هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتجه الأزمة بين رئاسة الأونروا والموظفين المهددين بالفصل لمزيد من
التصعيد، تزامنا مع إعلان الاتحاد العام للموظفين البدء باتخاذ إجراءات تصعيدية
لإجبار الأونروا على التراجع عن قراراها بوقف العمل ببرنامج الطوارئ في غزة.
خطوات
تصعيدية
وكان اتحاد الموظفين قد نفذ إضرابا شاملا في جميع مؤسسات ومرافق
الأونروا في قطاع غزة يوم الخميس، كما أعلن الاتحاد عن تنفيذ اعتصام مفتوح أمام
رئاسة الأونروا وسط مدينة غزة، ومن المقرر أن يشهد اليوم الأحد مشاركة فصائلية
وشعبية واسعة في هذا الاعتصام، بالإضافة لقرار الاتحاد إيقافه لكافة الأنشطة
الصيفية التابعة للأونروا ضمن سلسلة الخطوات التي أعلن عنها.
تأتي هذه الخطوات بعد أيام على قرار الأونروا وقف العمل بنظام الطوارئ
الذي يهدد مستقبل ما يزيد على ألف موظف يعملون في قطاع غزة، وهو ما سيلقي بظلاله
على برامج الأونروا الرئيسية كالتعليم والصحة والمساعدات الغذائية.
إلى ذلك، أكدت نائب رئيس اتحاد الموظفين العرب في الأونروا، آمال
البطش، أن "اتحاد الموظفين مستمر في خطواته التصعيدية ذات الطابع السلمي بهدف
الضغط على الأونروا للتراجع عن قرارها بوقف العمل ببرنامج الطوارئ"، مضيفة أن
"الاتحاد أرسل تعليماته لكافة موظفيه بعدم التوقيع على أي اتفاق لإنهاء عقوده
مع الأونروا لحين إيجاد تسوية لهذه الأزمة".
وتابعت البطش في حديث لـ"عربي21" بأن "إدارة الأونروا
لم تعد تكترث باحتجاجات الموظفين، لذلك قررنا دعوة الفصائل والقوى السياسية في غزة
للمشاركة في اعتصام اليوم الأحد أمام رئاسة الأونروا لإيصال رسالة واضحة للإدارة
بأن المساس بحقوق اللاجئين سيفجر أزمة وصراعا بين الشارع والأونروا، وهو ما قد
يفتح الباب أمام دخول الأزمة منعطفا خطيرا ما لم تتراجع الأونروا عن قرارها".
وكشفت البطش عن "اعتزام الأونروا اتخاذ إجراءات إضافية بحق
الموظفين، تتضمن تسريح آلاف الموظفين في قطاع التعليم ممن عينوا بعد العام 2007،
بالإضافة للمعلمين الحاصلين على شهادة الدبلوم المتوسط، وإحالة جزء من المعلمين
إلى نظام المياومة الذي يتضمن عقدا يتم إبرامه بين الموظف والأونروا لمدة 3 أشهر
براتب أقل بـ3 أضعاف من الراتب الحالي".
رفع سقف المطالب
تشير هذه المعطيات إلى دخول الأزمة بين الموظفين والأونروا مرحلة
خطيرة، خصوصا بعد حادثة استهداف عشرات الموظفين بقنابل الغاز والصوت من قبل الأمن
الخاص بمدير عمليات الأونروا ماتياس شمالي أمام منزله غرب مدينة غزة.
وعلى إثر هذه الحادثة، ارتفعت مطالب الموظفين بضرورة إقالة شمالي من
منصبه، وتشكيل لجنة تحقيق في حادثة استهداف الموظفين بقنابل الصوت، التي أسفرت عن
إصابة عدد من الموظفين بالإغماء نتيجة هذه الاعتداءات.
من جانبه، كشف عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، ماهر مزهر،
في حديث لـ"عربي21" أن "الهيئة الوطنية
لمسيرات العودة تتابع بقلق القرارات الأخيرة الصادرة عن الأونروا، والتي تهدد
مستقبل أكثر من مليون فلسطيني في غزة، ونؤكد في الهيئة أننا سنقف بجانب الموظفين
لاسترداد حقوقهم، كما ستشهد الأيام القادمة لقاءات موسعة بين الاتحاد العام
للموظفين وإدارة الأونروا ومنظمات المجتمع المدني لتشكيل جبهة؛ للضغط على الأونروا
للتراجع عن قراراتها الظالمة بحق الموظفين".
بالتزامن مع ذلك، دعت الأطر الصحفية في قطاع غزة وسائل الإعلام
لمقاطعة المؤتمرات الصحفية لمدير مكتب عمليات الأونروا ماتياس شمالي؛ احتجاجا على
إجراءاته الأخيرة بحق الموظفين.
وفي
السياق ذاته، شدد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس، عصام عدوان، أن
"الإجراءات التقشفية التي تعتزم الأونروا اتخاذها وافتعال الأزمات مع
الموظفين قبيل بدء العام الدراسي يشير إلى أن قطاع غزة بات مستهدفا بشكل واضح من
هذه الأزمة، التي تهدف لتصفية وشطب حقوق اللاجئين لتطبيق صفقة القرن".
وأكد عدوان في حديث لـ"عربي21" أنه "في حال توقفت
الأونروا عن تقديم خدماتها للاجئين فإن غزة هي المتضرر الأكبر من هذه الأزمة
مقارنة بباقي المناطق، كونها تعاني من الحصار والتجويع لاسيما بعد الإجراءات
العقابية التي فرضها رئيس السلطة محمود عباس بحق القطاع".
وشددت عدوان على أن "إهمال قضية اللاجئين سيهدد الأمن والسلم في
المنطقة، مؤكدا "أن أحدا لن يكون بمنأى عن تداعيات الانفجار الذي سينشأ نتيجة
حرمان الفلسطيني من الأمل".