سياسة عربية

الحوثيون يتظاهرون رفضا لإعادة انتشار قوات التحالف بالحديدة

سعى المجتمع الدولي على مدى أشهر لتفادي هجوم حكومي شامل على الحديدة- جيتي

نظم مئات من أنصار حركة الحوثي اليمنية وقفة احتجاجية في مدينة الحُديدة الساحلية اليوم الاثنين (31 ديسمبر/ كانون الأول) لمطالبة اللجنة التابعة للأمم المتحدة بالإشراف على تنفيذ اتفاق السويد بضمان إعادة انتشار عادل لقوات طرفي الصراع في المنطقة.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات كُتب على إحداها "نطالب الأمم المتحدة بتنفيذ اتفاق السويد وسحب قوات الغزو من مدينة الحديدة وفتح الممرات الإنسانية"، وكُتب على لافتة أخرى "نطالب برفع الحصار فوريا وإعادة الحركة الملاحية إلى مينا الحُديدة".

وقال وكيل محافظة الحديدة، المعين من الحوثيين، عبدالرحمن الجماعي: "تأتي هذه الوقفة اليوم تنديدا باستمرار العدو في خرق الاتفاقات واستمراره في تجييش والاستعداد لمواصلة العدوان رغم وجود اللجنة الأممية، ورغم مضينا في الطرف الوطني في تنفيذ الخطوات الأولى لإثبات حُسن النية وبناء الثقة. إلا أننا وجدنا تصعيدا في الأمس والذي قبله بإنزال قوات جديدة ومحاولة استحداث مواقع أخرى".

 

اقرأ أيضا: حكومة اليمن تنفي انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة

وأضاف ضابط شرطة من أنصار الحوثيين يدعى علي: "نطالب بتنفيذ ما أقرته الأمم، فتح الممرات الإنسانية، فتح كيلو 16، ضبط الطرف المتمرد سواء الطرف الأول أو الطرف الثاني من خلال شهود على ما مرت به الخمس سنوات".

وقال العميد يحيى سريع المتحدث باسم الجيش الموالي للحوثيين: "هناك أطراف بالتأكيد لا تريد للعدوان أن يتوقف وتبحث عن أي وسيلة من أجل إفشال اتفاق وقف إطلاق النار. نقول لشعبنا اليمني العظيم إننا متمسكون بتنفيذ ما تم التوصل إليه كمقدمة للوصول إلى السلام الشامل، السلام المشرف والعادل. ونقول أيضا: المستفيدون من استمرار العدوان في صدارة من يحاولون إفشال اتفاق وقف إطلاق النار حتى لا تتوقف الأموال المتدفقة لهم جراء ارتزاقهم على حساب وطنهم وشعبهم".

وأضاف سريع: "إعادة الانتشار في الموانئ التي ذُكرت في ميناء الحُديدة والصليب وراس عيسى على أن ينسحب الغزاة والمرتزقة من المنطقة الشرقية لمدينة الحديدة في كيلو 16 وكذلك المناطق المتاخمة. نحن في الجيش والعمليات الشعبية قمنا بالعملية الأولى التي هي إعادة الانتشار في ميناء الحديدة تحت إشراف أممي وتم إعلانها والكل يعلم بذلك إلا أن الطرف الآخر من قوى العدوان ومرتزقتهم يماطلون ويحاولون ألا ينفذوا الخطوة الأولى من أجل البدء بالخطوة الثانية. ونحن هنا نطالب الأمم المتحدة بالضغط عليهم، فنحن قد أقمنا الحجة وبينّا للعالم أننا نرغب في السلام ونريد السلام".

وقالت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران يوم السبت (29 ديسمبر/ كانون الأول) إنها بدأت في مغادرة ميناء المدينة المطلة على البحر الأحمر في إطار الاتفاق الذي وقعته مع الحكومة المدعومة من السعودية في وقت سابق هذا الشهر في السويد تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأضافت الجماعة أن مقاتليها ينسحبون وفقا لنص الاتفاق ويسلمون السيطرة لوحدات محلية من خفر السواحل اليمني كانت مسؤولة عن حماية الموانئ قبل الحرب. وستخضع قوات خفر السواحل لإشراف الأمم المتحدة.

 

اقرأ أيضا: الأمم المتحدة: على الحوثيين إحترام الاتفاق بشأن الحديدة

لكن التحالف العسكري بقيادة السعودية، والذي دخل اليمن في 2015 لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، رفض الإجراء خشية أن تظل وحدات خفر السواحل موالية للحوثيين بعد الانسحاب.

وقالت المنظمة إن الطرفين اتفقا على فتح ممرات إنسانية بدءا بطريق ساحلي رئيسي بين الحُديدة والعاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين. لكنها أضافت في بيان أمس الأحد أن فتح الطريق لم يتم. وعبر الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت رئيس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار "عن خيبة أمله" خلال اجتماع مع الحوثيين بميناء الحُديدة يوم السبت.

وسعى المجتمع الدولي على مدى أشهر لتفادي هجوم حكومي شامل على الحديدة، وهي نقطة دخول معظم السلع التجارية والمساعدات إلى اليمن وشريان حياة لملايين من اليمنيين على شفا مجاعة.