بدءا من" الفقير إلى الله"، الوصف الذي أطلقته عليه صحيفة "الموجز"، مرورا ب"رجل الأقدار"، الذي نعتته به "الأخبار"، و"جامع شمل
المصريين"، الذي خلعته عليه "البوابة"، وليس انتهاء بالملاحق والملفات التي خصصتها بمناسبة مرور عام على تنصيبه نفسه رئيسا على البلاد.. آثرت الصحف المصرية الاثنين 8 حزيران/ يونيو 2015، أن تغرد مادحة رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، في ظاهرة لم يعهدها المصريون تجاه حكامهم، سوى في الستينيات، بعد أن تراجعت في عهدي الرئيسين العسكريين الأسبقين: السادات، ومبارك.
لم تقدم الصحف كشف حساب، ولا تقويما موضوعيا، لعام من حكم السيسي، وإنما اتجهت مباشرة إلى الدعاية له، وتقريظه، سواء في صفحات الأخبار، أو الرأي، وسواء في التغطيات الخبرية، أو مقالات رؤساء التحرير وكبار الكتاب، فضلا عن إبراز تصريحاته التي أدلى بها "عشية اليوم الأول من العام الثاني لفترة الرئاسة الأولى"، بحسب "الأهرام".
وخلال أدائها هذه المهمة، وتعويم السيسي شعبيا، غيبت الصحف المصرية هموم المواطن العادي، ورأيه الحقيقي في حكم السيسي، وملاحظات المراقبين والكتاب المحايدين على أدائه.. فلا وجهة نظر أخرى إلا لماما، ولا رأي مختلف إلا على استحياء، وإنما الأمر تلميع للسيسي، وتبشير بإنجازاته، المتحققة، والمنتظرة.
والبداية من "الأهرام" التي أصدرت ملحقا من 20 صفحة قالت إنه للتاريخ، وذلك تحت عنوان: "البداية.. عام في مسيرة وطن"، قائلة إن السنة الأولى للسيسي لا تمثل سوى بداية على طريق الانطلاق في سباق مع الزمن لتعويض ما فاتنا خلال أربعة عقود".
وبمانشيت أحمر اللون، لا يكون كذلك إلا في المناسبات الوطنية الكبرى، قالت الأهرام: "الرئيس يصارح الأمة"، مقتبسة من تصريحات السيسي لدى تدشينه 39 مشروعا جديدا الأحد، تصريحه: "التحديات خطيرة.. ومساعدة البسطاء هدفنا"، وقوله: "الالتزام بسرعة تنفيذ المشروعات القومية قبل نهاية العام الحالي".
وأبرزت الأهرام اعتذار السيسي للمصريين بقوله: "أعتذر للمصريين عموما والمحامين خاصة عن أي إساءات فردية من الشرطة".
الأمر نفسه فعلته صحيفة "الوطن"، إذ أصدرت ملفا احتل 11 صفحة من 20 صفحة تمثل تعداد صفحاتها الاثنين، وذلك تحت عنوان: "عام على الكرسي"، أبرزت فيه : "7 وجوه للسيسي"، إذ: "يشتد ويحنو.. يناور ويلجأ لربه.. يبتسم ويقاتل"، بحسب الصحيفة.
ولخصت الوطن تلك الوجوه السبعة للسيسي في سبعة أوصاف هي: "العسكري، ورجل المخابرات، ورجل الدولة، والزعيم حيث "كاريزما ناصر، ودهاء السادات"، والمتدين، باعتباره "مؤمن في زمن التطرف"، والدبلوماسي الذي خاض جولات لاستعادة المكانة، و"الإنسان: قلب طيب على البسطاء".
وفيما اعتبرته إنذارا شديد اللهجة للحكومة، منتقدة "بطء الأداء الحكومي في عدد من المشروعات"،
قالت الوطن في مانشيتها ذي اللون الأحمر: "الرئيس للحكومة: اللي أقوله تنفذوه".
وأبرزت مخاطبة السيسي لمحلب: "متأخرين 40 سنة.. إنت قلت إنك هتبقى زي البلدوزر.. فين البلدوزر ده؟".. وللوزراء: "بعد شوية هبقى عارف كل جنيه بيروح فين". (!)
