حذرت صحيفة يديعوت في مقالها الافتتاحي، الخميس، من أن المطالب
الإسرائيلية التي تحث أمريكا على قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين، تصب ضد المصالح الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبها المحلل العسكري المعروف اليكس فيشمان إلى أنّ هذا الإجراء -إن تم- لن يفضي فقط إلى تصاعد العنف؛ بل سيزيد من حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق إسرائيل، وذلك بتحمّل المسؤولية الكاملة عن مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وحذرت الصحيفة من أن "انغلاق الأفق السياسي سيعيد المنطقة إلى مربع العنف، وهي اللغة التي يتقنها قادة الشرق الأوسط ويحتاجونها بما يضمن إجماعا وطنيا لبقائهم في الحكم".
وانتقدت الصحيفة أسلوب إسرائيل في التعامل مع حادث مقتل شابين فلسطينيين بذكرى النكبة، قائلة "بدلا من مواجهة الحريق يُفضون بالأزمة إلى أقصاها كي يتعجلوا عملية التفجير" في إشارة لعدم حل المشكلة مع المجتمع الدولي بطريقة صحيحة.
وفي التفاصيل حول مخاطر وقف المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، قالت الصحيفة إنّه "إذا تم وقف تحويل هذا المال فان أول من سيتضرر بالقرار، هم آلاف الأشخاص الذين يشغلون وظائف في أجهزة الأمن، أو أولئك الذين يضمنون الهدوء في الشارع الفلسطيني".
وأضافت الصحيفة "سيسوء الوضع الاقتصادي وتضعف الأجهزة ويشتعل الشارع، وستكون إسرائيل هي التي ستدفع الثمن".
أبو مازن يقود انتفاضة سياسية
وحذرت الصحيفة من عدم وجود بديل سياسي لوقف المفاوضات، مشيرة إلى عدم جدوى الإشارات الغامضة التي يقدمها نتنياهو من طرف واحد؛ وأن إسرائيل ستكون في مواجهة انتفاضة سياسية من أبو مازن.
وبحسب يديعوت، فإن أبو مازن مصمم على أن يصوره التاريخ بأنه أعاد الوحدة إلى الشعب الفلسطيني، وهو الآن يدخل بكامل القوة في مواجهة إسرائيل في جميع الجبهات؛ كي يزيد في سلبها شرعيتها وعزلتها.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الأسوأ من ذلك كله "أن الإدارة الأمريكية أيضا سلمت بحقيقة أن أبو مازن يفصل نفسه، وفي واشنطن خاصة يتفهمون ذلك. فالمبعوث إينديك يتهم إسرائيل علنا، والرئيس أوباما يفعل ذلك بتسريبات. وانتقلت الإدارة الأمريكية إلى موقف انتظار، فهي لن تعترف بحكومة الوحدة الفلسطينية، لكنها ستحث وتؤيد دعما أوروبيا لهذه الحكومة".