أكدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، انشقاق عشرات المقاتلين المنضوين تحت ما يعرف بفصائل درع الفرات، والتحاقهم بــ"قوات سوريا الديمقراطية-قسد"، مشيرة إلى أن المنشقين اختاروا التوجه إلى مدينتهم "الشحيل" بريف دير الزور الشرقي، الخاضعة لسيطرة "قسد" ذات الغالبية الكردية.
وقال قائد "لواء الخطاب" التابع لتجمع "أحرار الشرقية" أبو المعتصم، إن مجموعة مكونة من نحو 40 مقاتلا من مجموعة القيادي المدعو "أبو حذيفة الشحيل" التابعة لكتائب "الصفوة"، توجهت إلى مناطق سيطرة "قسد" من منطقة جرابلس.
وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أن المجموعة توجهت نحو "قسد" بسلاحها وعتادها الخفيف، مبينا أن فصائل المعارضة السورية استطاعت اعتقال 10 عناصر منهم قبل فرارهم من المنطقة.
اقرأ أيضا: تركيا تعمل على توحيد فصائل المعارضة السورية بكيان واحد
وأوضح أبو المعتصم، أن قلة من أبناء دير الزور يختارون الذهاب إلى مدنهم وقراهم التي تم دحر تنظيم الدولة عنها، مشددا على أن "نسبتهم قليلة".
من جانبه، قلل قيادي عسكري في المعارضة السورية من تأثير انشقاق هذه المجموعة، مشيرا إلى أن "عدد المقاتلين من أبناء مدينة دير الزور في ريف حلب يقدر بنحو خمسة آلاف مقاتل".
دور أمريكي
وأضاف القيادي في حديث لـ"عربي21"، طالبا عدم الكشف عن اسمه: "لا يشكل نحو 50 مقاتلا انشقوا رقما كبيرا من أصل خمسة آلاف مقاتل"، منوها أن "هؤلاء الذين ذهبوا يريدون العودة إلى ديارهم، متجاهلين الخطورة التي تنتظرهم، لكن يبدو أنهم حصلوا على ضمانات أمريكية، أثناء تواصلهم مع قسد، قبيل الانشقاق".
في المقابل، رجحت مصادر محلية حدوث انشقاقات مماثلة، نظرا لرغبة أبناء دير الزور بالعودة إلى مدينتهم، واستنادا إلى العروض المغرية التي يتم تقديمها لهم من قبل "قسد" والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا السياق، ألمحت "غرفة عمليات حوار كلس"، وهي غرفة عسكرية مشتركة في منطقة درع الفرات، إلى "وجود نشاط استخباراتي مهمته الترويج لعودة أبناء مدينة دير الزور إلى مدينتهم، بحجة أنها تحررت من التنظيم".
اقرأ أيضا: ما حقيقة وتفاصيل اتفاق تركيا "وتحرير الشام" بشأن إدلب؟
وفي بيان تسلمت "عربي21" نسخة عنه، اتهمت الغرفة ما وصفتها بـ"الجهات النافذة بزعزعة الاستقرار في منطقة درع الفرات، ومحاولة خلق حالة من الفوضى".
وكانت "قسد" نشرت شريطا مصورا يظهر مجموعة من المقاتلين، وهم يعلنون انشقاقهم عن فصائل المعارضة السورية، والتحاقهم بصفوفها، متهمين المعارضة بـ"الكذب في دعواها بتحرير المناطق من سيطرة تنظيم الدولة".
وفي العام 2014، وبعد معارك عنيفة خاضتها فصائل المعارضة بدير الزور ضد تنظيم الدولة التي انتهت بسيطرة الأخير على المدينة، اضطر أبناء دير الزور إلى مغادرة المدينة، باتجاهات عدة، من بينها حلب وإدلب والبادية جنوبا.
يذكر أن مجلس دير الزور العسكري الموحد، الذي شكلته المعارضة العام الجاري بريف حلب الشمالي، كان من أبرز المشاركين في معارك درع الفرات ضد تنظيم الدولة التي خاضتها فصائل الجيش الحر مدعومة من تركيا.
هل اقترب موعد العملية العسكرية التركية في عفرين؟
التقارب التركي مع روسيا.. خطوات تكتيكية أم رؤية استراتيجية؟
ماذا وراء استفزاز تركيا بحلف الناتو وإهانة أردوغان وأتاتورك؟