أكدت حركة
حماس، الاثنين، أنها لن تقبل بحكومة "
فيشي" جديدة أو بمن يأتي على ظهر دبابة إسرائيلية أو أمريكية، وذلك ردا على الأطروحات الأمريكية مع السلطة الفلسطينية بشأن إدارة قطاع
غزة بعد الحرب.
وقال القيادي في حماس أسامة حمدان في مؤتمر صحفي، إنه على ضوء التقارير التي تفيد بسعي الولايات المتحدة لرسم مستقبل غزة، وإدارتها بعد انتهاء العدوان؛ "نحذّر كافة الأطراف من التساوق مع هذه المحاولات المشبوهة التي تسعى لفرض وصاية على شعبنا يكون فيها
الاحتلال صاحب الكلمة العليا".
وأضاف: "لن يسمح شعبنا أن تمرّر الولايات المتحدة مخططاتها، بإيجاد قيادة على مقاسها وعلى مقاس الاحتلال.. ولن يقبل شعبنا بحكومة (فيشي) جديدة، وبمن يأتينا على دبابة إسرائيلية أمريكية".
يشار إلى أن "نظام فيشي" هو الاسم الذي أطلق على الدولة الفرنسية التي تلت الجمهورية الثالثة في أعقاب هزيمتها أمام الجيوش النازية، إذ خضعت فرنسا المهزومة والمحتلّة إلى نظام شمولي يرأسه المارشال فيليب بيتان الذي قبِل التعاون مع النازيين.
وشدد حمدان على أنه "لا وصاية على شعبنا الفلسطيني العظيم وهو وحده من يقرر من يحكمه، ولا وصاية لا لأمريكا ولا للاحتلال ولا أي طرف خارجي على إرادة شعبنا".
وأكد أن حركته والشعب الفلسطيني، لن يقبلا إلا بإنجاز وتحقيق تطلعاته الوطنية، وحقه في تقرير المصير بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأضاف أن "حماس باقية، وستبقى ضمير شعبنا وتطلعاته.. ولن تستطيع قوة في الأرض انتزاعها أو تهميشها، ومخططات أمريكا والاحتلال أضغاث أحلام".
وتابع قائلا: "نذكّر أولئك الذين يسعون لعزل حماس أو إنهاء وجودها، بأن حماس امتداد لشعبنا الفلسطيني وجزء أصيل منه وتعبير عن نضاله ضد المحتل، وسيفشل كل متآمر عليها وعلى قوى المقاومة الفلسطينية".
ونوه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب الإبادة و"الهولوكوست في غزة"، ويواصل تهديده واستهدافه للمستشفيات بالقصف.
وأضاف: "بالأمس شاهدتم كيف كان القصف الوحشي في محيط كل مستشفيات مدينة غزة وشمالها".
وأكد أن "جيش الاحتلال الذي يعاني من الفشل العسكري والأمني في الميدان، خرج ناطقه المدعو هغاري بالأمس ليهدد بقضف المستشفيات، وساق مجموعة من الأكاذيب، وصوراً قديمة للمنشآت (بعضها يعود لـ10 سنوات مضت) ليقول إن المقاومة تتخذها ساتراً لإطلاق الصواريخ، ولأنفاق المقاومة، مشيراً إلى بعض الفتحات الجانبية للمستشفى الأندونيسي ومستشفى حمد في شمال القطاع".
وشدد على أن "رواية الاحتلال كاذبة ومحض افتراء، وهم يبحثون عن ذرائع ليبرّروا قصفهم للمستشفيات، لتدمير القطاع الطبي، للضغط على شعبنا لتهجيره من أرضه".
وأضاف: "الاحتلال يظن أنه بمجرد عرض بعض الصور والصوتيات المفبركة قادر على خداع العالم، ودفعهم لتصديق روايته الكاذبة كما حاول عندما ارتكب مجزرة المعمداني، ومن الواضح أن عقدة الفشل التي يعاني منها منذ 7 أكتوبر، تلاحقه في سخافة ما يعرضه أمام الإعلام والرأي العام".
وأكد أن مزاعم الاحتلال بوجود فتحة نفق في المستشفى الإندونيسي، هي مجرد مخزن وقود للمستشفى، والخرائط الهندسية والصور المتاحة للجميع تثبت ذلك.
