مقالات مختارة

ما هو هدف حزب العدالة والتنمية؟

1300x600
كتب كمال أوزتورك: اكتملت الاتفاقية الخامسة لحزب العدالة والتنمية، وتم اختيار هيئة الإدارة والتنفيذ. وسألني أصدقائي في أنقرة ما إن كانت نتائج الاتفاقية ملائمة لما كتبته في مقال الأسبوع الماضي "النسخة الثانية لحزب العدالة والتنمية" أم لا؟

فإن كان الجميع يعتقد أن قائمة هيئة الإدارة والتنفيذ لم تُحدِث تغييرا كبيرا، فأنا أعتقد أن قائمة هيئة التخطيط التي عُرِضت بعد ذلك كانت مكمّلة للسابقة. وبهذا أصبح السيد داود أوغلو الذي قام بتغيير 11 شخصا من إدارة الحزب قد قام بالتغيير المنتظَر منه نوعا ما. قد نستطيع أن نسمي هذا بأنه النسخة الأولى المعدّلة للحزب، إن لم نستطع القول إنها النسخة الثانية.

إن الكلام والأحداث والانتقادات التي تحدث قبل الاتفاقيات تؤثر على طاقة الجميع. وخاصة كوادر حزب العدالة والتنمية التي تقود البلد، فإنها تتأثر أكثر من الجميع. ولكن الآن هناك أمر آخر لنناقشه.

ماذا يجب أن يكون هدف حزب العدالة والتنمية؟

أعرف تشكيلات الحزب جيدا. إن أكثر ما يحفّزهم هو الوصول إلى الهدف الذي يرسمه قائدهم. فإن وضعت جميع عناصر الحزب في القرى والبلدات من أصغر مشرف على صندوق اقتراع إلى الوزراء هدفا واحدا في ذهنها، فسيخرج حتما حزب العدالة والتنمية من الانتخابات بنجاح مبهر. وهذا ما حدث في كل الانتخابات السابقة.

حين تَحدَّد الهدف لهذه التشكيلات ارتفع حماسهم وخاضوا الانتخابات بنجاح. فالناخب يشعر بالطاقة التي تنبع من التشكيلات التي توحّدت لأجل هدف واحد ويتأثر بطاقتهم.

إن تشكيلات حزب العدالة والتنمية تصل حتى قائده وليس فقط إلى هيئته التنفيذية الإدارية. فالشعب ينظر إلى ما يقوله القائد وما يهدف له ولا ينظر إلى باقي القادة.

ولهذا يجب أن ننسى ما حدث في الاتفاقية ونتوحّد على هدف واحد، وهذا ما على القائد فعله.

يجب أن يكون لحزب العدالة والتنمية هدفان رئيسيان:

1. الانفراد بالسلطة في الانتخابات.
2. إنهاء الإرهاب في البلد.

وما دون ذلك من نقاشات وأحداث ومشاكل، فهي مواضيع لا تشكّل أي معنى أو فائدة.

إن حزب العدالة والتنمية اليوم يدخل في أهم انتخابات في مسيرته. فهو سيدخل انتخابات بمعنويات منخفضة بعد عدم انفراده بالسلطة وانخفاض أصواته في آخر انتخابات. فإن كان هذا يبدو إحباطا إلى حد ما، فمن الممكن أن يتحول إلى حافز للالتفاف حول الهدف. فالشعب يحن للأيام الجميلة الماضية وهذه الانتخابات هي فرصة للعودة إليها.

لا يمكن تخيل تركيا بلا حزب العدالة

لقد رأى الجميع كيف شُلّت تركيا بعد أن لم يتمكّن حزب العدالة من الانفراد بالسلطة. لقد عشنا عواصف كثيرة في هذه الفترة، ليس فقط في مجال الإرهاب وإنما في الاقتصاد والبيروقراطية وسن القوانين وتطبيقها والسياسة الخارجية وسياسات السلام والصلح المجتمعي أيضا. ولهذا لا يمكن لتركيا أن تحل مشاكلها العميقة هذه بالائتلاف وإنما بالحزب الحاكم الواحد.

حين كنا نشاهد الاتفاقية قال أحد زملائي وقد كان يجلس بجانبي ولم يصوت لحزب العدالة والتنمية أبدا: "بعض مشاكل تركيا لا يمكن أن تُحَل إلا بحزب العدالة والتنمية، وهذا ما يجب أن يفهمه الحزب أولا".

وأنا أعتقد أن الحزب يعي هذا جيدا؛ فقد قام بدراسات وأعمال جدّية جدا لمعرفة أسباب نقص الأصوات في انتخابات 7 حزيران. وقد صرّح بهذا بعض النواب الذين عملوا في الدراسات شخصيا. وقد طبّق السيد داود أوغلو بعض توصيات هذه الدراسات حين قام بتغيير قائمة التخطيط للحزب. وغيّر بعض مساعديه الذين تعرّضوا للنقد العميق والشكاوى. وكانت هذه الحملة موفقة له.

وبعد هذا التطور سيكون البيان الانتخابي الذي سيُدلي به داود أوغلو مهما جدا. فالكلمة التي ستؤثر بالشعب والرأي العام والهدف الموحد قد يغيران كل شيء.

التركيز على الانفراد بالسلطة

إن الالتفاف حول الهدف هو أول ما سيفعله حزب العدالة والتنمية. وهذا الهدف كبير جدا ولكن يمكن الوصول إليه. كما قد يغيّر مستقبل الحزب بشكل جذري. فيجب أن يكون الانفراد بالسلطة هو المحفّز الأول في هذه الانتخابات. ويجب أن يكون الهدف الأول لحزب العدالة والتنمية المنفرد بالسلطة هو التخلّص من الإرهاب والتحزّب وحفظ أمن المجتمع.

لا يحق لحزب العدالة والتنمية الآن أن يفكّر بأمر آخر سوى هدفه. وعليه أن ينسى خلافاته الداخلية فورا. بل وحتى عليه ألا يدخل في أي جدل أو شجار مع أي حزب أو فصيل آخر.

يجب أن يركّز على تفرّده بالسلطة فقط. عليه أن يناقش هذا وعليه أن يصمد لأجل هذا. وعلى السيد داود أوغلو أن يتحدث مع الجميع ويستمع للجميع في هذا الشأن. وعليه أن يزجر الذين يدخلون في الخلافات الصغيرة داخل الحزب.

فلا تنسوا أن الجميع ينظر إلى ما يقوله وما يفعله القائد.

(عن صحيفة "يني شفق" التركية، مترجما خصيصا لـ"عربي21"، 18 أيلول/ سبتمبر 2015)