وجه مسؤولون أتراك انتقادات حادة لقيادات في فصائل المعارضة السورية المسلحة بعد خسارتها بلدة الراعي الأسبوع الماضي، جاء ذلك بعد يومين من الاجتماعات المتواصلة في مدينة كيليس التركية، بحسب قائد ميداني في أحد الفصائل المقاتلة، تحدث لـ"
عربي21".
وقال القائد الميداني، طالبا عدم الكشف عن هويته أو الفصيل الذي ينتمي إليه، إنه كان "قريبا من أجواء الاجتماعات التي خرجت بتوصيات لإقالة عدد من قادة الفصائل".
وأضاف المصدر في اتصال مع "
عربي21"؛ أن الاجتماعات جاءت غداة سيطرة
تنظيم الدولة على بلدة الراعي وعدة قرى مجاورة في ريف
حلب الشمالي.
وأكد أن قيادات الفصائل تقدمت بمقترحات إلى الجانب التركي تتضمن "تدخلا بريا
تركيا واسعا"، لكن الجانب التركي، بحسب المصدر، رفض المقترح، مشددا على "ضرورة بدء الفصائل حملة عسكرية لاستعادة البلدة والقرى المجاورة لها على الشريط الحدودي السوري التركي".
وتحدث المصدر عن إقالة "عدد من قيادات حركة نور الدين زنكي والجبهة الشامية". كما قدم النقيب علي الكردي، القائد العسكري للجبهة الشامية، استقالته بشكل طوعي، ليحل محله المقدم محمد الحمادين، المعروف باسم المقدم أبو رياض، بحسب المصدر ذاته.
وشملت التغييرات "القائد العام لحركة نور الدين زنكي النقيب محمد سعيد مصري الذي أعفي من منصبه، والذي تولاه توفيق شهاب الدين، أحد مؤسسي الحركة وأول قائد عام لها والمعروف بقتاله لتنظيم الدولة منذ أكثر من سنتين، وخاض معارك قتل فيها العشرات من المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بالتنظيم في عام 2014".
ولم تقتصر التغييرات على قيادات الصف الأول، بل شملت كوادر إدارية وفنية وقيادات ميدانية صغيرة، "فشلت في منع انسحاب المقاتلين دون أوامر صادرة من القيادات العليا، تاركين أسلحتهم في مواقعها التي سيطر عليها تنظيم الدولة"، وفق المصدر.
وقال المصدر إن مثل هذه الانسحابات "غير المنظمة" تأتي نتيجة "عنصر المباغتة الذي يعتمده تنظيم الدولة، إضافة إلى أن غالبية المقاتلين يقاتلون من أجل الحصول على الراتب الشهري دون توعيتهم بحقيقة المعركة وأهميتها".
وقد قوبلت هذه التغييرات "التي جاءت بتوجيهات تركية حازمة؛ بالرفض من أفراد داخل الفصائل، وهي رد فعل طبيعي على فرض رأي خارجي، وتثير التساؤل: لماذا التغييرات تطال الجبهة الشامية ونور الدين زنكي فقط دون بقية الفصائل، مما يعرض استقلاليتها للتشكيك؟"، على حد قوله.
وأفاد المصدر بأن "الجانب التركي طلب من جهات في المعارضة فتح تحقيق حول القذائف التي تم إطلاقها من الجانب السوري على مدينة كيليس الحدودية، وعن الفصيل الذي يتواجد في المنطقة التي أطلقت منها تلك القذائف، وعن حقيقة حجم تواجد تنظيم الدولة هناك".
من جانبه أكد، أبو زين، وهو أحد الكوادر العسكرية، أن "التغييرات جاءت بناء على توافقات داخلية بين الفصائل، وأن الاجتماعات دائما تتم في المدن التركية الحدودية تجنبا لاستهداف موقع اجتماع القادة بالقصف الجوي أو التفجيرات الانتحارية".
وأوضح أبو زين لـ"
عربي21"، أن التغييرات تمت في القيادات "دون أي عوائق، على أمل أن تأتي النتائج بطرد كل فصيل أضر بالثورة، والوصول إلى توافق فصائلي يحقق النصر للثورة السورية"، بحسب تعبيره.