ملفات وتقارير

إعلانات رمضان بمصر.. جنس وبذخ واستفزاز للفقراء

دعاية لحليب الأطفال تحمل إيحاءات جنسية
"إعلانات قذرة تساعد على التحرش. مسلسلات زبالة تعتمد عل الألفاظ الأزبل. برامج تافهة تشجع على العنف. ياخسارة، رمضان مكنش كده كنا بنستنى علشان نتلم"، كلمات أطلقها حساب باسم "مصرية وافتخر" ‏عبر موقع "تويتر"، عبرت فيها عن تردي المنتج الإعلامي خلال شهر رمضان.

وبشكل خاص، أثارت إعلانات رمضان 2016 استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فبينما يرى البعض أنها توجيه سافر للمجتمع نحو النمط الغربي، فقد أكد آخرون أنها تهدم قيم الأسرة بما تحمل من إيحاءات وألفاظ جنسية، وبذخ يستفز الفقراء، في ظل دعوات للتبرع في زمن غلاء الأسعار والتقشف وربط الحزام.

وردا على ذلك، تقدم الإعلامي وعضو مجلس النواب المؤيد للانقلاب، مصطفى بكري، بطلب إحاطة لرئيس الوزراء شريف إسماعيل، حول ما أسماه إسفاف الإعلانات، واعتبر في تصريح لـصحيفة "اليوم السابع" أن هناك "اغتيالا معنويا لشخصيات مصرية وتوجيها للمجتمع نحو الثقافة الغربية".

وأصدر جهاز حماية المستهلك في مصر قرارا بوقف بث عدد من الإعلانات التلفزيونية التي بدأ بثها خلال شهر رمضان الكريم، بسبب مخالفتها للقانون وعدم التزامها بالآداب العامة.

وأكد الجهاز، في بيان له الأحد، تلقت "عربي21" نسخة منه، أن إعلانات شركات جهينة لمنتجات الألبان، والأهرام للمشروبات الغازية، وقطونيل للملابس الداخلية، ودايس للملابس الداخلية.. تنتهك الكرامة الشخصية، ولا تحترم الذوق العام، والعادات والتقاليد المجتمعية، وتستخدم الأطفال في أنشطة مخالفة للقانون.

جنس وتحرش

ثلاثة إعلانات كانت قد أثارت غضب مواقع التواصل الاجتماعي، يعلن الأول عن منتج للألبان، ولكنه حمل إيحاء جنسيا في حديث عن أطفال حديثي الفطام، حيث يقول أحدهم: "مش قادر أنسى الدوندو"، فيرد الطفل الآخر: "مش هتقدر تنسى الدوندو"، في إشارة إلى "صدر المرأة".


ويعلن الثاني عن منتج للملابس الداخلية، حيث استبدل بكلمات أغنية قديمة، أخرى فيها إيحاءات جنسية، أما النسخة الثانية من الإعلان فكانت أكثر صراحة، بتصويرها شكل "قعدات" النساء المريحة مع المنتج.

أما الإعلان الثالث، فيأتي عن أحد المشروبات الغازية والذي اعتمد أيضا على إيحاءات جنسية واضحة.


غضب المصريين بدا في موقع "تويتر"، وانتشر عبر عشرات التغريدات، منها حساب باسم "سيف الدين"؛ الذي يقول: "كثرة الإيحاءات اللفظية القذرة في إعلانات شهر #رمضان لهذا العام.. شيء مقزز وتحديدا في إعلان الحاجة زينب، وإعلان لبن أطفال، وإعلان ملابس داخلية".

ويقول "سيد محمود السعدني": ‏"نفس إعلان السنة إللي فاتت في رمضان، اشرب مش عارف إيه وانعش.. إعلانات زبالة".

