صحافة دولية

جرحى غزة في مصر يعيشون محنة كبيرة وأوضاعا مأساوية

يعاني الفلسطينيون الذين انتقلوا إلى مصر للعلاج أوضاعا صعبة- جيتي
سلطت صحيفة "لاكروا" الفرنسية الضوء على  وضع حوالي أربعة آلاف فلسطيني دخلوا إلى المستشفيات المصرية منذ بداية الحرب على غزة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بمجرد تلقي العلاج يظل المستقبل غامضا بالنسبة لهم ولأحبائهم؛ بسبب منعهم من العودة إلى القطاع، وغياب أمل الاستقرار في مصر أو أي مكان آخر.

وذكرت الصحيفة أن ولاء جواد (21 عامًا)، التي تتواجد وحدها في القاهرة، لا تخفي شعورها بالضعف الشديد، قائلة: "أشعر بالضعف والانكسار والإهمال". وصلت ولاء إلى مصر في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر صحبة والدتها التي أصيبت بجروح خطيرة خلال الانفجار الذي وقع في منتصف تشرين الأول/أكتوبر في المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة. قالت ولاء: "بعد أكثر من ثلاثة أشهر في العناية المركزة، توفيت والدتي شهيدة. لم أستطع تحمل رؤيتها تعاني".


تعيش ولاء في شقة صغيرة مكونة من غرفتين في أحد الأحياء الراقية جنوب العاصمة المصرية مع ثلاثة مواطنين آخرين، وتتساءل عما يخبئه المستقبل. وقالت ولاء، وهي طالبة لغة إنجليزية تنحدر في الأصل من حي الزيتون الذي دمره الجيش الإسرائيلي: "توفر لنا السفارة الفلسطينية الإقامة والوجبات، لكن هذا كل شيء. لا نعرف كم من الوقت نستطيع البقاء هنا. لقد بدأت مدخراتي تنفد".

مثلها تماما، عبر عدة آلاف من سكان غزة الحدود الجنوبية للقطاع لطلب العلاج أو لمرافقة أحد أحبائهم. تعد مصر الممر الإلزامي لجميع الأشخاص الذين قد يتم إجلاؤهم من قبل الهلال الأحمر. وإلى حدود 22 آذار/ مارس، سجلت وزارة الصحة المصرية دخول 3953 شخصًا يعانون من أمراض مزمنة أو جرحى إلى 84 مستشفى منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وأكثر من 5300 شخص مرافقين لهم.

وذكر المتحدث باسم الوزارة: "حتى الوقت الراهن، نقوم برعاية 1521 مريضًا، بما في ذلك عدد كبير في شمال سيناء. يقف النظام الصحي المصري إلى جانب سكان غزة، وسيواصل القيام بذلك حتى لو انتهت الحرب غدًا. ولهذا السبب نحن منفتحون على أي مساعدة مادية يمكن أن نتلقاها من المجتمع الدولي".

"هنا الجميع يريد الرحيل"

في شمال سيناء، أبلغ الفلسطينيون بالفعل عن التوترات. وفي العريش، العاصمة الإقليمية الأقرب إلى غزة، على بعد حوالي خمسين كيلومترًا من الحدود، لا يرى خالد البالغ من العمر 44 سنة، أي آفاق مستقبلية. وصل خالد في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر مع زوجته التي أصيبت في الكبد في أثناء القصف.

وقال خالد: "خضعت زوجتي على الفور لعملية جراحية في أحد مستشفيات القاهرة. بقيت هناك ثلاثة أيام، قبل أن تعود إلى المنطقة، لكن منذ ذلك الحين لم أر أي تحسن، وهنا لا يوجد دواء لها. كل ما نستطيع القيام به هو العلاج الطبيعي".

ومع وجود حوالي مئة من سكان غزة الآخرين، جلس خالد في مركز للشباب ثم حول إلى ملجأ. وقال خالد: "في منتصف كانون الثاني/ يناير، طلب منا التوجه إلى العريش لتلقي العلاج في المستشفى، لكن ذلك كان خطأً، فنحن هنا في ملجأ الطوارئ هذا الذي يشبه المدرسة".


فقد خالد طفلين بسبب القنابل الإسرائيلية. وأفاد: "أريد في الوقت الراهن العثور على الطفلين الآخرين البالغين من العمر 8 و12 سنة. وما زالوا هناك في رفح. بمجرد أن يكونوا معنا، سآخذهم إلى بلد آخر، من أجل مصلحتهم".

حتى الوقت الراهن، لم تصدر السلطات  المصرية تصاريح إقامة؛ خوفا من تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين. في هذا الصدد، أفاد خالد: "على أي حال، الجميع هنا يريد الرحيل، إلى الإمارات أو قطر أو أي مكان آخر. لكننا لا نستطيع التحرك". ومن جهتها، قالت ولاء: "أفتقد والدي وأخواتي كثيرا، لذا بمجرد انتهاء الحرب، سأعود إلى المكان الذي أتيت منه، شمال غزة".