ملفات وتقارير

ما رسائل المناورات العسكرية الدفاعية للقسام بغزة؟ (صور)

أوضح خبراء ومحللون في أحاديث منفصلة لـ"عربي21" أن المناورات تحمل عدة رسائل داخلية وخارجية- إعلام القسام

بدأت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس الأحد، مناورات عسكرية دفاعية تستمر حتى صباح الاثنين، تحت مسمى "الصمود والتحدي"، وشهدت المناورات التي قالت الكتائب إنها "مخطط لها مسبقا"، أصوات إطلاق نار وانفجارات.


وتأتي هذه المناورات بالتزامن مع اشتداد الحصار على قطاع غزة، وفي ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة، وقبيل مسيرة العودة الكبرى المقررة الجمعة القادمة، لتحمل عدة رسائل سواء داخلية أم خارجية، وفق ما أوضحه خبراء ومحللون في أحاديث منفصلة لـ"عربي21".


وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي وسام عفيفة، إن "المناورات من اسمها تعطي رسالة دفاعية"، مبينا أن "كتائب القسام ترسل رسائل بأنها على استعداد لأي مفاجآت قد تتعرض لها ساحة غزة، وتعطي إشارة وانطباعا بأنه على قدر استعداد الاحتلال لأي طارئ في غزة، فإن المقاومة كذلك أيضا مستعدة للتصدي".


ورأى عفيفة في حديث خاص لـ"عربي21"، أنه من ضمن رسائل المناورات، رسالة طمأنة للجبهة الداخلية في قطاع غزة بأن المقاومة لديها استعداد عال، في ظل محاولات الاحتلال استخدام الحرب النفسية باستعراض قوته وإجرائه المناورات الضخمة وكذلك غاراته المتفرقة بغزة.

 

اقرأ أيضا: كتائب القسام تبدأ مناورات عسكرية دفاعية في غزة (شاهد)


وأشار عفيفة إلى أن المناورة تأتي قبل أيام من مسيرة العودة الكبرى، لمواجهة تهديدات الاحتلال بأنه سيعطي قوة كبيرة للتصدي لهذه المسيرة، موضحا أن "رسالة القسام أنها ليست بعيدة عن المشهد الميداني في حال اخترق الاحتلال الخطوط الحمر في ما يتعلق باستخدام القوة، أو كما يقال كانت يده سهلة على الزناد".


واستكمل عفيفة إيضاح رسائل المناورات بالقول إنه "على ضوء تفجير موكب الحمدالله وملاحقة المطلوبين، تعطي المناورات رسالة بأن قطاع غزة لديه قدرات أمنية وعسكرية مميزة، وأن العبث في هذه الساحة غير ممكن في ظل القدرات التي تمتلكها المقاومة".


وتابع المحلل السياسي قائلا: "الاحتلال نفذ عدة مناورات في إطار إظهار قدراته العسكرية، ويعتقد أن لديه من القوة ما يغير معادلة المواجهة مقارنة بالمواجهات السابقة"، مؤكدا أن "المقاومة تعطي رسالة أنها تمتلك قدرات دفاعية بالرغم من تواضعها، لكنها تشكل عاملا مهما في أي مواجهة قادمة".


وذكر عفيفة أن "رسائل المناورات هي رسائل التلميح بالقوة، وهي جزء من المواجهة وليس بالضرورة استخدامها"، معتبرا أن "التلميح بالقوة يستخدم دائما بهدف الردع، والردع معناه محاولة الأطراف تأخير أي مواجهة عسكرية قادمة".

 

اقرأ أيضا: كتائب القسام تعلن مناورات "الصمود والتحدي الدفاعية"


من جهته، رأى الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، أن "توقيت هذه المناورات أظهرها أكثر من أي وقت مضى، وهي تحمل رسائل متعددة"، لافتا إلى أن رسالتها للجبهة الداخلية الفلسطينية تتمثل في تعزيز المعنويات، خصوصا في ظل الحصار والحديث عن حلول غير مقبولة.


وأضاف عريقات في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "رسالة المناورات أيضا للاحتلال الإسرائيلي، أن هناك إصرارا على الصمود والتصدي"، إلى جانب رسالتها للعالم.


وبين عريقات أنه "من الناحية العسكرية تهدف المناورات إلى بناء القدرات وتطوير المهارات، وهي تستهدف بشكل أساسي عناصر القسام"، معتقدا أن هذه المناورات تأتي للرد على انتهاء المناورات الإسرائيلية والأمريكية المشتركة، وفي ظل التهديدات المستمرة لقطاع غزة بالاجتياح والقصف.


واعتبر الخبير العسكري أن "هذه المناورات تأتي في إطار العمل الدفاعي"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد إمكانيات هجومية عند الفلسطينيين، وميزان القوى متواضع".

 

إرادة الصمود والتصدي


واستدرك عريقات قائلا: "الفلسطينيون يعتمدون على إرادة الصمود والتصدي"، مشددا على أن "إسرائيل والعالم كله يدركون أن الإمكانيات التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية متواضعة ودفاعية، لكن لا يعني هذا أن يسلم الفلسطينيون بالقوة الإسرائيلية"، وفق قوله.

 

من جانبه، أكد أستاذ العلوم الأمنية إسلام شهوان أن "توقيت الإعلان عن هذه المناورات يحمل عدة رسائل أبرزها؛ إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي هدد باستخدام القوة العسكرية ضد المتظاهرين في مسيرة العودة المرتقبة الجمعة القادمة، وهي رسالة من حماس للمواطنين بأنها تساند هذه الفعاليات سياسيا وعسكريا إذا لزم الأمر".


وأضاف الخبير الأمني في حديث لـ"عربي21" أما "الرسالة الثانية من هذه المناورات موجهة للداخل وتحديدا لمن يحاول أن يعبث بأمن القطاع من جهات مشبوهة خصوصا، بعد حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد لله والتي حاول مدبروها أن يوصلوا رسالة أمام المجتمع الدولي أن حماس فقدت السيطرة على ضبط الأمن في القطاع، وبهذه المناورات تحاول حماس قطع أي محاولة للمساس بأمن القطاع."


سحب سلاح المقاومة


بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن "هذه المناورات هي رد من حركة حماس على المناورات المشتركة التي أجراها الجيش الإسرائيلي والأمريكي مؤخرا، ورسالة حماس تتمثل في أن الحركة رغم التضيق عليها إلا أنها لازالت تعمل وفق جاهزية لأي خطر باندلاع معركة جديدة بينهما".


وأضاف الصواف في حديث لـ"عربي21" أما "الرسالة الثانية التي ترغب حماس بإيصالها وهي للأطراف الفلسطينية والإقليمية، التي تحثها على سحب سلاح المقاومة، وبذلك تكون حماس عبر هذه المناورات قد أزالت كل الشكوك والتكهنات عن نية حماس سحب سلاح المقاومة".


يشار إلى أن عناصر القسام انتشروا منذ ساعات صباح الأحد عند المفترقات الرئيسية في شوارع محافظات غزة، وتمت ملاحظة حركة نشطة للمركبات العسكرية، بحسب ما نوهت إليه الكتائب في بيانها السبت.