بذخ واستفزاز للفقراء

إعلانات رمضان لم تخلُ أيضا من عناصر الإبهار والبذخ، مثل: السيارات الفارهة، والبدل والفساتين "الشيك"، والفلل والأثاث الراقي.. بينما تعج شوارع القاهرة بالقمامة والعشوائيات والفقر المدقع، وهو ما أثار التساؤل حول ميزانية إعلانات رمضان.

وعبر "Amr No 2 CC" ‏بقوله: "اللي يتفرج على إعلانات #رمضان يقول إن مصر عبارة عن مقاطعة يوجد بها 9000000 مليونير، وكلهم ذوقهم حلو وحلوين وساكنين في أرقى كمبوند".

وقالت pery ahmed: ‏"طول رمضان شحاته على المرضى والفقير، وفي إعلانات ممكن تتصرف تعمل بلد ودولة جديدة #يلا_خد_حقك مش شحاته دا حقك في بلدك".

ووضعت صورة لإعلان إحدى شركات الاتصالات، وتحته عبارة تقول "أجور طقم إعلان فودافون الجديد كفيل إنه يبني مستشفى 57357 فرع المريخ كوكب عطارد".

واعترضت Nada Hesham ‏على إعلانات التبرع للمستشفيات، والتي تتكلف الملايين، وقالت: "إيه فايدة إعلانات رمضان بتاعت المستشفيات دي وأنت ممكن بالملايين اللي بتدفعها فيها تتبرع وتعالج بيها الأطفال؟!".

السيسي نجم إعلانات الشحاتة

وكتب Maged Shokry: ‏"واشهد يا تاريخ، #الرئيس عبدالفتاح السيسي، أول رئيس جمهورية يعمل إعلانات رمضان 2016. #الحجة_زينب_بتصبح_على_مصر".

وظهر قائد الانقلاب في إعلان صندوق "تحيا مصر"، الذي يدعو المصريات للتبرع بأقراطهن أسوة بالحاجة زينب، وهو ما دفع بالمخرج عز الدين دويدار للسخرية من الإعلان ومن السيسي بقوله: "السيسي هو الشخص اللي خلا مصر تبيع سيغتها عشان معزور فيها".

أما Ahmed.el-Maghraby فقال: ‏"كمية إعلانات الشحاتة في رمضان تاريخي. من الواضح إن الشحاتة بقت توجه عام للدولة. نطالب المسئولين بإنشاء وزارة خاصة للشحاتة".

واعترضت "ريحانة محمد" على الإعلان بقولها: "الحاجة زينب اتبرعت بحلق بـ500 جنيه، اتعمل إعلان بملايين، وسافرت السعودية بـ15 ألف، سيبك وبقينا أد الدنيا".

ويبدو في الإعلان أن شخصية الحاجة زينب أدتها إحدى الممثلات، بينما اللقطات الأخيرة تظهر فيها السيدة زينب سعد الملاح برفقة السيسي أثناء استقبالها في قصر الاتحادية بعد تبرعها بقرطها الذهبي لصالح صندوق "تحيا مصر".



ملايين الجنيهات للنجوم

وذكرت تقارير صحفية أن إيرادات القنوات التلفزيونية من الإعلانات خلال رمضان 2016 قد تصل إلى 750 مليون جنيه مصري مقارنة، بـ500 مليون جنيه مصري سنة 2015. وكالعادة فقد تسابقت الشركات الكبرى في حشد نجوم السينما والفيديو ولاعبي الكرة المشهورين، والمقابل ملايين الجنيهات.

ويقول حساب باسم Omar Mohamed: "إما أشوف إعلانات رمضان إللي بتكلف ملايين وأعرف أجور الفنانين في المسلسلات وأشوف بعدها إعلان يقولك اتبرع ولو بجنيه ببقي قرفان والله".

أما "مساء العناب"، فيقول: ‏"كم النجوم إلي عاملة إعلانات في رمضان بيعكس ثقافة المجتمع دلوقتي المكسب من وان شوط، ماحدش عايز يتعب ويشتغل".