اقتصاد عربي

هكذا خيب المصريون آمال السيسي بالعاصمة الإدارية الجديدة

خبير اقتصادي: عزوف المصريين عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة خيب آمال السيسي وأفرغ المشروع من مضمونه القومي- جيتي

تسود حالة من السخط الشعبي في مصر، على خلفية ما يتم إعلانه وتداوله في وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن قصور ومنتجعات العاصمة الإدارية الجديدة، وأسعار الوحدات السكنية التي طرحتها الحكومة المصرية للبيع.


وأظهرت الأرقام الرسمية، عزوفا واسعا من قبل المصريين على حجز الوحدات السكنية بمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، مقارنة بمشروعات سكنية أخرى طرحتها الحكومة في أوقات سابقة.


وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مصطفى مدبولي، أمس الإثنين، إن 4315 مواطنا قاموا بملء استمارة حجز الوحدات السكنية عبر الموقع الإليكتروني الخاص بحجز الوحدات المطروحة للبيع بالعاصمة الإدارية الجديدة، من إجمالي 9.7 ملايين مواطن قاموا بزيارة الموقع.


وأوضح مدبولي في تصريحات صحفية سابقة، أن مساحات الوحدات السكنية الحكومية المطروحة للبيع تتراوح بين 110 إلى 180 مترا مربعا، بسعر 16 ألف جنيه للمتر الواحد (بدلا من 8 آلاف جنيه للمتر كانت قد أقرتها في التقديرات المبدئية)، وسيتم بيعها بنظام التقسيط على 4 سنوات دون فوائد، مع وجود خصم خاص للسداد الفوري، وأنظمة تقسيط أخرى بفترات ممتدة.

 

اقرأ أيضا: إقبال ضعيف بمصر على حجز "شقق" العاصمة الإدارية الجديدة

ووفقا لحسابات "عربي21" فإن أقل سعر للوحدة السكنية التي طرحتها الحكومة للبيع بالعاصمة الإدارية الجديدة (مساحة 110م) يقدر بنحو مليون و760 ألف جنيه مصري، (أي ما يتطلب قسطا شهريا يبلغ 36.666 جنيه في حالة التقسيط على 4 سنوات بدون فوائد وبدون مقدمات حجز أو استلام، ويقل أو يزيد هذا القسط وفقا لمقدمات الحجز وأنظمة التقسيط).


ويقدر سعر الوحدة السكنية (مساحة 180م) بنحو مليوني و880 ألف جنيه مصري، (أي ما يتطلب قسطا شهريا يبلغ 60 ألف جنيه في حالة التقسيط على 4 سنوات بدون فوائد وبدون مقدمات حجز أو استلام، ويقل أو يزيد هذا القسط وفقا لمقدمات الحجز وأنظمة التقسيط).


وافتتح رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، عددًا من المشروعات القومية في مجال الكهرباء، تشمل ثلاث محطات، في العاصمة الإدارية وبني سويف والبرلس، مجددا، خلال كلمة له بحفل الافتتاح، دعوته للمصريين بالصبر والتحمل والتصدي لعوامل الإحباط.


وقال السيسي خلال كلمته: "محدش يقدر أبدا يحبطنا، وكل المطلوب اصبروا وسترون العجب العجاب في مصر، لأني مش بعرف أعمل حاجة نص ونص.. ناخد الأمور بجدية ومسؤولية وإصرار وتحمل".


وأضاف: "الموضوع مش بالأكل والشرب، لكن أقسم بالله لو كان الموضوع وجبة واحدة في اليوم لبناء الأمة، لقعدت طول عمري أكل واجبة واحدة"، على حد تعبيره.


وأردف: "ما حققناه في عالم الكهرباء والطاقة خيال.. كان ممكن نكتفي بالمسكنات.. نحن لا نعمل أمورا نص ونص.. نص ونص مفيش.. هعمل إصلاح اقتصادي 100%، عشان البلد دي تقوم مرة تانية ومحدش يقدر يوقعها.. إحنا بنعمل حاجتنا 100% وعلى أعلى مستوى".

 

اقرأ أيضا: أسعار صادمة بأول طرح لإسكان "عاصمة السيسي".. ما دلالتها؟

وقال الخبير الاقتصادي هيثم المنياوي لـ "عربي21" إن أسعار الوحدات السكنية الحكومية (الشعبية وليس أسعار الفلل والقصور) التي طرحتها الحكومة المصرية، تفوق الإمكانيات والقدرات المالية لأكثر من 90% من الشعب المصري، وهذا أحد الأسباب الرئيسية لعزوف المصريين عن ملء استمارات الحجز.


وأضاف: "هذه الأسعار تؤكد أن العاصمة الإدارية التي يعتبرها السيسي مشروعه القومي الأول، لن تكون إلا لشريحة لا تتجاوز نسبة الـ 10% من المصريين، وسيقتصر سكانها فقط على شريحة أصحاب المال والأعمال سواء المصريين أو المستثمرين العرب والأجانب".


وأكد المنياوي أن "عزوف المصريين عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة خيب آمال السيسي، وأفرغ المشروع من مضمونه القومي، وجعله مجرد منتجع خاص لحاشيته، وطبقة محدودة من أصحاب المال والأعمال".

 

وأوضح أن السيسي يرهن مستقبل الأجيال القادمة، ويكبل المصريين بالديون، ويرهق الموازنة العامة للدولة من أجل تحقيق "مجد شخصي" عبر مشاريع لن يستفيد منها الشعب المصري في شيء، وعوائدها أقل بكثير من تكلفة إنشائها".


واستنكر الخبير الاقتصادي "تكرار دعوة السيسي للمصريين بالصبر والتحمل، في الوقت الذي يهدر فيه ثرواتهم ويبدد مقدراتهم من الإنفاق المبالغ فيه على تلك المشاريع، من خلال سن تشريعات تقنن إهدار ثروات مصر وقدراتها".

ومن ناحيتهم، عبر أيضا عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن سخطهم من دعوات السيسي المتكررة لهم بالصبر، مقابل حجم الإسراف والبذخ الذي يشاهدونه في مباني وقصور العاصمة الإدارة الجديدة.