سياسة عربية

في ذكراها الثامنة.. هل انطفأت جذوة الثورة بنفوس المصريين؟

سياسيون مصريون: ثورة يناير لم تنته بعد بل كانت البداية للتغيير الحقيقي والواعي- جيتي

سعت سلطات الانقلاب العسكري في مصر، بشتى السبل والوسائل، إلى القضاء على كل مكتساب ثورة 25 يناير 2011، ومحو آثارها من ذاكرة المصريين، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة قبل أيام قليلة من الذكرى الثامنة للثورة: هل لا تزال ثورة يناير مصدر إلهام للمصريين؟

 

عدد من المصريين الذين شاركوا في ثورة يناير، وشهدوا أحداثها، قالوا في تصريحات لـ"عربي21" إنه بالرغم من الانقلاب عليها، ومحاولة طمس معالمها، إلا أن جذوتها لم تنطفئ بعد، وأنها كالجمر تحت الرماد، رغم حالة السكون التي فرضها النظام، وحالة التمزق التي تعيشها المعارضة المصرية.

وقد شهدت البلاد الكثير من الأحداث والتقلبات والتغيرات على جميع الأصعدة سياسيا واقتصاديا وأمنيا غيرت مجرى حياة جميع المصريين سواء المؤيدين أو المعارضين للنظام الحاكم، بقيادة رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي.

الثورة مستمرة

وفي تعليقه حول ما إذا كانت ثورة 25 يناير ما تزال تلهم المصريين، قال النائب المصري السابق، ثروت نافع، لـ"عربي21": إن "يناير لن تموت فهي ثورة شعبيه خالصة مثل ثورة 1919، وما زالت مرتبطة بالوجدان المصري".

وأضاف: "ربما لا تكون هناك موجة منتظره في هذه الذكرى تحديداً، ولكن مما لا شك فيه فإن يناير أسست لعودة الوعي السياسي، وأرست قاعدة أن إرادة الشعب فوق إرادة أي قوة تتصدى لها".

وتابع: "أنا لا أعتبر أن ثورة يناير انتهت بل هي كانت البداية للتغيير الحقيقي والواعي القادم بإذن الله. ولا ننسى أن ذكرى يناير وتداعيات الثورة المضادة، أضاءت الحقيقة للشعب بأن التخلص من أساس المرض خير من علاج العرض".

وأعرب نافع عن اعتقاده أن "الموجة القادمة ستكون في هذا الاتجاه، ولن تتوقف عند نجاحات وقتية ومرتبطة بزمن، والفضل في ذلك يرجع لثورة يناير العظيمة".

ستظل ملهمة

أحد المشاركين في ثورة 25 يناير، والناشط السياسي، أحمد البقري، قال لـ"عربي21": إنه "بعد مرور ثماني سنوات على حلم طال انتظار المصريين له للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية؛ فالثورة التي حملت بين جنباتها حلمهم بحياة أفضل لا يمكن أن تموت".

وأكد أنه "رغم الحكم العسكري ستظل ذكرى ثورة يناير ملهمة لهذا الجيل الذي شارك فيها ومازال يناضل حتى هذه اللحظة لتحقيق أهدافها، ولكل الأجيال القادمة، خاصة أننا نعيش الآن مرحلة غير مسبوقة في تاريخ مصر سياسيا واقتصاديا وأمنيا".

ورأى أن "الثورة التي منحت المصريين حقهم في اختيار من يحكمهم، وأرست في مصر مرحلة لا يمكن أن ينساها المصريون كالانتخابات البرلمانية والرئاسية وصياغة دستور جديد للبلاد أفضى الانقلاب عليها إلى مرحلة أسوأ من عصور الجاهلية".

وأردف البقري: "في عهد السيسي تحولت مصر من بلد ألهم العالم بثورة عظيمة، إلى شبه دولة تتسول منحا ومعونات؛ لأن من يحكمها مصيره مرهون بمن ينفق عليه وعلى نظامه، لا بإرادة الشعب".

شيطنة يناير

من جهته؛ قال السياسي المصري، محمد سعد خيرالله، لـ"عربي21": إن "ذكرى 25 يناير ما زالت تلهم الفئة المهمومة حقيقيا بمشاكل هذا الوطن، وكل مثقف عضوي مخلص لقضايا وطنه، أما السواد الأعظم من المصريين فقد نجح النظام الأكثر فاشية في تاريخ مصر الحديث بأن يشيطن لهم أي حراك، ويجعلهم يشعرون أن أي حراك يعني خرابا".

وأضاف: "ولننحي الأمنيات جانبا ونحلل الأمر بمنتهى العقل الآن، كل صاحب رأي وكل ناشط وكل من يستطيع القيام بدور في أي حراك شعبي ووضعه في طريقه الصحيح هو إما بالسجن أو بالمنفى، ليس ذلك فحسب بل وتم القبض على كل ناشط حتى ولو كان قد علق أو اعتزل نشاطه".

وحذر من أن "النظام وضع الدولة المصرية على حافة انفجار قد يسفر عن اقتتال أهلي يشرعن ويبرر وجوده أكثر في حال أي حراك"، مشيرا إلى أن "الأمر يتطلب معجزة، وأن الاجتهاد في وضع طريق للخلاص يتضمن خريطة واضحة تحدد ماذا بعد، وخصوصا الناحية الاقتصادية صلب وجوهر الموضوع".

ورهن خير الله أي حراك "بحدوث توافق بين معارضي الخارج من خلال وضع تصور وخريطة حقيقية للتوافق الوطني، وتسويقه للجميع عندئذ سنكون على موعد نهائي مع بداية النهاية لهذا النظام، ودون ذلك فهو مستمر في ظل دعم دولي غير مسبوق من كل الدوائر اليمينية حول العالم".