وتابعت الوطن: ".. ويعتذر للمحامين عن واقعة الحذاء: "حقكم عليّا".. مشيرة إلى الحكم بحبس نائب مأمور فارسكور 3 أشهر، وشهرا للمحامي.. وتصريح نقيب المحامين سامح عاشور: "الداخلية تعهدت بعدم تكرار الإساءة".
وعلى المنوال نفسه، نسجت "الشروق"، التي أصدرت ملفا خاصا، من 5 صفحات، بعنوان: "كشف حساب السيسي.. 362 يوما في حكم مصر".. رؤساء الأحزاب يختلفون على أداء الرئيس.. تفاصيل عام من الوعود والآمال البرلمانية المؤجلة.. خبراء يمنحون الرئيس 50% في مشروع المليون فدان.. ويختلفون حول المجالس التخصصية المعاونة له.. حكايات الطرق في سنة أولى سيسي.. فيها منافع لقناة السويس الجديدة".
وحاولت "الشروق" أن تبدو أكثر موضوعية، في ملفها، فنقلت تحليل عمرو الشوبكي لـ"سنة أولى حكم"، بقوله: الرئيس يدير البلاد بالطبعة الأخيرة لنظام مبارك.. كما نقلت رأي رئيس الحزب المصري الاجتماعي محمد أبو الغار بأن: "المشروعات العملاقة بلا دراسة جدوى".
وعلاوة على ذلك، جاء مانشيت الشروق، باللون الأحمر، كالتالي: السيسي: أعتذر للشعب عن أي إساءة.. ومستعد للمحاسبة". وأشارت الصحيفة إلى "5 تكليفات للمسؤولين: عدم الاقتراب من الشرائح الأولى للكهرباء.. تقييم المشروعات قبل استلامها.. رفع السفن الغارقة.. تأهيل معهد القلب.. الانتهاء من مشاريع الطرق".
وتابعت الشروق: الرئيس يوجه انتقادا لاذعا للحكومة: "مش عارفين نحفر 4 آلاف بئر لمشروع زراعة 4 ملايين فدان".
وقالت البوابة: في عام.. السيسي يجمع شمل المصريين
وقالت الأخبار: السيسي: نريد أن ننجز في 4 سنوات ما يستغرق 40 عاما.. الرئيس للحكومة: ممنوع الاقتراب من أول 3 شرائح في الكهرباء.. افتتاح 39 مشروعا بتكلفة 6 مليارات جنيه في ختام العام الأول لرئاسته.
وآثرت "المصري اليوم" أن تؤجل إصدار ملفها بعنوان: "سنة تانية سيسي" إلى الغد، مشيرة إلى "4 معارك كبرى تتحدى الرئيس في عام المهلة"، وفق تعبيرها.
لكنها أبرزت في مانشيتها باللون الأحمر: "الرئيس: مستعد للمحاسبة عن العام الأول.. الرئيس لمحلب: "وعدتني تكون بلدوزر.. هو فين البلدوزر؟. وأضافت: "رئيس الوزراء يقدم كشف حساب وزارته: استعادت الأمن والاستقرار وحققت نموا 5.6%".
وأضافت: الرئيس يعتذر للمحامين: "حقكم عليّ".. وعاشور: موقف محترم.. حبس الجاني والمجني عليه في واقعة "الحذاء".
واستطردت: "تغيير وزاري واسع قبل رمضان.. و3 وزارات جديدة.. مسؤول لـ"المصري اليوم": "اختيار شابين نائبين لرئيس الحكومة.. وعودة وزارة قطاع الأعمال".
ومن جانبها، قالت اليوم السابع: "السيسي بعد عام في الحكم يطبق: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا".. الرئيس لمحلب: قولتلي أنا بلدوزر قدامك.. هو فين البلدوزر ده؟.. الرئيس لوزير الداخلية: إنتوا بتعملوا كده ليه؟ انتبهوا إنتو بتتعاملوا مع بشر وأنا بعتذر للمحامين.. وموجة لوم من الرئيس للوزراء والمسؤولين لوزير الكهرباء: محدش يقرب من الثلاث شرايح الأولى.. ولوزير البترول: مش عارفين نحفر 4000 بئر علشان نزرع المليون فدان؟!".
.. ومقالات رأي تدعمه
من مقالات الرأي الداعمة للسيسي بصحف الاثنين، ما كتبه عبداالله السناوي بجريدة الشروق، تحت عنوان: "التحديات الثقيلة في العام الجديد".
