حادثه هزت
مصر: رجل يذبح رجلا آخر في وضح النهار في وسط الشارع ولا أحد من المارة يحرك ساكناً، بل ويقوم القاتل بفصل رقبة المجني عليه عن جسده. يُقال إن الشاهد الوحيد الذي أراد أن يوقفه عن فعله؛ نهره القاتل وحذره، وقال له لقد اغتصب أمي وأختي مرتين.
ليس هناك دليل مادي وحقيقي يثبت هذا الكلام، ولكن بعيداً عن معطيات وأسباب القاتل، وبعيدا أيضا عن تحديد حالته النفسية والعقلية والعصبية وتحديد نوع الفصام العقلي المصاب به؛ والذي أحال حياته إلى مجموعة أوهام وخيالات بصرية وسمعية أدت بالنهاية إلى هذه الجريمة البشعة، فإن ما يثير القلق والخوف أن هذه الجريمة البشعة التي تمت في أكثر الشوارع ازدحاماً وعلى مرأى ومسمع من كل المارة؛ هو أن أحداً لم يحرك ساكنا، كأنهم يوافقون ضمنيا القاتل على فعلته الشنعاء.
لقد أصاب الناس نوع من التبلد و"الأنمالية"؛ فلم يعد القتل والدماء وفظاعة
الجرائم تحرك فيهم أي نوع من الاستنكار والاستنفار العلني، ولم يعد الوازع الأخلاقي أو الاعتقاد الديني أو حتى العرف الاجتماعي الإيجابي يحركهم.. وهذا هو بيت القصيد.
ماذا حل بالشارع المصري؟ ولمَ تغير الناس؟
لم أصبحت
السلبية سيدة الموقف وهي القول الفصل؟
بالطبع ليس كل الناس، ولكن هناك قطاعا كبيرا منهم فقدوا البوصلة؛ فأصبحوا فاقدين لقيم الحق والخير، وأصبح النبل الإنساني غير متوفر حتى إشعار آخر.
هذه الحادثة النكراء تكشف عن مدى قسوة الشارع المصري؛ الذي بات غريباً على المصري الأصيل الذي كان يهرع لنجدة أي ملهوف طلب مساعدة.
لكن رغم هذه المنغصات، يبدو أنه ليس أمامنا إلا أن نتفاءل ونأمل برجوع الناس إلى نبالة لا ترد طلب محتاج أو مستغيث.. أناس تعود لهم روح الرحمة والعدالة والتسامح.