سياسة عربية

محمد صبحي: هذه تداعيات سيطرة النظام على الفن والإعلام

خبراء: التهميش والتسطيح لدور الفن والفنان وإعلام الدولة الحقيقي يضر بسمعة مصر- جيتي

هاجم فنان مصري مؤيد لرئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي المنظومة الإعلامية للدولة المصرية وصناعة الدراما والفن في البلاد.

 

واتهم الممثل محمد صبحي، في مقابلة مع "المصري اليوم"، النظام المصري بالسيطرة على الإعلام والفن رافضا في الوقت نفسه فكرة المنع والمصادرة التي يتخذها النظام كأسلوب في التعامل مع الأعمال الفنية، منتقدا تقليص أعداد مسلسلات رمضان 2019، ووضعها بيد منتج بعينه، مؤكدا أن تلك ممارسات خاطئة.
 
وتساءل: "من له الحق في تحديد عدد المسلسلات وعدم تجاوزها حاجز الـ 15 عملا، أنا ضد ذلك تماما"، مؤكدا أن "فكرة المنع والمصادرة مرفوضة".

 

وتابع: "كدولة إذا كنت تبحث عن التصدي لأعمال رصينة ومحترمة وتشرف مصر يجب أن تدفع وتنتج، ولكن أن تقوم بتخصيص منتج بعينه يضع بيده الـ15 مسلسلا ويمارس عمليات الإقصاء على الفنانين ويسمح بتكوين شلل ويخلق حالة احتكار، تلك ممارسات خاطئة".
 
كما انتقد الممثل المصري شراء الدولة للفضائيات قائلا: "أن تقوم الدولة بوضع يدها على القنوات كلها هو نوع من أنواع الاحتكار غير المرغوب".

 

وعاب صبحي على النظام دفع كل تلك الملايين لشراء قنوات متشابهة ويغلب عليها برامج الحشو واللهو دون توجيهها لماسبيرو، مضيفا: "بعض الأعمال تصل للدعارة الفنية (بلا شرف)، تقدم كل ما هو تافه وتعلم الأطفال ألفاظا سافلة، وهناك قنوات تعرض أعمالا تخجل أن تشاهدها من أفكارها وألفاظها وتعرض بحجة محاكاة الواقع، وهو أمر مرفوض".
 
وأعلن رفضه لقيام الإعلام بشغل الرأي العام بقضايا إلهاء، ضاربا المثل بحديث الفضائيات حول فستان الفنانة رانيا يوسف، وتساءل: "يعني إيه أحشي ساعات في 10 أو 15 قناة عن فستان، ولا بتلهونا عن الأهم المفترض أن نتناقش فيه؟ وهو ما يسمى قنوات تغييب العقل".
 
هتلرية وموسولينية


وفي تعليقه على انتقادات الفنان محمد صبحي، قال المسؤول السابق بوزارة الثقافة، سعد عبدالرحمن: "يُعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال"، مضيفا: "بغض النظر عن شخصية صاحب هذه الانتقادات فإنها في الواقع انتقادات وجيهة ولا غبار عليها ويصدقها الواقع".
 
عبد الرحمن الذي شغل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة سابقا، أكد لـ"عربي21"، أن "ما يحدث في مصر من سيطرة غير مسبوقة على الإعلام للتحكم فيه وفي محتواه وفي ضيوفه؛ هو في الواقع للتغطية على ما تحاوله جهات ما في الدولة وليس الدولة كما ورد في كلام الفنان محمد صبحي".
 
وبين عبد الرحمن أن الهدف هو "السيطرة على كل شيء في البلد وخصخصته لصالح تلك الجهات"، واصفا تلك الحالة بأنها "جزء يسعى للاستحواذ على الكل".

 

وأعرب عن أسفه الشديد لممارسات سلطات الانقلاب المصري خاصة في مجالي الإعلام والفن، مشبها ذلك بما حدث إبان حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي في ألمانيا الهتلرية وإيطاليا الموسولينية حيث سيطر الرأي الواحد والفكر الواحد وأفضى ذلك التوجه إلى كارثة الحرب العالمية الثانية وإلى دمار شامل للدولتين.
 
ثلاثة أخطاء


من جانبه قال المخرج المصري حسام الدين صلاح: "كلنا كفنانين ضد الاحتكار بالفن"، لافتا إلى أن "أغلبية الفنانين يشاركون محمد صبحي وجهة نظره في 3 أمور هي: خطأ الاحتكار، وخطأ غياب منصب وزير الإعلام، وخطأ غياب الدولة عن الإنتاج".

 
وتحدث صلاح لـ"عربي21"، عن قدرات مصرية تم تغييبها، موضحا أن "شركات صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، وقطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهما أكبر شركتين للإنتاج الفني تتبعان الدولة وحققتا نجاحات فنية ومادية بمسلسلات وأفلام أثرت الحركة الفنية وكان لها دورمؤثر في تشكيل وجدان الشعوب العربية".
 
وقال إن هذا التهميش والتسطيح لدور الفن والفنان وإعلام الدولة الحقيقي يضر بسمعة مصر، مضيفا أنه "لم يبق لنا غير الفن والثقافة نقود من خلالها الوطن العربي؛ بعدما ذهبت للأسف سمعة الطبيب والمهندس والمدرس المصري ولم يتبق غير الفنان والمثقف".

 

ويرى صلاح أن الفنان محمد صبحي لم يتجاوز الخطوط الحمراء بهذه الانتقادات، بل أصاب الحقيقة وهو يملك الشجاعة، متمنيا "عودة قوة مصر الناعمة".