في كل مرة وفي أكثر من مناسبة، وبعد كل اقتحامٍ للمسجد الأقصى المبارك، وأثناء تنظيم أي مسيرةٍ إسرائيلية على تخوم القدس، يردد الإسرائيليون المشاركون في هذه الفعاليات الباطلة شعاراً من العيار الثقيل، شعارا له أبعاده الحقيقية وصداه المدوي الذي يتجاوز الجغرافية الفلسطينية إلى كلٍ بقعة جغرافية يطأها العربي
إنها الحربُ يا سادة، نعم الحرب التي تفرزُ تناقضاتٍ عجيبةٍ غريبة، وتُخلّف وراءها العديد من الضحايا والأزمات التي تحتاج سنواتٍ عديدة لنفضِ الغبار واستعادة رمق العافية
من أراد تمثيلنا في المحافل الدولية عليه أن يكون قادراً على تحمّل المسؤولية بشكلٍ يليق بتضحيات الشعب الفلسطيني، وحجم القضية الفلسطينية التي هي أكبر من منظمة التحرير
السؤال الجوهري الذي يُباغتني كلما ظهرت نسخةٌ جديدةٌ من هؤلاء القوم، وكيفية تعامل المتابعين معهم هو: لماذا فشلوا جميعاً فشلاً ذريعاً وفي متناولِ أيديهم كَمٌّ هائلٌ من التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي تستطيع إيصالهم بالصوت والصورة إلى أقصى بقاع الأرض؟
ربما يكون الهدف من هذه الحملات الإسرائيلية ضد فلسطينيّي أوروبا، التي لا طائلَ منها على الإطلاق، هو الخشية من تأسيس لوبي فلسطيني، يصبح في قادم الأيام منافسا شرساًللّوبي الإسرائيلي الذي يعاني الآن في أوروبا، بعد تصاعد الحملة المناصرة للقضية الفلسطينية في القارة الأوروبية على الصعد كافة.
لأنّ الإعلام الفلسطيني ما يزال حتى هذا اليوم يواكب جرائم الاحتلال من قتلٍ وتهجير واعتقالٍ واستيلاءٍ على الأراضي والحقوق، فقد أخذت دولة الاحتلال على عاتقها تصفيته بشكل كامل
هناك فرق كبير بين الحرص على العلاقات الخارجية وبين أن تكون العلاقة بين دولتين قائمة على أساس الدعم المالي ليس أكثر، وذلك على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية وتاريخ الشعب الفلسطيني الضارب في الجذور، وهذا ما لا يرتضيه الشعب الفلسطيني
اليوم تقع الحركة ربما في الفخ ذاته، وذلك بعد ترحيبها بمبادرة الحوثيين، وتعبيرها عن الامتنان الوفير لزعيم الحوثيين بسبب اهتمامه بقضية الأسرى الفلسطينيين في السجون السعودية، وبالتالي سوف تجد الحركة نفسها في ذات الزوبعة..
ما تعلّمته جيداً هو أنّ الله تعالى عندما جبلَ هذا المخلوق المُسمّى إنساناً، جبله على الضعف وسيبقى كذلك مدى الحياة، وبأنه مهما تخيل الإنسان نفسه قوياً ومسيطراً وعظيماً، فإنه في نهاية المطاف سوف يخضع لقول الله تعالى: وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفا..
أوراقٌ قليلة ربما، كانت بحوزة اللاجئ الفلسطيني للتعبير عن رفضه استهداف الأونروا التي تمثل ماضيه وحاضره، لكنّ هذه الأوراق القليلة كانت مؤثرة إلى حدّ بعيد، لدرجة أنها أقلقت دولة الاحتلال وسفراءها ومُناصريها
طالما أنّ هذه الانتخابات أفرزت لنا بنيامين نتنياهو مجدداً، فسوف يتساءل الفلسطينيون عن مستقبل علاقتهم مع دولة الاحتلال، وطالما توحّد الإسرائيليون في معركتهم الانتخابية، فالأَولى بهذه الوحدة هم الفلسطينيون أنفسهم
تُرى هل سوف يصرّ عبد الفتاح البرهان على انتهاج سياسة التطبيع، بحيث نشهد توتراً في العلاقات بين البلدين الشقيقين والشعبين العربيين، أم أنّ جملة الانتقادات والضغوطات ستدفع بالبرهان إلى العدول عن قراراته؟