صحافة دولية

موسكو وواشنطن.. من المسؤول عن الفشل الحاصل في سوريا؟

اتهمت موسكو واشنطن بالتواطؤ مع الجماعات "الإرهابية" التابعة لتنظيم الدولة- أ ف ب

نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الاتهامات المتبادلة بين موسكو وواشنطن، المتعلقة بتعطيل عملية تسوية الأزمة السورية، إذ يحمل كل طرف منهما الآخر مسؤولية تأجيل التسوية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وزارة الخارجية وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أشارت إلى أن ممارسات الولايات المتحدة والتحالف الذي قادته لمحاربة الأسد تهدف بالأساس إلى تقسيم سوريا.

 

كما اتهمت موسكو واشنطن بالتواطؤ مع الجماعات "الإرهابية" التابعة لتنظيم الدولة.

 

ومن جهتها، اعتبرت واشنطن أن التصريحات الروسية "لعبة خطيرة" مشيرة إلى فشل محادثات أستانا.

وأضافت الصحيفة أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، شرح في وقت سابق وجهة نظر روسيا إزاء الوضع في سوريا، موضحا أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يمثل العقبة الرئيسية التي تقف أمام تحرير البلاد من قبضة تنظيم الدولة، وأمام الحرب ضد الإرهاب.

وأشار غيراسيموف إلى تمركز مقاتلي تنظيم الدولة شرق نهر الفرات في الأراضي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.

 

وقال غيراسيموف إن "بقايا الجماعات المسلحة الموالية لجبهة النصرة تتركز داخل مناطق وقف التصعيد في إدلب وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، على غرار التنف".

وذكرت الصحيفة أن فاليري غيراسيموف أعرب عن شكوكه حول نجاح الأعمال العدائية ضد مقاتلي تنظيم الدولة بقيادة التحالف الدولي إلى جانب الجماعات الكردية على الضفة الشرقية لنهر الفرات. وقد أصبحت خلايا تنظيم الدولة "النائمة" أكثر نشاطا في هذه المنطقة، كما تعمل على توسيع نفوذها.


اقرا أيضا :  فريق العمل الثالث التركي الأمريكي يجتمع بأنقرة


ووفقا لرئيس هيئة الأركان العامة، لم يتمكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى جانب "قوات سوريا الديمقراطية" من هزيمة الجماعات "الإرهابية" بالقرب من مدينة هجين على الرغم من تواجدهم هناك منذ ستة أشهر.

 

وأوضح غيراسيموف أنه "بناء على الخبرة المكتسبة في العمليات القتالية من قبل القوات الحكومية السورية يمكن إنجاز هذه المهمة في مدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين".

 

وأضاف غيراسيموف أن القوات الحكومية السورية تمكنت من القضاء على الجماعات المسلحة المتفرقة والخلايا النائمة غرب سوريا.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الروسي كيريل سيمينوف، الذي لا يتفق مع رئيس هيئة الأركان العامة، أن "فاليري غيراسيموف يبالغ فيما يتعلق بانتصارات الجيش السوري وحلفائه، إذ لا يزال هناك جيوب "إرهابية" في الأراضي التي تسيطر عليها القوات الموالية للأسد".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في منطقة هجين، التي يتحدث عنها غيراسيموف وحيث بدأ الأمريكيون عملياتهم العسكرية في أيلول/ سبتمبر، يتمركز حوالي ألفا عنصر مسلح من جماعة تنظيم الدولة.

 

وبناء على هذا المعطى، يعتبر الخبير الروسي أن إلقاء اللوم على الولايات المتحدة والأكراد غير صائب، إلا أنه في الوقت نفسه يعترف بأن العملية في شرق الفرات استغرقت وقتا طويلا جدا.

 

والجدير بالذكر أن موسكو مقتنعة بأن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة لا يتمثل في محاربة تنظيم الدولة، وإنما ضمان النفوذ شبه الشرعي المستقل للأكراد في منطقة شرق سوريا.

ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة الأركان العامة قوله إن "الأكراد شكلوا فعلا حكومة تسمى بالفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا، علما بأن الأمريكيين يدعمون المشاعر الانفصالية للأكراد عن طريق إمدادهم بالأسلحة والمعدات العسكرية، والسماح لهم بقمع القبائل العربية".

وأشارت الصحيفة إلى التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مقابلة صحفية جمعته مع وسائل إعلام فرنسية، حيث أفاد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى إنشاء دولة مستقلة في شرق سوريا تخدم مصالحها.

 

اقرا أيضا : هل تسعى أمريكا لتطبيق نموذج إقليم كردستان العراق بسوريا؟

 

وهذه الدولة لا تقل خطورة عن كردستان العراق، إذ ستقوم على فكرة تأسيس كردستان العظيمة. ومن جهته، رد الخبير والدبلوماسي الأمريكي جيمس جيفري على تصريحات لافروف قائلا "لسنا نحن من ننخرط في لعبة خطيرة وإنما روسيا. في المقابل، نحن ملتزمون بتطهير ضفاف نهر الفرات من جماعات تنظيم الدولة".

وأوضحت الصحيفة أن جيمس جيفري أعلن عن ضرورة الحد من النشاطات المتعلقة بعمليتي سوتشي وأستانا.

 

وأضاف جيفري أنه في حال لم يتم التوصل إلى أي نتائج ملموسة بحلول 14 كانون الأول/ ديسمبر، سيؤذن بتشكيل لجنة دستورية سورية.

 

وحسب هذا الدبلوماسي، فإن الموقف الأمريكي يخدم آراء العديد من الدول الأخرى في الأمم المتحدة القلقة إزاء الوضع السوري، والتي تقترح إنشاء لجنة دستورية بدل مواصلة محادثات سوتشي وأستانا.

وأوردت الصحيفة وجهة نظر المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي وصفت بيان الدبلوماسي الأمريكي بأنه "غير بناء ويفتقر للمهنية".

 

وأضافت زاخاروفا أن "الخبراء يشهدون بعدم كفاءة ومهنية هؤلاء الأشخاص الذين يقدمون مثل هذه التقييمات، التي تعطل عملية السلام السورية".

وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن ممثلة وزارة الخارجية في روسيا اتهمت الولايات المتحدة بمحاولة تفكيك سوريا، مشيرة إلى أن "الهدف من الوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا هو محاولة استغلال الورقة الكردية في منطقة ضفاف نهر الفرات، لتقسيم سوريا والمس بسيادتها، على الرغم من وعودها الظاهرة بالالتزام بالوحدة السورية".