نشرت صحيفة (
ذي جويش دايلي فوروارد) التي تصدر في أمريكا مقالا للصحفي جوش ناثا- كازس حول "
المؤسسات الخيرية اليهودية" في الولايات المتحدة يقول فيه "نعرف أن هناك شبكة جمعيات خيرية.. ونعرف أن مكوناتها من مؤسسات خدمات اجتماعية ومؤسسات الضغط السياسي تؤثر على السياسة الداخلية والخارجية لأمريكا، ونعرف أنها تقوم برعاية الشيوخ وتعليم الأطفال وترسل أكثر من مليار دولار إلى
إسرائيل .. ولكن ليس عندنا فكرة عن شكل الشبكة".
ويشير الكاتب إلى أن الجمعيات المختلفة تقدم حساباتها وتقدم التقارير لأعضائها ولكن ليس هناك صورة شاملة على مستوى الشبكة: كم تجمع من الأموال وكم تصرف وما هي أولوياتها وكم من الدعم تحصل عليه من الحكومة.
ولذلك قامت صحيفة (ذي فوروارد) بمراجعة ملفات الضرائب لـ 3600 مؤسسة يهودية في أشمل دراسة تجرى للعمل المالي لهذه المنظومة اليهودية المعفاة من الضرائب. وكانت النتائج مذهلة؛ حيث اكتشفت فوروارد جهازا اجتماعيا يهوديا يعمل على مستوى شركة من الشركات الخمسمائة التي ترد في مجلة (فوتشيون) وتنفق أكبر نصيب من دولارات المتبرعين على إسرائيل.
ومع أن الدراسة لم تشمل الكنس اليهودية والمجموعات التي ترفض الكشف عن شؤونها المالية مستندة إلى الاستثناء على أساس ديني، ولكن حتى بدون هذا القطاع الكبير فإن المؤسسات الخيرية اليهودية المختلفة تقر بملكية موجودات صافية قيمتها 26 مليار دولار. وهذا الرقم أكبر مما تملكه شركة لاس فيغاس ساندس التي تمتلك كازينوهات في كل أنحاء العالم وأكثر من شركة سي بي إس التي تملك 29 محطة تلفزيونية و126 محطة راديو بالإضافة إلى شبكة سي بي إس وسايمون أند تشستر. وعدد موظفي الشبكة مساو لعدد موظفي شركة فورد لتصنيع السيارات.
كما أن مدخول الشبكة السنوي المقدر بـ 12 إلى 14 مليار دولار أكثر من الميزانية التي منحتها الحكومة الفيدرالية عام 2014 لوزارة الداخلية التي تدير خمس الأرض في الولايات المتحدة وتدير شؤون الهنود والحدائق الوطنية وجزيرة غوام وجزر سامو وفيرجن أيلاندس.
ووعدت الصحيفة بنشر سلسلة مقالات أكثر تفصيلا في الأسابيع القادمة حول ما توصلت إليه وبينت أن هذه الشبكة بالرغم من الحديث عن أهمية التعليم اليهودي إلا أنها تنفق أكبر نصيب من ميزانيتها على إسرائيل وليس التعليم وكيف أن الشبكة تستفيد بالمليارات من الإعفاءات الضريبية ومن المنح الحكومية والبرامج التي تمولها الحكومة. وكون الشبكة تنفق 2.3 مليار دولار على الإدارة وجمع التبرعات وتنفق 93 مليون دولار على الحفلات.
وتضيف الصحيفة أن شبكة المؤسسات الخيرية اليهودية تشبه في تركيبتها زهرة الأقحوان حيث تمثل البتلات البيضاء المؤسسات الخدمية ومجموعات الضغط السياسي بينما يمثل مركز الزهرة الأصفر المؤسسات المانحة والتي تقوم بجمع التبرعات.
الشبكة بكاملها سجلت 14.6 مليار دولار دخل وكونها وزعت منها 2 مليار دولار للجمعيات الخدمية -والتي غالبا ما تكون مسجلة كهيئات غير ربحية وتقدم حساباتها لقسم الضرائب- وغالبا ما يكون هذا الرقم مكررا فبإمكاننا القول إن الدخل يترواح بين 12-14 مليار دولار.
وتعود هذه التركيبة للشبكة إلى نهايات القرن التاسع عشر حيث أنشأت تجمع اليهود في بوستون أول شبكة مؤسسات وتبعها مؤسسات أخرى حتى أن الكتاب اليهودي الأمريكي السنوي لعام 1902 عدد آلاف المؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة بما في ذلك المدارس والنوادي وهيئات الإسكان. وقد زاد حجم وتعقيد هذه الشبكة منذ ذلك الحين.
وتقدم المؤسسات المانحة 3.7 مليار دولار للمؤسسات الوظيفية يذهب 38% منها لمجموعات تأييد "إسرائيل"، 20% للتعليم، 20% للخدمات الصحية والاجتماعية و12% للثقافة والجمعيات المحلية.
وتذكر الصحيفة أن من بين الـ 619 مؤسسة التي تركز على إسرائيل هناك مؤسسات تقوم بالضغط السياسي مثل الإيباك وأخرى ترسل تبرعات لإسرائيل مثل جمعية أصدقاء الجامعة العبرية وأخرى تعمل كمجموعات ضغط وترسل تبرعات لإسرائيل مثل جمعية هداسا وجمعية النساء الصهيونية في أمريكا.
وتقوم الجمعيات اليهودية بدفع 1.9 مليار دولار على شكل منح خارجية ولكون القانون لا يطلب من المؤسسات تحديد جهات التحويل من الصعب معرفة كم من هذا المبلغ يرسل إلى إسرائيل، ولكن نصف المؤسسات التي تقدم منحا خارجية هي من الجمعيات المهتمة بإسرائيل وغالبا ما تكون معظم منحها موجهة لإسرائيل. وتشكل المنح الخارجية 15% من مصاريف الشبكة و 25% من نفقات المؤسسات المانحة.
ويتركز الثقل المالي للشبكة في ولاية نيويورك حيث تجمع 7.2 مليار بينما تأتي كالفورنيا بالمرتبة الثانية (1.2 مليار دولار)، وماستشوستش في المرتبة الثالثة (930 مليون دولار).
وبعد إيراد هذه الأرقام المثيرة يقول الكاتب أن هناك الكثير الذي يزال غير ظاهر في الصورة فإن كانت الـ 3600 مؤسسة يهودية والتي قدمت حساباتها لقسم الضرائب تمثل قمة جبل الجليد فالمجموعات اليهودية التي لا تقدم حساباتها على أساس أنها مؤسسات دينية تشكل الجبل المختفي تحت الماء.
ولا يعرف كم هو عدد هذه المؤسسات إلا أن دراسة قام بها بول بورستين عام 2010 عد فيها 3495 مؤسسة دينية يهودية. وهذه الدراسة تشير إلى أن عدد المؤسسات في الشبكة هي ضعف عدد المؤسسات التي تقدم حسابات رسمية. وقد يكون الدخل الحقيقي للشبكة يزيد بمليارات عن الـ 12-14 مليار التي توصل إليها البحث.