صحافة إسرائيلية

يديعوت: هذا الحل لمواجهة قوة إيران وحماس "المتعاظمة"

رأت الصحيفة أن الحل لمواجهة قوة حماس المتعاظمة هو "عسكري"، والثمن سيكون أعلى بكثير من الماضي- جيتي

اقترحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الأربعاء، حلولا أمام الحكومة الإسرائيلية، لمواجهة ما أسمتها "القوة المتعاظمة" لكل من إيران وحماس في قطاع غزة.


وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفع مؤخرا المشكلة الإيرانية على اعتبارها خطرا فوريا، وليس واضحا كم يرتبط الأمر بالعقدة السياسية الحزبية، لكن من الواضح أن إيران تشكل خطرا جسيما، وتفاقم ذلك جدا في حكم نتنياهو".


وأشارت الصحيفة إلى أنه "مع تسلم نتنياهو مهام منصبه لم يكن الإيرانيون في سوريا، أما الآن فهم يتواجدون هناك، وفي بداية ولاية نتنياهو كان الحكم في غزة ضعيفا ومزودا بصواريخ لمسافات لم تكن قد وصلت إلى مركز البلاد بعد".

 

قوة مقلقة


وأكدت الصحيفة أنه "منذ ذلك الوقت تعززت قوة حماس بقدر مقلق، وازداد عدد الصواريخ التي تحت تصرفها وتعاظمت قوتها، ومداها يصل إلى تل أبيب، وإلى مطار بن غوريون، وبل وإلى أبعد من ذلك"، مدعية أن "نتنياهو فعل كل ما في وسعه كي يعزز حكم حماس في غزة".


وأوضحت أن ذلك تمثل من خلال إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل جندي إسرائيلي واحد، إلى جانب دفع الأموال لصالح حماس، والسماح لها وللجهاد الإسلامي بإطلاق نحو 500 صاروخ في يوم واحد دون رد حقيقي.

 

اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: عهد الجسور الجوية الأمريكية لمساعدتنا انتهى


ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه "إيران لديها الآن سلسلة من الإمكانيات للعمل ضد إسرائيل"، مبينة أنها "تستطيع العمل من قطاع غزة من خلال حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك من سوريا ولبنان وحتى العراق".


وأكدت أن "كل هذه الأماكن يمكن إطلاق الصواريخ منها على إسرائيل"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه "بالتوازي، طرأ في عهد نتنياهو تدهور في علاقات إسرائيل مع محافل عظيمة القوة".


وأردفت "يديعوت أحرونوت": "سفريات نتنياهو العاجلة إلى بوتين وصداقته مع الرئيس ترامب، لا يمكنها أن تغطي على الضربات التي تعرضن لها، وبقدر لا بأس به، بسبب المشكلة الفلسطينية"، معتقدة أن "تأييد الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة ضاع، مثلما ضاع تأييد أجزاء واسعة من يهود أمريكا".

 

"خليط خطير"


وذكرت أن "العلاقات الإسرائيلية مع أوروبا يتخللها نقاط حساسة، إلى جانب المقاطعة التي تفرضها دوائر مختلفة العالم على إسرائيل"، معتبرة أن "تل أبيب أمام مشكلة مزدوجة، تتعلق الأولى بالمستوى الدولي حول العقدة مع الفلسطينيين، والثانية وجودية تتعلق بالمستوى العسكري مع إيران".


وأكدت الصحيفة أن "هذا خليط خطير، والمشكلة مع إيران هي في هذه اللحظة بلا حل، ويحتمل أن تكون بحاجة إلى ضخ المال لشراء أسلحة حديثة وتطوير أدوات أكثر تطورا للدفاع ضد الصواريخ، ولكن الإمكانيات المالية محدودة (..)، لذلك علينا أن نعمل كل ما بوسعنا كي نقلص المشكلة على المستوى الدولي".


وأوضحت أن السبيل إلى ذلك يبدأ بالامتناع عن الاستفزازات مثل الضم أو الإعلان عن الضم، مثلما انطلقت على لسان نتنياهو قبيل الانتخابات، مشددة على أهمية "التسوية مع الفلسطينية، والتوقف عن تعزيز قوة حماس في غزة على حساب أبو مازن".


ورأت أن الحل لمواجهة قوة حماس المتعاظمة هو "عسكري"، والثمن سيكون أعلى بكثير من الذي كان ممكنا قبل عقد، في حال نفذ نتنياهو وعده بإسقاط حكم حماس.


وأشارت الصحيفة إلى أن الفجوة بين الطرفين تمنع تحقيق سلام كامل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لكن التسوية، وربما لمدى بعيد، تبدو ممكنه، مؤكدة أنه "إذا تحققت هذه التسوية، ستفتح لنا الباب لحلف علني مع الدول السنية في المنطقة، وستسحب من الإيرانيين إحدى الذرائع التي لهم للعمل ضدنا، وستساعدنا على المستوى الدولي، وتضعنا في المواجهة مع إيران، في وضع أفضل بكثير من الوضع الذي نوجد فيه اليوم".