ملفات وتقارير

هل تنسحب واشنطن مقابل وجود إيران بسوريا؟ محللون يجيبون

واشنطن أبدت استعدادها للانسحاب من سوريا بما فيها قاعدة "التنف" مقابل خروج كامل لإيران ومليشياتها من سوريا - جيتي

كشفت مصادر دبلوماسية غربية، في وقت سابق، عن اتصالات بين الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل بهدف التوصل إلى تفاهمات تخص الملف السوري، لتضمينها في البيان المشترك بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في هلسنكي غدا الاثنين.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن واشنطن أبدت استعدادها للانسحاب من سوريا بما فيها قاعدة "التنف" مقابل خروج كامل لإيران ومليشياتها من سوريا.

وبالتوازي مع ذلك، أوضحت المصادر أن روسيا تقوم بدور "ساعي البريد" ما بين واشنطن وطهران، ورجحت أن تلعب موسكو دور الضامن عن إيران.

 

اقرأ أيضا: نتنياهو يتصل بترامب ويبحث معه ملفي سوريا وإيران (شاهد)

وفي هذا الصدد، استبعد محللون تحدثت إليهم "عربي21" إمكانية انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، ومنهم أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، خطار أبو دياب.

ورأى أبو دياب، أنه "من المبكر لأوانه الحديث عن انسحاب لواشنطن من سوريا"، موضحا أن "خروج أمريكا من الشرق السوري ومن التنف غير مطروح للآن، وهو مؤجل لفترة لاحقة".

وعلى الصعيد ذاته، أشار الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، إلى تأكيد الروس والأمريكان على عدم وجود مساومات وصفقات خلال القمة المرتقبة.

المعادلة لا تستقيم
وتعليقا على ما ذكرته المصادر الدبلوماسية الغربية، رأى في حديثه لـ"عربي21" أن "واشنطن لن تقبل بصفقة تضع فيها نفسها طرفا وإيران الطرف الثاني"، موضحا أن "المعادلة التفاوضية هنا لا تستقيم، وواشنطن لن تتنازل إلى مستوى ربط وجودها في سوريا بالوجود الإيراني".

وقال عبد الواحد: إن "الحديث يدور عن مقايضة بين الدولة العظمى الوحيدة المسيطرة فعليا على العالم ودولة تحاول توسيع نفوذها عبر التلاعب في ملفات إقليمية"، واستدرك بالقول: "ربما تقبل واشنطن ضمن ظروف معينة بصفقة بينها وبين القوات الروسية، لكن لا أظن أنها ستضع نفسها في موقع يجعلها تساوي نفسها مع قوة إقليمية مثل إيران".

وعن قدرة روسيا –في حال صحت الأنباء- على إخراج إيران من سوريا، أكد أنها لا تستطيع فرض ذلك، وقال: "ربما تتمكن من الحد من النفوذ الإيراني بعض الشيء، لكن لا سلطة روسية على الإيرانيين".

 

اقرأ أيضا: موسكو تعلن تفاصيل قمة بوتين-ترامب رغم اتهامات واشنطن

وأضاف عبد الواحد أن:"كل شيء في سوريا ممكن، لكن فقط في إطار صفقة كبرى أمريكية-روسية تحصل الأخيرة بموجبها على صفة شريك في صياغة القرار الدولي إلى جانب الولايات المتحدة"، مبينا أن "الحديث يدور بالطبع عن صفقة ستعني إعادة بناء مجمل منظومة العلاقات الدولية".

لكن وعلى الجانب الآخر، رجح الكاتب والسياسي السوري، صلاح بدر الدين، صحة الأنباء التي تتحدث عن مقايضة الوجود الأمريكي بالإيراني في سوريا، موضحا أن تداول وسائل إعلام مختلفة ومن بينها إسرائيلية لهذه الأنباء، يؤكد وجود أساس لهذا السيناريو.

المستقبل لروسيا
وأكد السياسي الكردي لـ"عربي21" أنه "لا يستبعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، وخصوصا أن المستقبل في سوريا لروسيا المسيطرة عسكريا وسياسيا، بخلاف أمريكا ذات الوجود الضعيف في البلاد".

ولفت بدر الدين في هذا السياق، إلى دعوة الولايات المتحدة، قبل يومين، حلفائها إلى المساهمة في "ملء الفراغ لدى انسحاب قواتها التدريجي من شمال شرق سوريا".

وقال: إن "كل المؤشرات تؤكد أن قمة هلسنكي ستشهد توقيع الصفقة التي سميت بصفقة القرن، أي مبادلة الملف السوري من واشنطن بملفات أخرى، وهذا شيء متّبع بالنسبة للقوى الدولية المجردة من الأخلاق ومن أي تعاطف مع قضايا الشعوب، وخصوصا الشعب السوري وثورته".

وبحسب بدر الدين، فإن ما يعزز تطبيق هذا السيناريو هو "الفراغ الذي خلفه فشل المعارضة في الشق العسكري والسياسي، ولذلك، فإن أي سيناريو من السهل تطبيقه في ظل وجود روسيا الداعمة للنظام".

 

اقرأ أيضاالآلاف يتظاهرون بهلسنكي ضد ترامب عشية القمة مع بوتين