صحافة دولية

NYT: هذه التحديات التي تواجه علاقة أمريكا مع السعودية

نيويورك تايمز: السياسة الخارجية الأمريكية عالقة بين جريمة قتل وحصار- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلها إدوارد وونغ، يشير فيه إلى تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو في العاصمة القطرية الدوحة، التي قال فيها إن الولايات المتحدة حاولت لكنها فشلت في إنهاء الحصار الذي تقوده السعودية على قطر، وهي شريك عسكري مهم في الشرق الأوسط.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بومبيو دعا إلى حل الأزمة الخليجية بين قطر والدول الأربع التي تحاصرها، وإلى أن تتحمل السعودية المسؤولية فيما يتعلق بقتلة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يعيش في ولاية فيرجينيا قبل مقتله في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018. 

 

ويعلق وونغ قائلا: "لو أخذنا التصريحين معا لرأينا مدى التحدي الذي تواجهه إدارة دونالد ترامب وهي تحاول الحفاظ على علاقاتها مع السعودية، وبناء تحالف ضد إيران، وفي الوقت ذاته التخفيف من التداعيات النابعة من سلسلة تحركات اتخذتها السعودية وحاكمها الفعلي الأمير محمد بن سلمان". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن الخارجية الأمريكية قالت في بيان لها إن الأمريكيين والقطريين ناقشوا "أزمة الخليج" النابعة من الحصار المفروض على قطر، التي تعد حليفة للولايات المتحدة، ولديها قاعدة عسكرية مهمة فيها.

 

وينوه التقرير إلى أن الخلاف الخليجي، الذي بدأ في حزيران/ يونيو 2017، يعد مشكلة للولايات المتحدة وهي تحاول بناء تحالف عربي ضد إيران، مشيرا إلى أن دول الحصار تتهم قطر بدعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون المحلية لجاراتها، والتقارب مع إيران، وهي اتهامات ترفضها الدوحة. 

 

ويورد الكاتب نقلا عن مسؤولين في قطر والدول المعارضة لها، قولهم إن الحصار قد يمضي لسنوات طويلة، و"يبدو ان الإدارة تتجه نحو هذه النتيجة الكئيبة". 

 

وتنقل الصحيفة عن بومبيو، قوله للعاملين في سفارة أمريكا في قطر: "في تفكير الجميع، وليس من الواضح، أن الخلاف يقترب من الحل اليوم كما في الماضي.. أشعر بالأسف لهذا"، وأضاف بومبيو أنه يخطط لفتح الموضوع مع ولي العهد السعودي، الذي كان من المقرر أن يلتقيه مساء الأحد بعد وصوله إلى الرياض. 

 

ويفيد التقرير بأنه بدلا من ذلك، فإنه تم تغيير الخطة بشكل مفاجئ، حيث التقاه في المطار عادل الجبير، الذي أعفي من منصبه وزيرا للخارجية الشهر الماضي، والأمير خالد بن سلمان، شقيق الأمير الأصغر. 

 

وينقل وونغ عن المتحدث باسم الخارجية روبرت بالادينو، قوله في بيان متأخر يوم الأحد، إن بومبيو ناقش مع الاثنين الملفات المتعلقة بإيران والحرب التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين، فقتلت الغارات الجوية الآلاف من المدنيين، وأدت الحرب إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن بومبيو، قوله في مؤتمره الصحافي في الدوحة قبل مغادرته إلى السعودية، إنه سيناقش مقتل خاشقجي مع الأمير محمد، "والتأكد من أن لدينا الحقائق كلها بشكل تتم محاسبتهم بطريقة مناسبة، وبالتأكيد من السعوديين وكذلك من الولايات المتحدة". 

 

ويشير التقرير إلى مقتل خاشقجي البشع، وتقطيع جثته، وما توصلت إلى المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" من وجود أدلة قوية تدين الأمير محمد بن سلمان، بأنه هو الذي أعطى الأمر بقتل الصحافي، إلا آن الرئيس دونالد ترامب لم يصادق على هذه النتيجة، وقال إن إدارته ستواصل علاقاتها مع الأمير، الذي يقيم علاقة قوية مع صهره ومستشاره جارد كوشنر. 

 

ويستدرك الكاتب بأنه مع دعم بومبيو موقف الرئيس هذا، إلا أنه دعا السعوديين في بعض الأحيان للمحاسبة، فيما توصل خبراء الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية إلى أن السعوديين لم يلتزموا بعد بعتبة المساءلة، لافتا إلى أن محكمة سعودية بدأت في محاكمة 11 مشتبها بهم في قتل خاشقجي، فيما طالب النائب العام بحكم الإعدام على خمسة، وأعفت السعودية عددا من المسؤولين البارزين من مناصبهم، ومن بينهم مستشار الأمير للشؤون الإعلامية سعود القحطاني. 

 

وتقول الصحيفة إن الأمير أدى دورا مهما في حصار قطر والحرب في اليمن، مشيرة إلى أنه نتيجة للقضية المستعصية مع قطر، فإن المبعوث الأمريكي والجنرال المتقاعد من البحرية وقائد القيادة المركزية السابق أنتوني زيني، قرر الاستقالة الأسبوع الماضي، بصفته مبعوثا مسؤولا عن حل الحصار، وقال زيني في رسالة إلكترونية الأسبوع الماضي بعثها إلى "نيويورك تايمز": "لا نتقدم خطوة في موضوع قطر". 

 

ويكشف التقرير عن أن الموضوع قد أحبط المسؤولين في البنتاغون الذين قالوا إنهم كلما فتحوا الموضوع تصلبت المواقف السعودية والإماراتية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أخبرت دول الخليج بأنها ستشارك في المناورات العسكرية بشرط مشاركة قطر، التي لم تشارك إلا في مناورة واحدة. 

 

ويلفت وونغ إلى أن بومبيو وصف في مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، علاقة بلاده من الدولة الصغيرة، بأنها "شراكة قوية قائمة على قاعدة قوية"، مشيرا إلى أن قطر لم تظهر أي إشارة إلى أي تراجع من التزاماتها للبنتاغون، حيث يواصل الجيش الأمريكي العمل هناك، وتستضيف 10 آلاف جندي أمريكي، إلا أن المسؤولين في البنتاغون والمخابرات يخشون من استمرار الخلاف الخليجي، بشكل يدفع قطر أقرب إلى إيران. 

 

وتنقل الصحيفة عن الباحث يوسف إبيش من معهد دول الخليج العربية في واشنطن، قوله: "لا طريق للأمام ويبدو أننا عالقون.. أعتقد أنه يجب حصول أمر جدي يدفع طرفا أو الطرفين للتفكير من جديد" في الوضع. 

 

وينوه التقرير إلى أن هناك ضغوطا أخرى على العلاقة الأمريكية السعودية، وهي نابعة من الكونغرس، ففي نهاية العام الماضي صوت مجلس الشيوخ بغالبيته الجمهورية على وقف الدعم الأمريكي كله للحرب، التي تشنها السعودية في اليمن.

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن وصول الشابة رهف القنون إلى كندا سيضيف مزيدا من التركيز على وضع حقوق الإنسان في المملكة المحافظة، إلا أن إبيش لا يتوقع أن تقطع فيه الولايات المتحدة علاقاتها مع السعودية حول أي من هذين الموضوعين.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)