أكد وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون صباح الخميس، أن
حزب الله أبلغ
إسرائيل عبر القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل"، بأنه غير معني بمواصلة التصعيد وأن عمليته بالأمس تمثل نهاية للتصعيد..
وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية "ريشيت بيت"، ألمح يعلون إلى أن المصلحة الإسرائيلية أيضا تقتضي عدم التصعيد.
وكشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى الليلة الماضية النقاب عن أن إسرائيل أبلغت حزب الله بشكل غير مباشر، بعدم رغبتها في التصعيد من خلال دعوتها للمستوطنين في الشمال إلى العودة لنمط حياتهم العادي.
وقد أجمع المعلقون الصهاينة على أن كلاً من حزب الله وإسرائيل معنيان بوضع حد للتصعيد الأخير في أقرب فرصة، على اعتبار أنه يتعارض مع مصالحهما الاستراتيجية.
وكتب عاموس هرئيل، المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الخميس، أن حزب الله يدرك أن فتح جبهة واسعة ضد إسرائيل يعني المس بأهم هدف يسعى الحزب لتحقيقه وهو الحفاظ على نظام بشار الأسد في سوريا.
من ناحية ثانية، أكدت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية أن هناك مصلحة إسرائيلية كبيرة بألا يفضي أي عمل عسكري إسرائيلي ضد حزب الله إلى التأثير على موازين القوى بين
نظام الأسد ومعارضيه.
وحسب القناة، فإن الحماس الإسرائيلي للحفاظ على نظام الأسد في هذا الوقت تحديدا، لا يقل عن حماس كل من إيران وحزب الله، مشيرة إلى أن محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب ترى أن انهيار النظام في هذا الوقت تحديدا يعني سقوط سوريا في أيدي جماعات "جهادية" من الصعب مراكمة التصعيد ضدها.
ونوهت القناة إلى أن التقدير العام في إسرائيل يقول إن الإبقاء على نظام الأسد ضعيفا وهشا أفضل من المخاطرة بمواجهة تبعات سقوطه، مشيرة إلى أن سقوط النظام لن يغيّب تهديد حزب الله.
وأشارت القناة إلى أن إسرائيل معنية باستمرار استنزاف حزب الله في سوريا، على اعتبار أن هذا الواقع يمنح إسرائيل هامش مناورة كبيرا، في مواجهة كل من الحزب وإيران والنظام السوري.
من ناحيته، أوضح رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن هناك ما يؤشر على أن إسرائيل قررت تأجيل الرد على حزب الله لموعد آخر.
وفي مقال نشرته الصحيفة صباح اليوم، أوضح بن يشاي أن إسرائيل بإمكانها الرد على الحزب بدون أن تترك أثرا، سواءً داخل لبنان أم في سوريا.
وفي السياق ذاته، حذر المعلق العسكري ألون بن دافيد، من أن ردا إسرائيليا واسعا على عملية "مزارع شبعا" سيمنح "حزب الله" شرعية لمواصلة العمل انطلاقا من الجولان، وهو الخيار المريح له، على اعتبار أنه لا يوجد لديه ما يفقده في هذه المنطقة.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" أشار بن دافيد إلى أن حزب الله يتجنب سيناريو يمكن أن يسمح لإسرائيل باستهداف مخزونه من الصواريخ.
وفي سياق متصل، أكد أمير أورن أنه قد تبين أن الوجود السوري في لبنان كان يخدم بشكل كبير المصالح الإسرائيلية.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الخميس، نوه أورن إلى أن الانسحاب السوري من لبنان عام 2005 هو الذي مهد الطريق أمام تفجر حرب 2006، مشيرا إلى أن التواجد السوري في لبنان مثّل في حد ذاته ضابطا لمنع تفجر المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.
وفي ذات السياق، اعتبر أورن أنه على الرغم من العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين إسرائيل والجنرال عبد الفتاح السيسي، ورغم إدراك إسرائيل لحجم الفائدة في صعوده للحكم، إلا أن بعض مواقفه أدت إلى نتائج سلبية بالنسبة لإسرائيل.
وأضاف أن كراهية السيسي لحركة حماس كانت وراء إطالة أمد الحرب الأخيرة على غزة بشكل مس بمصالح إسرائيل، مشيرا إلى أن مصلحة إسرائيل كانت تقتضي تقصير أمد الحرب لتجنب ضرب عمقها المدني.