قالت
صحيفة "وول ستريت جورنال"، "إن الولايات المتحدة توقفت عن التجسس على
حماس بعد هجمات 9/11 حيث أوكلت أمر مراقبة الحركة الفلسطينية لإسرائيل".
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21”, أن الاستخبارات الأمريكية توقفت وبشكل كامل عن التجسس على حماس بعد الهجمات التي نفذتها القاعدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن، وركزت مصادرها وما لديها من أرصدة لملاحقة قادة القاعدة وبعد ذلك تنظيم الدولة، حسب مسؤولين أمريكيين على معرفة بالتحول.
وبينت الصحيفة، أن "الحسابات الأمريكية قامت على أن حماس لم تهدد أبدا الولايات المتحدة، ونظرا للأعباء والأولويات الأخرى، فقد منحت مسؤولية مراقبة حماس إلى إسرائيل، التي كان يجب أن تكون رهانا جيدا في محله، بحسب مسؤول بارز في مكافحة الإرهاب".
"وبعد 30 عاما ومقتل أكثر من 30 أمريكيا و10 في عداد المفقودين ومخاوف من حرب إقليمية ومليارات الدولارات من الأرصدة العسكرية الأمريكية التي توجهت إلى الشرق الأوسط منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ينظر المسؤولون الأمريكيون للوراء ويعتقدون أنهم أساءوا التقدير في تهديد الحركة على الأمن القومي الأمريكي"، وفقا للصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط العمليات المتقاعد من "سي آي إيه" مارك بوميروبولس قوله، "من ناحية الفشل الأمني والذي يقع بشكل كامل على إسرائيل، فأعتقد أن علينا تحمل جزء من اللوم في عدم توقع الحدث، ويبدو أن التخلي عن هدف للإسرائيليين له تداعياته".
وقال عدد من المسؤولين السابقين والحاليين في الاستخبارات إن "سي آي إيه" وعددا من المحللين الذين يتابعون الأحداث في قطاع
غزة، قبل الهجوم، اعتمدوا على إسرائيل لاختراق حماس من خلال مخبرين ورقابة للجماعة عبر أدوات التنصت التكنولوجي.
وأوضحت الصحيفة، "أن إدارة بايدن أكدت أنه لا المسؤولين الأمريكيين الاستخباراتيين ولا الأمنيين الإسرائيليين تلقوا تحذيرات في الهجوم الخاطف الذي نفذته حماس في السابع من الشهر الماضي".
وفي تغريدة على منصة إكس، تويتر سابقا، حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأجهزة الأمنية المسؤولية، ثم سارع لحذفها بعد ساعات، ويقول قادة حزبه، الليكود، إنه يجب التركيز على هزيمة حماس، قبل الحديث عن المسؤول وأين يكمن الخلل.
وتشير الصحيفة، إلى تحذير مدير سي آي إيه، ويليام بيرنز مطلع 2023 من عنف محتمل بين إسرائيل والفلسطيينيين، وهو ما يعكس التحليل الاستخباراتي في ذلك الوقت.
وتابعت، أن فكرة الشرق الأوسط قد أصبح منطقة متخمرة للنزاع، عززها كلام مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في مقال نشره قبل الهجوم بأيام بمجلة "فورين أفيرز" وقال فيه: "الوضع الإسرائيلي- الفلسطيني متوتر، وتحديدا في الضفة الغربية ولكننا نجحنا في وجه الانقسام الخطير بخفض الأزمة في غزة وأعدنا الدبلوماسية المباشرة بين الأطراف بعد عام من الغياب"، لكن سوليفان قام بتعديل كلامه لاحقا للنسخة المنشورة.
ولم تذكر حماس أو غزة في التقييم الذي أعده مدير الأمن القومي "التقييم السنوي للتهديد".
ورغم الميزانية المخصصة للاستخبارات، 90 مليار دولار أمريكي لكي تركز على كل مكان، إلا أن المخابرات الأمريكية حرفت نظرها على ما يبدو عن غزة والشرق الأوسط عبر تحويل أنظارها للصين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في مكافحة الاستخبارات: "إنه تمرين صعب في الأولويات تم تطبيقه"، فيما ذكر مسؤول ثان "علينا الإعتماد على شركائنا في مناطق نعتقد أننا نمارس فيها مخاطر قليلة".
ورفض البعض الانتقاد للسي آي إيه وقالوا إنها مدربة بشكل جيد لملاحقة القاعدة التي قتلت أكثر من 3.000 أمريكي وفجرت سفارتين أمريكيتين.
وقال مسؤول سابق في المخابرات الأمريكية: "لا أتذكر أحدا قال إنكم تركزون على القاعدة".
وبحسب إميل نخلة، الذي أشرف على وحدة تحليل الإسلام السياسي في سي آي إيه، فإن إسرائيل والولايات المتحدة أخطأتا في قراءة حماس من قبل، بما في ذلك انتصارها الصادم في انتخابات 2006، ففي ذلك الوقت، قيمت المخابرات الأمريكية أهمية وجود فصيل داخل الحركة فضل التواصل مع إسرائيل، لكن المنظور لم يتم استكشافه أبدا.