ملفات وتقارير

شكك بالتحقيق.. خيارات تيار الصدر للرد على قصف منزل زعيمه

العبيدي: الصدر أمر بضبط النفس- الصفحة الرسمية

بعد أسبوع من ظهور زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، جالسا في مدينة قم الإيرانية لإكمال دراسته العلمية، استهدف صاروخ أطلقته طائرة مسيرة مجهولة منزله في منطقة الحنانة بمدينة النجف العراقية.

تساؤلات عدة أثارتها هذه الحادثة، لا سيما عن الجهات التي تقف وراء القصف، والأهداف من وراء الهجوم، وكذلك الخيارات التي قد يلجأ إليها التيار الصدري للرد على استهداف منزل زعيمه.  

المتحدث باسم الصدر، الشيخ صلاح العبيدي، قال في حديث لـ"عربي21"، إنه "حتى الآن لم تخرج نتائج التحقيق الذي قامت به الجهات المختصة من وزارة الداخلية والمحافظة، ونحن ننتظر نتائج التحقيق الرسمية".

"لا نثق بالتحقيق"

وأشار إلى أن "بعض التفاصيل بدأت تظهر، لكنها حتى الآن ليست رسمية، وما نستطيع أن نقوله بشكل واضح هو أن الصاروخ الذي استهدف المنزل كان من صنع محلي".

وبخصوص تحذيرات أطلقها العبيدي من حرف مسار التحقيق، قال العبيدي: "ليست لدينا ثقة كاملة بالأطراف التي تجري التحقيق، بسبب تجارب قريبة حققت فيها جهات مسؤولة مثل: قتل المتظاهرين وقصف مقرات الحشد الشعبي، وأمور أخرى كثيرة لم تكن تحقيقاتها واضحة أو شافية للغليل".

وأعرب العبيدي عن اعتقاده بأن "مثل هذه التحقيق قد تمارس ضغوطات خارجية أو داخلية، لا تريد لهذا التحقيق أن يظهر بمظهره التفصيلي الواضح، ونحن همنا في هذه الأيام ألّا تمارس الضغوط تجاه اللجنة المعنية بالتحقيق في قضية قصف منزل الصدر".

وبخصوص الجهات التي لها مصلحة في قصف منزل الصدر، قال العبيدي إن "منطلقاتنا في توجيه الاتهام لا تنبني على من له مصلحة؛ لأنها غير كافية من أجل الاتهام، لأن خلط الأوراق اليوم بين الأطراف والاصطياد في المياه العكر تجري على أعلى المستويات".

وأوضح، قائلا: "من الممكن أن تكون جهة ليست لديها مصلحة واضحة في استهدف الصدر، لكن لديها مصلحة اذا اتهم طرف آخر فيها، فنحن نبتعد عن حسابات المصالح في توجيه الاتهام، لكننا نتهم كل طرف لديه علاقة في الملف الأمني العراقي، سواء كان خارجيا أو داخليا، فهو ضمن دائرة الاتهام".

وبخصوص خيارات التيار الصدري، قال العبيدي إن "الصدر أمر بضبط النفس، فليس المهم لدينا الرد، وإنما الوقوف على الحقائق، وكذلك ليست التحقيقات وحدها هي من توصلنا إلى الفاعل".

ولفت إلى أن "التيار لديه قنوات أخرى، وعلى سبيل المثال مراقبة تصريحات الأطراف الأمنية الداخلة في الملف الأمني خارجية أو داخلية، ومراقبة تصريحاتها إعلاميا، وأفعالها على الأرض له أثر، وكذلك استحصال معلومات من مطلعين، وأيضا لدينا وسائل لجمع المعلومات، للتوصل إلى الأطراف المشتبهة في هذا الفعل الشنيع".

ما هدف الاستهداف؟

وحول الهدف من استهداف منزل الصدر: هل هو الاغتيال أم إيصال رسالة ما، على الرغم من معرفة الجميع بتواجد الصدر خارج البلد؟، أجاب العبيدي بأن "الاحتمالين واردان، الاغتيال وإيصال رسالة، لكن الثاني أوضح، وهو إيصال رسالة تحذيرية، فهو السبب الأساسي".

من جهته، قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، لـ"عربي21"، إن "من له مصلحة في قصف منزل الصدر هو من هزمتهم السلمية، بمساندة التيار الصدري و"سائرون" و"القبعات الزرق" و"سرايا السلام"، فكل هذه العناوين ترجع إلى الصدر، وهي ساندت سلمية المظاهرات".

وأضاف: "بالتالي هم يعلمون أن السلمية وحدها من تخسرهم الكثير من مكاسبهم في السلطة والثروات، وأيضا نفوذهم المسيطر على البرلمان والحكومة".

وبخصوص خيارات التيار الصدري للرد على استهداف منزل زعيمهم، رأى الهاشمي أن "الصدر لا يذهب إلى خيار مسلح بقدر ما يذهب إلى احتجاجات قد تكون أمام مكاتب أو مقار الذين أثبت التحقيق أنهم من تورطوا بهذا العمل".

وتابع: "أو يترك الأمر لأهالي النجف بطرد وتشريد أمثال هؤلاء من المجتمع النجفي، أو أقصى ما يكون هو تجريف بيوتهم، في حوادث قد تكون هي من عادات وتقاليد بيوتات النجف".

وأكد الهاشمي وجود ربط بين أحداث السنك والقصف الذي استهدف منزل الصدر، بالقول: "بالتأكيد الموضوع له ربط، فهو متتابع بردتي فعل، بسبب توافد عدد كبير من أصحاب القبعات الزرق التابعة لسرايا السلام إلى ساحتي الوثبة والخلاني لدفع الجماعة المسلحة المهاجمة، فكانت ردة فعل الأخيرة أنها أرادت أن تستفز وتهدد المنزل الخاص للصدر".

وكان مسلحون قد أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين في ساحة الخلاني وجسر السنك ببغداد، الجمعة، ما أدى إلى مقتل 24 شخصا. وبعد وقت قصير من مقتل هؤلاء، استهدفت طائرة مسيرة في النجف بقذيفة هاون منزل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الداعم للمتظاهرين المناهضين للسلطة.

 

اقرأ أيضا: العراق.. اغتيال ناشط في الاحتجاجات ونجاة اثنين آخرين