قال المحلل والكاتب
الإسرائيلي تسيفي برئيل، إن الهيكل الهرمي لتنظيم الدولة الذي أنشأه أسامة بن لادن وطوره أبو مصعب الزرقاوي، والذي يتيح للقائد أن يجمع في يديه كل الصلاحيات مع توزيع إداري يتيح لقائد كل إقليم أو أمير محلي مساحة واسعة من العمل والصلاحيات، من شأنه أن يجعل مهمة محاربة التنظيم صعبة.
ورغم الخلافات التي قال إنها تجتاح التنظيم، والتي تمس بمنظومة التنسيق العسكري بين القوات، فإنه ما زال متماسكا: "مواجهة عنيفة أخرى نشبت هذا الشهر بين نشطاء عراقيين من سكان تلعفر شمال غرب
العراق، وبين نشطاء شيشان، حول تعيين واحتلال مواقع في مدينة نينوى، جنوب غربي الموصل. ونجح المقاتلون الشيشان بطرد جزء كبير من النشطاء الذين قدموا من تلعفر وأعادوهم إلى مدينتهم، وليس قبل أن اتهم التلعفريون الشيشان بأنهم قدموا إلى العراق فقط من أجل إشباع رغباتهم الجنسية. في حين اتهم الشيشان التلعفريين بأن همهم الوحيد هو سرقة كل ما يستطيعون من الممتلكات".
"نظريا، من يتحكم ويحسم قضية التعيين هو مجلس الشورى، الذي يضم في عضويته ما بين 9 و11 عضوا. وهذا المجلس من شأنه أن يتشاور حول قائد يتمتع بقدرات على الصعيدين الديني والسياسي، ولكن القائد غير ملزم بالتقيد بتوصيته. ويتركز الخلاف حول الخلافة بين المجلس العسكري والمجلس الأمني، اللذين يؤديان أدوار الوزراء والمسؤولين عن النشاطات العسكرية للتنظيم. وإلى جانبهما تعمل أيضا ستة مجالس مسؤولة عن الإدارة المشتركة للمناطق التي يتم السيطرة عليها من قبل داعش. ومن بين هؤلاء يوجد: المجلس المالي، ومجلس الدعاية والإعلام، والمجلس الشرعي، ومجلس كبار الجماعة، ومجلس التقسيم الإداري، المسؤولة عن إدارة المناطق المختلفة الواقعة تحت سيطرة داعش في سوريا والعراق"، بحسب الكاتب.
وأضاف برئيل في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس، الاثنين، والذي اطلعت عليه "
عربي21" أنه على الرغم من أن عمليات القصف تلحق الضرر الكبير في موارد التنظيم، فإنها لم تنجح بعد في تحطيم البنية الإدارية له أو مصادر التمويل المحلية، غير المرتبطة فقط بتصدير النفط.
وتابع: "هذه الهجمات أوقفت إلى حد كبير تمدد
تنظيم الدولة إلى مناطق جديدة، وحشرته في معركة محلية تتركز فقط في المناطق الواقعة تحت سيطرته. ويستعد التنظيم لمعركة ذات مغزى كبير على مدينة الموصل التي يسيطر عليها منذ حزيران/ يونيو 2014. ويتجند ضده الجيش العراقي والمليشيات الشيعية التي تعمل بتوجيه وتمويل من إيران، ومقاتلو البشمركة الأكراد، والتحالف الغربي".
الفوز أو الخسارة في هذه المعركة، التي لم يتحدد بعد موعد لبدايتها، سوف يقرر مصير التنظيم، خاصة على الأراضي العراقية".