هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتخذ الأطر القومية مواقف مبدئية من قضايا العرب المطروحة بحذر شديد من دون أن تؤدي هذه المواقف إلى تسجيل فارق كبير أو منعطف في مصير تلك القضايا. ولكن رغم ذلك تظل هذه الأطر منابر للتلاقي تجمع مفكرين ومثقفين وناشطين يتبادلون في جلساتهم الخاصة الأفكار..
إن التلخيص الأفضل لمستوى الوعي القومي العربي في هذا الوقت، عبر عنه مؤسس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس بقوله: "الشعب الجزائري مسلم وإلى العروبة ينتسب".
كيف يمكن لدعاة العرق العربي النقي الواحد في المغرب أو المشرق من الذين انطلت عليهم المغالطة (الاستحمارية) الغبية.. أن يثبتوا ذلك النقاء العرقي حتى في الجزيرة العربية، فضلا عن مصر أو لبنان أو السودان أو بلاد المغرب عموما بعد مسلمي الأندلس المهجرين إليها والمنصهرين فيها بالملايين؟
هل القوميون العرب في تونس ديمقراطيون أم انقلابيون؟ وهل سيكون نقد مزيد من القيادات القومية لمسار ما بعد 25 تموز (يوليو) "عودة للوعي"، ومؤشرا عن مراجعات فكرية سياسية عميقة وتطورا في اتجاه "التبرؤ" من المواقف الانقلابية السابقة، أم مجرد "تعديل" تحسبا لتغير موازين القوى وطنيا وفي المنطقة؟
أغرب ما في نهايات المشروع القومي العربي حقائق لا تصدّق: كيف يكون المشروع قوميا عربيا وهو يشتغل بالوكالة عند المشروع الصفوي الفارسي؟ كيف يكون مشروع الخميني القائم على سبّ صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين متقاطعا مع المشروع القومي العربي ومحور المقاومة والممانعة؟
لقد أصبح الباحث جاد يؤكد على ضرورة الانطلاق من الدول الوطنية الحديثة: الدولة السورية، والدولة اللبنانية، والدولة العراقية، والدولة المصرية، بوصفها أمماً حديثة قيد التشكل، وإعادة التفكير في المسألة القومية بوجه عام، وفي مفهوم الأمة العربية بوجه خاص، بدلالة الدولة الأمة أو الدولة الوطنية..
تحالف القوميون مع المشروع الإيراني الفارسي باسم العروبة وتحالفوا مع الغزاة الروس ومرتزقتهم باسم المقاومة متخفّين تحت شعار محاربة الإسلام السياسي الذي قدّموا محاربته على كل أولويات التحرر مع الاستبداد والاستعمار والفساد..
على أهميّة المشترك الفكري بين التيار القومي والإسلامي في تونس، فإن تجاوز جراحات الماضي، في ما يتعلّق بالخصومات التاريخية بين الإخوان المسلمين، بوصفهم المدرسة الفكرية المرجع للحركة الإسلامية التونسية، وبين الرئيس الرّاحل جمال عبد الناصر، يقف على أمرين اثنين..
هل ينج إسلاميو وقوميو تونس في تجاوز خلافاتهم الأيديولجية والفكرية القديمة لصالح تحديات إنجاح الانتقال الديمقراطي وتلبية مطالب التونسيين في التنمية ومعالجة أسباب الفقر؟
أخيراً أعلنت الأحزاب التركية المختلفة قوائم مرشيحها لانتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وسُلطت الأضواء بطبيعة الحال مرة أخرى على العدالة والتنمية أكثر من غيره، وثارت الأسئلة من جديد حول مدى قدرته على العودة إلى الأغلبية البرلمانية..