شنت وسائل الإعلام الإسرئيلية حربا شعواء على
جيرمي كوربين، الرئيس الجديد لحزب العمال البريطاني، واعتبرته "لاساميا، ومناصرا للقضية
الفلسطينية"، مبرزة بشكل خاص أنه لا يعدّ حركة
حماس تنظيما "إرهابيا".
وأعادت وسائل الإعلام
الإسرائيلية للأذهان بشكل خاص تعهد كوربين بفرض حظر على بيع السلاح لإسرائيل في حال تم انتخابه رئيسا للوزراء، وذلك بسبب سجل إسرائيل الطويل في ارتكاب جرائم الحرب.
وقد أعادت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف انتشارا، والمقربة من ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للأذهان، حقيقة أن كوربين قد دعا إلى فتح حوار مباشر مع حركة حماس، إلى جانب قيامه بجمع تبرعات لصالح باحث أوروبي أنكر حدوث ما يعرف بـ"الكارثة" التي حلت باليهود عشية وخلال الحرب العالمية الثانية.
وفي تقرير نشره موقعها اليوم، حذرت الصحيفة من تمكين كوربين من الحصول على معلومات استخبارية دقيقة، وهي المعلومات التي يحصل عليها قادة أحزاب العمال، بوصفهم قادة المعارضة.
وتحت عنوان "كوربين غير صهيوني"، نشرت الصحيفة أمس تقريرا حول السيرة الذاتية لكوربين، منوهة إلى أنه يرفض بشدة مشاركة
بريطانيا في الهجمات الجوية على تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
من ناحيتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ثاني أوسع الصحف انتشارا، أن كوربين من أكثر المتحمسين لإجراء تحقيقات دولية لإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية خلال العمليات التي نفذتها ضد قطاع غزة ولبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوربين زار غزة ولبنان عدة مرات، وحرص خلال 32 عاما من تواجده داخل البرلمان البريطاني على تبني خط مناصر للقضايا العربية.
ونوهت بشكل خاص إلى العلاقات "الحميمة" التي تربط كوربين بالشيخ رائد صلاح، قائد الحركة الإسلامية في الداخل، والذي تعده إسرائيل "خطرا استراييجيا عليها بسبب تبنيه قضية الأقصى.
وفي السياق، قالت صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، إن الجالية اليهودية في المملكة المتحدة قلقة جدا إزاء فوز كوربين، مشيرة إلى أن قيادة الجالية تنتظر عقد لقاء معه لطمأنتها بسبب مواقفه المعروفة.
وأعادت الصحيفة في عددها الصادر أمس للأذهان حقيقة أن الجالية اليهودية شنت حملة واسعة النطاق للحيلولة دون تمكينه من الفوز بالمنصب المهم.
ونقلت الصحيفة عن سيمون جونسون، رئيس مجلس القيادة اليهودية في بريطانيا قوله إنه وقادة الجالية سيحرصون على عقد لقاء في أقرب وقت ممكن مع كوربين للتباحث حول مستقبل العلاقة بين الجالية وحزب العمال، بعد الاستماع للإجابات التي ستطرحها قيادة الجالية.
من ناحيته، قال المعلق بن دورون يميني، أن انتخاب كوربين يدلل على انتصار المتطرفين في بريطانيا، مشددا على أن المواقف التي كانت تعتبر هامشية، أصبحت الآن في مركز السياسة البريطانية.
وفي مقال نشرته "يديعوت أحرنوت" أمس، أوضح يميني أن خطورة انتخاب كوربين تأتي لأنه "نشأ في بريطانيا جيل يشكل كره إسرائيل جزءا من هويته، ففي الماضي كانوا يلبسون فانيلات تشي غيفارا، واليوم ينظمون مسيرات يحملون فيها أعلام حماس وحزب الله"، على حدّ تعبيره.