قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي تسفي بارئيل، إن تركيز الولايات المتحدة على محاربة
تنظيم الدولة في
سوريا والابتعاد عن ضرب قوات الأسد يعطي الأسد وقتا إضافيا وعمرا أطول، خصوصا أن هناك في الإدارة الأمريكية من يعتقد بأن الأسد من الممكن أن يكون عنصرا إيجابيا في هذه المعركة ضد التنظيم.
ورأى الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة "هآرتس" الخميس، أن داعش قد يكون الخيط الأخير للأسد في ظل التراجع والعزلة التي فرضتها عليه المعارضة السورية المسلحة.
وتابع بأن المعارضة "التي تسيطر على أغلب المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا، إلى العراق والأردن، جعلت من سوريا دولة منعزلة ماديا واقتصاديا، وحركة التجارة بين سوريا ولبنان تضاءلت بصورة درامية، وكميات النفط التي تنتجها سوريا انخفضت إلى تسعة آلاف برميل في اليوم مقابل 300 ألف برميل قبل الحرب، وصادرات البضائع من سوريا إلى العراق ملزمة بدفع ضرائب لداعش كما أن البضائع التي تصل من تركيا إلى سوريا ملزمة بدفع ضرائب إلى المليشيات التي تسيطر على المعابر الحدودية".
وأشار إلى أن سيطرة المعارضة على مدينة إدلب وجسر الشغور التي تقع على محور رئيس بين حلب واللاذقية، أحدثت انعطافة استراتيجية "لا تؤثر فقط بشكل درامي على معنويات المليشيات القتالية هذه فحسب، بل إن من شأنها أيضا أن تحدث تغييرا في سياسة الدول الخليجية والولايات المتحدة تجاه قوات المعارضة".
ولفت إلى أن ظهور تنظيم الدولة في سوريا أربك حسابات المعارضة وجعل من الصعب التوحد في جبهة واحدة ضد الأسد، فأصبحت المناطق المحررة تتبع لفصائل متعددة.
وأوضح أنه "على سبيل المثال، سيطرت جبهة النصرة على ممر القنيطرة، والجيش السوري الحر سيطر على مناطق في حلب، وداعش احتل مدينة الرقة في الشمال، والمليشيات الكردية تحولت إلى قوة مستقلة تدافع عن الإقليم الكردي في سوريا".
ويعتقد الكاتب بأن الحل يكمن في ما قاله بيان القمة الخليجية الأخيرة في الرياض، وهو أن يتم عقد مؤتمر للمعارضة السورية في الرياض من أجل مناقشة ما بعد الأسد.