ملفات وتقارير

بذكرى تأسيس حماس: ماذا يُتوقع منها لتجاوز المأزق الفلسطيني؟

ما هو الدور المطلوب من القيادات السياسية لحركة حماس؟ - أرشيفية
ما هو الدور المطلوب من القيادات السياسية لحركة حماس؟ - أرشيفية
مع مرور 28 عاما على انطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي تأتي في ظروف سياسية وإنسانية صعبة تعيشها القضية الفلسطينية، تختلف الرؤى حول طرق الخروج من الأزمات الحالية أو المسؤول عنها، وماذا على حماس تحديدا أن تفعله من جانبها تجاه هذا الواقع، رغم الاتفاق على الإقرار بحقيقة تلك الأزمات وخطرها على القضية الفلسطينية.

تسوية سياسية

وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية، مخيمر أبو سعدة، إنه "لا أحد ينكر أن حماس صاحبة مسيرة مقاومة منذ انطلاقها، ودفعت ثمنا كبيرا من قياداتها وعناصرها، وصمدت في وجه الاحتلال والمؤامرات المختلفة"، لكنه استدرك بالقول إن على الحركة الآن أن "تقدم برنامجا سياسيا عقلانيا واقعيا، يقترب من برنامج منظمة التحرير الفلسطينية أو مبادرة السلام العربية، كي لا تتهم أنها لا تريد تسوية سياسية".

وأضاف لـ"عربي21" أن على حماس أن "تدرك أن المقاومة ليست هدفا في حد ذاتها، وإنما وسيلة لتحقيق إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية"، ورأى أن الأزمات التي يعاني منها قطاع غزة، تتطلب "العمل من أجل البحث عن مخرج واقعي للخروج من هذه الأزمة".

وقال أبو سعدة: "ليس من العيب أن تتراجع حماس خطوة إلى الوراء، في ظل الوضع الدولي والإقليمي المعادي لها، وأن تبدي مرونة، وإن كان ذلك لحركة فتح".

تصفية القضية

لكن الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، يرى أن "الخوف على حماس، يأتي من عدم استمرارها في حمل البندقية، وكذلك من المؤامرات الداخلية"، مؤكدا أنه طالما "بقيت المقاومة في مواجهة مع الاحتلال؛ فهي تزداد قوة".

وقال أبو شمالة لـ"عربي21" إن "الأوضاع الراهنة تشكل ضغطا على الشعب الفلسطيني في غزة، وهو ما يوجب على حماس أن تفكر بمخرج من هذا الوضع، لكن ليس على حساب المقاومة".

ورأى أبو شمالة أن التأخر الذي لحق بالقضية الفلسطينية؛ جاء "نتيجة القرارات السياسية التفاوضية التي لجأت إليها السلطة الفلسطينية، وبالتالي لا يجوز أن نحمل حركة مقاومة أخطاء مسار سياسي"، معتبرا أن من "قاد العمل السياسي الفلسطيني طيلة 40 عاما مضت؛ هو من تقع عليه المسؤولية الكاملة عن كل هذه الإخفاقات".

وأضاف أن حماس هي من "أمدت القضية الفلسطينية بزخم جديد تمثل في المقاومة؛ التي حمت القضية الفلسطينية من التصفية النهائية على يد الاحتلال وأعوانه، وبالتالي على الذين نبذوا المقاومة واعتمدوا المفاوضات كوسيلة للتحرير أن يعتذروا للشعب الفلسطيني".

الإخوان المسلمون

من جانبها، حركة "فتح"، وعلى لسان عضو لجنتها المركزية جمال محيسن، ترى أن "ما تقوم به اليوم حماس يضر بالمشروع الوطني الفلسطيني"، وقال: إنها "تعلن الحرب لوحدها وكذلك السلم، هذا لا يخدم المشروع الوطني".

ورأى محيسن، في حديث لـ"عربي21"، أن حماس انطلقت "متأخرة عن النضال الفلسطيني بحوالي ربع قرن، وخارج نطاق الصف الوطني"، معتبرا أن "عودتها للبيت الفلسطيني، يكون من خلال برنامج الشعب الفلسطيني، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وبتجميد علاقتها بحركة الإخوان المسلمين؛ وهذا الذي من شأنه أن يخدم مسار تحقيق الأهداف الوطنية".

وأشار إلى أن الحروب التي خاضتها حماس، يقاس نجاحها "بنتائجها السياسية، وهو ما لم يتحقق بالنسبة لقطاع غزة الذي فقد فرص التنمية التي كان يتمتع بها قبل سيطرة حماس على القطاع".

حركات التحرر

وفي معرض رده على ما سبق، أكد القيادي في حماس، النائب يحيى موسى، أن الشعب الفلسطيني "بما لا يقل عن 80 في المئة؛ مع خيار المقاومة، وضد التنسيق الأمني الذي دمر المسيرة الوطنية"، مضيفا: "ما زال هذا الفريق (حركة فتح) يتصور أنه يحتكر العمل الوطني، بينما في الحقيقة أصبح خارج منظومة المفاهيم والقيم الوطنية".

وأضاف موسى لـ"عربي21": "هذا الفريق يفرض علينا حالة الانقسام، ويخطف العمل الفلسطيني في اتجاهات التحالفات المشبوه؛ سواء مع الاحتلال أو أمريكا أو عملاء هذه المنظومات"، مشددا على أن "المستقبل لإرادة الشعب ولخيار المقاومة".

وحول مستقبل حماس، في ظل ما تعيشه من حصار سياسي، رأى موسى أنه "لم يعد أمام الحركة الوطنية الفلسطينية أي طريق لنيل الحقوق؛ إلا بدعم حماس، لأنها بارقة الأمل لهذا المستقبل".

وتابع: "على الجميع أن يختصر الوقت ويحتضن المقاومة؛ لأن الرهان عليها غير خاسر"، مطالبا حركة فتح أن "تصوب من نفسها، ولا تكون وكيلا أمنيا بيد الاحتلال".
التعليقات (0)