وأضاف أن زعمه أيضا بوجود فتحة نفق في مستشفى حمد، هي غرفة أسفل المستشفى للمضخات، ووجود مدخنة للتهوية بجانب الغرفة إضافة إلى مخططات المستشفى يكذّب ذلك.
وتابع، بأن تلك المستشفيات تم إنشاؤها بإشراف المتبرعين، وتحت بصر العديد من المؤسسات الدولية، وهي مفتوحة على مدار الساعة لكل الزوار والصحفيين والمؤسسات الدولية.
وتساءل قائلا: "هل يُعقل (أن المقاومة التي أعجزت الاحتلال، وكسرت هيبته، وأفشلت كافة قدراته العسكرية والأمنية والاستخباراتية في السابع من أكتوبر) أن تجعل فتحة النفق على بعد أمتار من المدخل الرئيسي للمستشفى، تحت بصر الجميع؟".
وتابع متسائلا: "وهل يُعقل أن تضع المقاومة مرابض الصواريخ على بعد أمتار من مباني المشافي، التي تعج بالمرضى وآلاف النازحين والعديد من الصحفيين والوكالات والمؤسسات الدولية؟".
وأكد أن "كذب الاحتلال سخيف، ولا يخاطب العقل، بقدر التعبير عن عقدة الفشل التي يعانون منها".
وأضاف متابعا: "أمام زعم المدعو هغاري، نتساءل أيضا؛ هل قصفهم لأكثر من 100 مستشفى ومركز طبي، إضافة إلى خروج 16 مستشفى ومركزا طبيا عن الخدمة نتيجة القصف، من شمال قطاع غزة إلى جنوبه حتى الحدود المصرية؛ هل هذا أيضاً لأنهم شاهدوا المقاومة تطلق صواريخها من باحات المشافي، وفتحات الأنفاق أمام الصحفيين وبحضور وكالات الأنباء، ومن بين عشرات آلاف النازحين؟!! (وهنا نعيد تذكيركم بمجزرة المشفى المعمداني التي ارتقى فيها أكثر من 500 شهيد، وكيف كذب الاحتلال وتبين أنه هو من قصف المشفى بصاروخ أمريكي الصنع)".
ودعا حمدان، الأمين العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات للوقوف على كذب رواية الاحتلال ومزاعمه.
كما أن المستشفيات مفتوحة أمام كافة المؤسسات الدولية، ليعلم العالم أن الاحتلال يكذب ويكذب، ويرتكب مجزرة بحق المرضى والجرحى كأحد أشكال الإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة، وفقا للقيادي في حماس.
وحول تصريحات وزير التراث الإسرائيلي بشأن استخدام السلاح النووي لقصف غزة، أكد حمدان، على أن ذلك "يعدّ اعترافاً صريحاً للكيان بأنه يمتلك أسلحة نووية".
وتساءل: "ما هو موقف واشنطن وبروكسل الذين يكيلون بمكيالين، ويصمتون عن هذا الإرهاب الرسمي للكيان؟".
وأضاف: "ما قاله الياهو هو تماما ما يفكر به بل ويمارسه نتنياهو وجيشه وحكومته.. في مجزرة القرن و(هولوكوست غزة).. فقد ألقوا على غزة صواريخ وقنابل طاقتها التدميرية أكبر بكثير من القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما أثناء الحرب العالمية الثانية".
واستطرد قائلا: "هذا التصريح يشير إلى ما يتم تداوله ونقاشه في وزارة الحرب، وأن الأمر وصل بالنازيين الجدد إلى حد الجنون والهوس، بعد عقدة الفشل المستحكمة في عقولهم منذ السابع من أكتوبر، وهذا أمر خطير، وهنا نحمّل
الإدارة الأمريكية وخاصة الرئيس بايدن المسؤولية المباشرة عن حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا".
وشدد على أن المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال هي ترجمة عملية لتلك التصريحات التي من المفترض أن تضع أصحابها في زنازين محكمة الجنايات الدولية.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية متواطئة مع الاحتلال، وفي إفشال الجهود الرامية لتحقيق هدنة إنسانية أو وقف العدوان، ما يعني أن الرئيس جو بايدن يريد إطالة أمد العدوان وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، "ظناً منه أننا سنرفع الراية البيضاء له، أو أن شعبنا الفلسطيني العظيم سينكسر.. وهو واهم".