صحافة دولية

الرياض تستعين بشركة أمريكية لتبرئة ولي العهد بقضية خاشقجي

وول ستريت: السعودية استعانت بشركة أمن أمريكية لتبرئة ولي العهد في قضية خاشقجي- جيتي

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا لمراسلها وارين بي ستروبل، عن محاولة السعودية الاستعانة بشركة أمريكية لتبرئة ولي العهد السعودي من جريمة مقتل جمال خاشقجي.


ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الحكومة السعودية تحاول تكذيب عنصر مهم في تقييم المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" بشأن مقتل الصحافي السعودي خاشقجي العام الماضي في قنصلية بلاده في إسطنبول. 

 

ويلفت ستروبل إلى أن "سي آي إيه" توصلت إلى وجود قدر من الثقة على مستوى متوسط وعال يشير إلى تورط الأمير محمد بن سلمان بهذه الجريمة، مشيرا إلى أن تحدي السعودية للرواية الأمريكية هو جزء من محاولتها لتصحيح سمعتها التي تشوهت بعد مقتل الصحافي والناشط السياسي. 

 

وتكشف الصحيفة عن أن تقريرا سريا أعده المدعي السعودي، يشير إلى أن الرسائل الهاتفية على تطبيق "واتساب" بين محمد بن سلمان ومساعده سعود القحطاني، التي تبادلاها في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، لا علاقة لها بجمال خاشقجي، مشيرة إلى أنها اطلعت على نسخة من هذا التقرير. 

 

ويفيد التقرير بأن وجود المراسلات الهاتفية بين الأمير السعودي ومساعده القحطاني الذي أشرف على جريمة القتل كانت جزءا من الأدلة المهمة التي ذكرتها المخابرات الأمريكية في تقييمها عن الجريمة، الذي أكمل في تشرين الثاني/ نوفمبر، فقالت المخابرات إنها "على معرفة بالتواصل بينهما.. لكننا لا نعلم المحتويات".

 

ويقول الكاتب إن التقرير المعد للسعوديين هو من شركة "كرول"الخاصة، المتخصصة في الشؤون الأمنية، وركز بشكل محدد على فحص لواحد من الهواتف التي تعود إلى القحطاني، الذي قام بصفته مسؤولا عن الإعلام بإدارة حملة قمع ضد المعارضين لولي العهد.

 

وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين قولهما في هذا الأسبوع، إن "سي آي إيه" متمسكة بما تراها "ثقة متوسطة- عالية"، الأمر الذي يشير إلى معرفة محمد بن سلمان بالعملية، أو أنه قام على احتمال بالأمر بالقتل.

 

وبحسب التقرير، فإن تقييم المخابرات الأمريكية يشير إلى سلسلة من العوامل، بينها تركيز الأمير محمد شخصيا على خاشقجي، بالإضافة إلى سيطرة الأمير على العملاء الذين قاموا بقتل خاشقجي وتقطيع جثته، وأدلة على أمره بعمليات مماثلة لملاحقة عنيفة ضد معارضيه.

 

وينقل ستروبل عن شخص مطلع، قوله إن الأمير ومساعده استخدما تطبيقات أخرى، بالإضافة إلى "واتساب" للتواصل، مشيرا إلى أنه لا توجد هناك قناة تواصل أخرى مذكورة في تقييم "سي آي إيه"، التي رفضت التعليق على تقرير الصحيفة.

 

وتنوه الصحيفة إلى أن تقييم "سي آي إيه" يركز على رسائل عبر الـ"واتساب"، بما في ذلك مكالمة هاتفية في يوم وفاة خاشقجي، وأخرى بعد يوم من مقتله، لافتة إلى أن تقييم "سي آي إيه" لم يقم بالنظر في طرق أخرى للتواصل بينهما. 

 

ويشير التقرير إلى أن الحكومة السعودية نفت معرفة الأمير بمقتل الصحافي، الذي كان يعيش في الولايات المتحدة، وأصبح ناقدا لسياسات الأمير من خلال مقالاته في صحيفة "واشنطن بوست"، وقالت إنها قدمت 11 شخصا متورطا في العملية للمحاكمة، فيما تطالب تركيا بتحقيق دولي.

ويبين الكاتب أنه في الوقت الذي حاول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماية العلاقات الأمريكية السعودية، والتقليل من تقييم مخابراته، إلا أن النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، الذين استمعوا لشهادة مديرة المخابرات الأمريكية، توصلوا إلى نتيجة مفادها بأن الأمير هو الذي أصدر أمر القتل، مشيرا إلى أن مجلس الشيوخ أصدر في نهاية العام قرارا حمل فيه محمد بن سلمان المسؤولية.

وتقول الصحيفة إن المدعي العام السعودي استعان بشركة "كرول" للنظر في الرسائل المتبادلة على الـ"واتساب"، بعدما نشرت "وول ستريت جورنال" في 1 كانون الأول/ ديسمبر تقييم "سي آي إيه" عن مقتل خاشقجي، إلا أن تقييم الشركة الأمريكية مؤرخ في يوم 5 كانون الثاني/ يناير.

 

ويلفت التقرير إلى أن تحليل الشركة لهاتف القحطاني يكشف عن أنه تلقى 11 رسالة من محمد بن سلمان في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، التي ذكرت في تقييم "سي آي إيه"، وكذلك 15 رسالة أرسلها القحطاني للأمير في ذلك اليوم. 

ويورد ستروبل نقلا عن تقرير "كرول"، قوله إن الرسائل "لا تحتوي على إشارات يمكن التعرف عليها للدلالة إلى جمال خاشقجي"، وأضاف: "لم تجد (كرول) أي إشارات إلى تلاعب أو حذف أو تعديل للبيانات التي حللتها"، ووجد أن القحطاني حذف رسالة، وقال مسؤولون سعوديون للشركة إن سبب حذفه لها هو وجود خطأ مطبعي صححه ثم أعاد إرسالها. 

وتنقل الصحيفة عن شركة "كرول"، قولها إن المراسلات بينهما في ذلك اليوم، وعددها 11 رسالة، غطت أمورا عادية، بما فيها مكالمة مع وزير الخارجية الإسباني بدرو سانشيز، وعندما اكتشف أن وكالة الأنباء السعودية نشرت خبرا عن المكالمة، فإنه كتب معنفا للقحطاني بالقول: "كم مرة قلت إن الأخبار يجب ألا تبث قبل موافقتي"، وأضاف: "نسيت أن أقول لك إن الملك غير سعيد"، في إشارة لوالده الملك سلمان، وبعد دقيقتين أرسل له قائلا: "حقق في الأمر حالا". 

 

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن رسائل القحطاني للأمير تضم موضوعات عدة، منها ترجمة جيدة لخطاب سيلقيه الأمير، وبيان إعلامي حول الطاقة الشمسية.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)