومة لا تتضمن أشخاصا من حماس. ويقول: "ويمكن أن نخمن أن المصوتين وإن لم يمنحوا حماس نصرا ساحقا سيعطونها نصيبا وفيرا من الحكم".
وختم برئيل متسائلا: "هل يتم توحيد الأجهزة الأمنية؟ وهل يتم استيعاب سلاح حماس في مستودعات قوات الأمن الموحدة؟ وهل توافق حماس أصلا على نزع سلاحها؟.