وكذلك ما كتبه رئيس تحرير الأخبار، ياسر رزق، تحت عنوان: "هذا الرجل .. مشكلة!"، قائلا: "هذا الرجل مشكلة.. آماله بلاحدود وطموحه جارف.. عدَاء يريد أن يسبق الزمن.. عينه على الأجيال
القادمة.. منذ 4 سنوات.. قلت للسيسي: ما الذي ينقص مصر؟!.. قال: ينقصنا وجود قيادة فكرية ملهمة.. وها قد وجدناها.. وبالأمس سمعته يقول: ليست معي عصا سحرية. وأقول: الشعب معك، وهو عصاك السحرية".
تجاهل الحراك الثوري المعارض للسيسي
تعمدت صحف الاثنين تجاهل الحراك الثوري المعارض لحكم السيسي على الرغم من اتساع دائرة هذا الحراك، وما أبدته قوى سياسية من نية مؤكدة في تنظيم مسيرات ومظاهرات احتجاجية الاثنين، في ذكرى تنصيب السيسي، رفضا لحكمه، وطلبا للعودة للمسار الديمقراطي، وكذلك عودة العسكر إلى ثكناتهم.
بل قالت الأهرام: رفض واسع لدعوات 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين للتظاهر (!).
الغش في الثانوية العامة
أبرزت صحف الاثنين انطلاق امتحانات الثانوية العامة (النظام الحديث)، الأحد، إذ أدى الطلاب امتحاني اللغة العربية والتربية الدينية، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما شهدت لجان عدد من المحافظات تسريب الامتحان، وأكد عدد من المدرسين أن الورقة المتداولة هي الامتحان الفعلي، وأنه تم حل الأسئلة وإرسالها للطلاب من خلال تطبيقي "واتس آب" و"ماسنجر" على التليفونات المحمولة.
فقالت المصري اليوم: "امتحانات الثانوية العامة أولها غش.. تسريب اللغة العربية على مواقع التواصل.. وانقطاع الكهرباء عن غرفة العمليات".
وقالت الوطن: "يوم الغش العظيم في الثانوية العامة.. تسريب امتحان العربي.. واعتداءات على المراقبين بأسيوط.. وأولياء الأمور يغششون أبناءهم".
وقالت الشروق: "شاومينج" تنشر "عربي ثانوية عامة" بعد دقائق من الامتحان.. طلاب البداري يعتدون على المراقبين.. محاولات غش جماعي في دسوق والحامول والخانكة وأبو كبير.
وقالت اليوم السابع: "التعليم" تفشل في أول اختبار لمواجهة تسريب امتحانات "الثانوية".. تداول أسئلة "اللغة العربية" عقب بدء الامتحان بدقائق.
وقالت الأخبار: رغم أنف الوزارة.. تسريب امتحان العربي للثانوية العامة.
وقالت الأهرام: تسريب امتحان اللغة العربية للثانوية على الإنترنت.
شماتة في تراجع "العدالة والتنمية" بانتخابات تركيا
اهتمت صحف الاثنين بنتائج الانتخابات التشريعية في
تركيا، وأبدت شماتتها فيما اعتبرته "عقاب الناخبين الأتراك، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورفضهم مساعيه لتحويل البلاد إلى النظام الرئاسي، لتعزيز قبضته السياسية على الحكم، عبر تعديل الدستور".
فقالت الشروق: نتائج الانتخابات التركية تحطم آمال أردوغان.. والأكراد يحققون المفاجأة.
وقالت المصري اليوم: الأتراك يعاقبون أردوغان.. العدالة والتنمية يخسر الأغلبية.. والمعارضة تحصد 292 مقعدا.
وقالت الوطن: حزب أردوغان يخسر الأغلبية المطلقة في الانتخابات.. إقبال بنسبة 90% في المحافظات الكردية.
وقالت الأهرام: الأتراك يبددون أحلام أروغان في الانفراد بالسلطة.
وقالت الوفد: حزب أردوغان يخسر الأغلبية المطلقة.
وقالت البوابة: زوال شمس الخليفة العثماني في انتخابات تركيا.. والأكراد يحققون المفاجأة.. الأحزاب لم تعلن نيتها عن التحالف مع العدالة والتنمية.. والمعارضة تقول إن هناك مؤشرات تزوير في الانتخابات.