أطلقت
الحرب الروسية على أوكرانيا المخاوف من اندلاع
حرب نووية.
ومن
المعلوم أن أي حرب نووية يمكن أن تتسبب بدمار العالم الذي نعرفه.
وبعد
تصريحات روسية عديدة حول إمكانية استخدام الأسلحة النووية، فقد دأب العديد من
الباحثين على التحذير من مخاطر اندلاع حرب عالمية يمكن أن تستخدم فيها الأسلحة
النووية، فيما تحدث البعض عن السيناريوهات التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك.
سيناريوهات
في كتابها
"الحرب النووية: سيناريو"، تتحدث الصحفية الأمريكية، آني جاكوبسن،عن هجوم
نووي مفترض تطلقه
كوريا الشمالية على الولايات المتحدة و"الدوامة" التي ستحدث
للعالم نتيجة لذلك، بحسب قناة "الحرة" الأمريكية.
وأحد
أسباب تلك الحرب سيكون إطلاق صاروخ نووي باتجاه الولايات المتحدة.
وتستند
هذه الافتراضات للكاتبة إلى عشرات المقابلات الحصرية مع خبراء عسكريين ومدنيين، لديهم
صلات ببناء الأسلحة النووية، أو مطلعين على خطط الاستجابة النووية، أو لديهم صلة بعمليات
صنع القرارات.
العالم
متخوف من حرب نووية
وخلصت
دراسة جديدة حول مخاطر الحرب النووية على العالم، إلى أن أي صراع من هذا النوع قد يغرق
العالم في ظلام دامس عدة سنين، ويتسبب في انخفاض درجات الحرارة بشدة ويمحو الكثير من
الحياة البحرية في العالم.
وتشير
جاكوبسن في كتابها إلى السرعة التي يمكن بها إبادة دول بأكملها.
وتقول
إن الأقمار الصناعية الأمريكية تحتوي على أجهزة استشعار "قوية للغاية بحيث يمكنها
رؤية عود كبريت مضاء من مسافة 200 ميل".
وهذا
يعني أنه في غضون 15 ثانية، تستطيع الرادارات معرفة أن صاروخا كوريا شماليا متجه إلى
الولايات المتحدة، وهذا الصاروخ يحتاج إلى ما يزيد قليلا عن نصف ساعة للوصول إلى أهدافه
في الأراضي الأمريكية. وبمجرد إطلاع الرئيس الأمريكي على الأمر، يكون لديه ست دقائق
ليتخذ قرارا.
وتشير
إلى أن غواصة روسية قبالة الساحل الغربي لأمريكا يمكنها إطلاق مجموعتها الكاملة من
الصواريخ على جميع الولايات الـ50 في وقت واحد خلال 80 ثانية.
وفي
السيناريو الذي تتخيله، يمكن أن يدمر صاروخ كوري شمالي محطة للطاقة النووية شمال لوس
أنجلوس، ويمكن لقنبلة أخرى أن تدمر العاصمة الأمريكية، واشنطن.
ويمكن
أن يحدث خلال هذه الحرب المفترضة بين أمريكا وكوريا الشمالية سوء فهم من جانب روسيا،
فالصواريخ الأمريكية المتجهة إلى كوريا الشمالية يجب أن تحلق فوق روسيا بحكم الجغرافيا.
وقد
لا يستطيع القادة الأمريكيون إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، لذلك فقد يحدث
أن ترى أقمار الإنذار المبكر الروسية "دون المستوى" عن طريق الخطأ مئات الصواريخ
القادمة، فيهاجم الكرملين الولايات المتحدة، والأخيرة ترد على هذا الهجوم.
مجلة
"إيكونوميست" التي استعرضت الكتاب أوضحت في تقرير لها أنه ربما تحمل الأفكار
التي طرحتها الكاتبة بعض العيوب، وتتساءل على سبيل المثال: لماذا تخاطر كوريا الشمالية
بالقيام بمثل هذا العمل الانتحاري؟ ولماذا يقدم الروس على إنهاء العالم استنادا إلى
بيانات أجهزة استشعار معيبة؟
لكن
الأمر الذي لا خلاف عليه، وفق المجلة، هو تغيير الأسلحة النووية للعالم، فوجود كميات
كبيرة من السخام في الغلاف الجوي بعد هجوم نووي من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض بنسبة
70 في المئة في أشعة الشمس لمدة 10 سنوات. وستنخفض كمية الأمطار بنسبة 50 في المئة.
وكتبت
جاكوبسن: "بعد 10 آلاف عام من الزراعة والحصاد، يعود البشر إلى حالة الصيد وجمع
الثمار".
وتمتلك
روسيا ما يقرب من 5977 سلاحا نوويا، يمكن إطلاقها من الصواريخ والغواصات والطائرات.
وفي عام 2021، أنفقت ما يقدر بنحو 8.6 مليارات دولار لبناء وصيانة قواتها النووية، وفقا
لموقع منظمة "ICANW"، المتخصصة
في مكافحة الأسلحة النووية.
وكشف
تقرير حديث لشبكة "سي أن أن" أنه في أواخر عام 2022، بدأت الولايات المتحدة
"الاستعداد بجدية" لاحتمال أن تشن روسيا ضربة نووية على أوكرانيا.