تتعالى الأصوات في دولة الاحتلال
الإسرائيلي بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات الاحتلال في حربها العدوانية
على قطاع
غزة وكثرت المطالبات برحيل رئيس حكومة الاحتلال
بنيامين نتنياهو.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود
أولمرت في مقالة رأي نشرت على
صحيفة هآرتس العبرية إن القتال الدائر في شمال قطاع
غزة، وفي قلب مجمع غزة العسكري في خان يونس، صعب وغير عادي.
ويضيف: إنها محاولة لإيجاد التوازن
الصحيح بين تحقيق الهدف العسكري المنشود المتمثل في القضاء على مقاتلي "
حماس"
وتدمير البنية التحتية العسكرية والمدنية للمنظمة، مما أسفر عن سقوط ضحايا بين
مواطني غزة الذين ليس لهم علاقة بـ"الإرهاب".
ويتابع أولمرت أنه بعد شهرين من
القتال، يمكن القول إن هذا الجهد العسكري قد تم تقديمه من قبل جيل جديد ملهم من
القادة والمقاتلين الشجعان والمخلصين وتدريجياً، وأحياناً ببطء متعمد، تتقدم
الوحدات، فتكشف عن الأنفاق المخفية، وتحطم مراكز صنع القنابل الموجودة داخل
المساجد والمدارس، وتضعف قدرة حماس على الصمود وكان البعض، مثلي، يضيف المسؤول
الإسرائيلي السابق متخوفين من مستويات جاهزية القوات البرية الإسرائيلية.
ويكمل أن القلق يساور الجميع في ضوء
الإخفاقات التي كشفت عنها الأحداث الماضية، بدءا بحرب لبنان الثانية واستمرارا لأحداث
قطاع غزة على مر السنين. ويمكن الآن أن نحكم على أن جيش هرتزل هاليفي يعمل بمستوى
احترافي مثير للإعجاب، مع تنسيق استثنائي بين الجناح الجوي والقوات البرية، مع
تنفيذ نادر لمعلومات استخباراتية في الوقت الفعلي تم جمعها أثناء القتال ونقلها
إلى وحدات الخطوط الأمامية.
إن الحرب ضد منظمة إرهابية تبني مقرها
داخل المناطق السكنية هي أصعب وأكثر تعقيدا، وللأسف أيضا أكثر دموية من الاصطدام
المباشر بين كتائب مدرعة في الصحراء، أو المعارك الجوية بين الطائرات، حسب قوله.
ويضيف أن التوقعات التي صنعتها حكومتنا
المشؤومة فيما يتعلق بأهداف الحرب كانت لا أساس لها من الصحة وغير واقعية وغير
قابلة للتحقيق منذ البداية.
قذفهم نتنياهو بوجه محمر، وعينين
مرتعشتين، ويداه تتحركان بوتيرة مسرحية، بعد وقت قصير من امتصاص الصدمة الأولية في
7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
لقد بدا وكأنه رجل انقلب عالمه لقد تم
إعلان أهداف الحرب لأسباب شنيعة وبطبيعة الحال، الجميع يريد القضاء على "حماس".
ولو كان نتنياهو واعياً تماما عندما
أطلق لأول مرة هذا التعهد المتبجح أو عندما كرره في كل مؤتمراته الصحفية البشعة،
لكان عليه أن يعرف أنه لا توجد إمكانية لتحقيق ذلك.
ويكمل للأسف، لم يكن نتنياهو منذ
البداية منخرطا في حرب من أجل مواطني إسرائيل، بل في حربه الخاصة حربه الشخصية
والسياسية الخاصة هو وعائلته وإن صياغة الهدف في ظل تدمير حماس يمهد الطريق لإلقاء
اللوم على كافة المستويات تحت نتنياهو لعدم تحقيق ذلك الهدف.
إذا هم المذنبون، أي وزير الدفاع،
ورئيس الأركان، وهيئة الأركان العامة، والمقاتلون أولئك الذين ألمح أنصار نتنياهو
إلى تورطهم في مؤامرة غادرة مع "حماس" والتي أدت إلى كارثة أكتوبر/تشرين
الأول.
وأنهى حديثه بالقول: من الواضح للكثيرين
اليوم أنه على الرغم من أن "الجيش الإسرائيلي" يقاتل بشجاعة ومثابرة
نادرة، وبالعناية اللازمة، ورغم تعرضه لخسائر مؤلمة، إلا أنه لا توجد فرصة لتحقيق
التوقعات التي خلقها بيبي، في إشارة إلى
نتنياهو، لن يكون هناك "تدمير" لحماس.
إن غزة تتحطم، والآلاف من مواطنيها
يدفعون حياتهم ثمنا للأسف، والآلاف من مقاتلي حماس يقتلون بسعادة، ولكن تدمير حماس
لن يتحقق.