معركة النهضة الداخلية معركة انتقال قيادي نعم، لكن بين متشابهين في البرنامج والخطة، بما يعيدنا إلى نقطة البداية، وهي أن الحزب حزب تونسي لا ينتج أفكارا وإنما ينتج أو قد ينتج منافع، ويصير العمل الحزبي وسيلة لمنفعة وليس لطرح سياسي تغييري
الحل لن يأتي أبدا من مساعدات خارجية ولو نقعت في رحيق الأخوة والمحبة، فثمة لحظة واقعية سينتهي عندها الجميع يوما عندما يتوقفون عن الهروب إلى الإمام خوفا.. إنها النقابات. من يتجرأ على رؤية هذه الحقيقة ويضع خطة إيقاف التغول النقابي سيجد نقطة البداية لتحقيق التنمية بموارده الذاتية
هذا أفق لمشروع سياسي جديد لدولة جديدة ومؤسسات حكم جديدة تتجاوز أولا الرؤية المتكلسة التي يدافع عنها رئيس الدولة الحالي، وتتجاوز كل تراث البورقيبية السياسي..
في محطات كثيرة كان الحكام يبررون القهر بما يمارس عليهم من الخارج من ضغوطات سياسية، ولكن لا أحد منهم يجيب شعبه عن السؤال البسيط والواضح: لماذا لا تحتمي بشعبك من الضغوطات الخارجية؟
اتخذ زعيمُ حزب النهضة الشخصيةَ التجمعية الأولى مستشارا له، فعادت معركة تقاسم الرصيد البشري للتجمع (أي قوته الانتخابية) إلى الواجهة من جديد، بعد أن خمدت أو اختفتى تحت ركام المعارك اليومية حول الخبز والصحة والأمن
كان الفصل المتعلق بالترخيص المسبق لإنشاء وسيلة إعلامية ناطقة ومرئية سيفا مسلطا على كل جهة مناصرة للثورة لتمارس العمل الإعلامي، لكننا شهدنا حصول قنوات على تراخيص حتى قبل أن تستأجر محلا للعمل، مثل قناة التاسعة والجنوبية، ولكن لم تحصل قناة الزيتونة على ترخيص بعد وظل وضعها غير قانوني
الشعب التونسي يتجه إلى حالة اللادولة. ليس بالمعنى الذي بسطه بيار كلاستر، لكن بمعنى انتهاء الشعور بالوجود الجماعي المولد للروح الجماعية التي تفتح أبواب التعايش لتلبية الحاجات وتغطيتها بغطاء عاطفي. إنها حالة من الالتقاء الغريزي. والغزيرة هي النقيض المباشر للدولة
يحتاج البلد إلى نقاش جدي عميق ومؤسس، ولا نراه قد بدأ ببيان المئة في النهضة ولا بالقراءات التي تناولته أو توقعت آثاره. ودروس الديمقراطية يتقبلها ديمقراطيون من معلمين ديمقراطيين فقط لا غير..
احترام المواطن صاحب السيادة، الذي يذهب متفائلا إلى صندوق الاقتراع فيفرز أدوات حكم لتحكم لا لتفشل. أول اللبنات هي احترام الصندوق ونتائجه، والعمل عليها كمؤسسة للديمقراطية لا كمسرحية من الخيال العلمي.
مع تقدم عمليات تطبيع العلاقات مع الكيان فقدت كل الأنظمة المطبعة شرعيتها، وانقطعت عن شعوبها إلا بالحديد والنار. وكلما ولغت في دماء شعوبها ازدادت حاجتها إلى الحماية الخارجية، فلم تعد تقف إلا بدعم صهيوني أمريكي..
نظريا وحسب ما كتبته هذه النخب عبر تاريخها الطويل في التنظير، فإن ردة الفعل الوحيدة الأخلاقية والثورية بعد كارثة بيروت هي احتلال الشارع ودفع ثمن إسقاط النظام الطائفي الذي خرب لبنان، وهو الموقف الذي انتظره شعب مصر من نخبته فوجدها تبرر للعسكر، وهو ما انتظره شعب تونس من نخبه فوجدها تقبل كتف ماكرون