قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن التوتر الأخير على الحدود بين
سوريا والجولان المحتل والقصف
الإسرائيلي لمواقع جيش النظام السوري مساء الثلاثاء إنما يشير إل محاولة إسرائيل تحميل النظام السوري مسؤولية أعمال حليفه العسكري،
حزب الله.
ويذكر مراسلها في لبنان نيكولاس بلانفورد أن حزب الله أمد نظام الأسد بآلاف المقاتلين الذين يعملون مع الجيش السوري على إعادة حزام استراتيجي شمال دمشق إلى سيطرة النظام.
ولأن الحزب يقاتل في سوريا ويحاول منع حدوث ردة في فعل في لبنان، فالحزب غير معني في إثارة حفيظة إسرائيل كما أن الأخيرة ليست حريصة على فتح جبهة مع الحزب. ولذلك يشكل الجولان بالنسبة للحزب منطقة ملتبسة يستطيع استخدامها لإطلاق هجمات دون الكشف عن هويته.
ويقول الكاتب إن آخر الهجمات التي لم يعلن أحد مسؤوليته عنها وقع يوم الثلاثاء عندما انفجرت عبوة ناسفة على جنب الطريق في دورية إسرائيلية جنوب مجدل شمس بجانب السياج الأمني الذي يفصل الجولان المحتل عن بقية الأراضي السورية وتسبب الإنفجار بجرع أربعة جنود إسرائيليين.
وقامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف قواعد لجيش النظام في محيط القنيطرة، 8 أميال إلى جنوب مجدل شمس.
ونقلت الصحيفة ما قاله موشيه يعلون وزير دفاع دولة الإحتلال إن إسرائيل تحمل نظام الأسد مسؤولية الهجوم وحذر قائلا: "إذا استمر النظام في دعم الإرهابيين الذين يسعون لإيذاء إسرائيل فسنستمر في تكليفه ثمنا باهظا ونجعله يندم على أفعاله".
وقال الجيش السوري في بيان عسكري إن جنديا قتل وجرح سبعة آخرون في الغارات الإسرائيلية وشجب الهجوم وهدد بأن تكرار مثل هذا الإعتداء يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ويفتح الباب على كل الإحتمالات.
ويضيف التقرير أن السياج الحدودي جنوب مجدل شمس يمر خلال منحدارات شديدة مما يجعل مراقبته في المنطقة صعبة، ولكن إسرائيل تشك في حزب الله لخبرته الطويلة في صناعة العبوات الناسفة ومع أن الثوار متواجدين في منطقة الجولان إلا أن هذه المنطقة تقع تحت سيطرة جيش النظام الحليف العسكري لحزب الله.
ويعلق العميد الركن أمون سوفرين، المدير السابق لجهاز الموساد قائلا: "لا أستطيع التأكيد، ولكن سأكون مندهشا لو كانت جهة أخرى غير حزب الله هي المسؤولة".
ويعلق المراسل قائلا "إن كان حزب الله هو المسؤول عن تفجيرالأمس والهجمات الحديثة ضد الجيش الإسرائيلي فهذا يشكل تحولا عن حالة الهمود التي سادت طيلة الثماني سنوات الماضية"، مضيفا إن الحزب دأب منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 وحتى عام 2006 على مهاجمة الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا بشكل دوري، ولكن هذا الأمر تغير بعد حرب عام 2006 حيث شكلت الحرب رادعا لكل من حزب الله وإسرائيل.
ولكن يبدو أن هذا الردع المتبادل انتهى عندما ضربت الطائرات الإسرائيلية في 24 شباط/ فبراير هدفا لحزب الله في جانتا الحدودية، شرقي لبنان.
وبحسب التقارير كان الهدف هو شحنة من الصواريخ المضادة للطائرات وكانت أول ضربة إسرائيلية في لبنان منذ عام 2006. وقد قامت إسرائيل بما لا يقل عن 6 هجمات على أهداف داخل سوريا خلال العام المنصرم حيث ضربت – بحسب التقارير الصحفية – صواريخ طويلة المدى وصواريخ ضد السفن كان يمكن أن تصل إلى حزب الله.
واعترف حزب الله بضرب أحد منشآته وأنه سينتقم في الوقت والمكان والطريقة المناسبة. وبعدها بأربع أيام تم إطلاق صاروخي غراد من الأراضي السورية على موقع عسكري إسرائيلي على جبل الشيخ.
وفي 5 آذار/ مارس فتح الجنود الإسرائيليون النار على ثلاثة أشخاص يحاولون زرع عبوة ناسفة بجانب السياج الحدودي في الجولان.
وكان أكثر هذه الأحداث أهمية هو تفجير لعبوتين على جانب الطريق في مزارع شبعا في 13 آذار/ مارس حيث كانت هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الحزب مزارع شبعا منذ عام 2006.
ويختم المراسل تقريره بأنه لا رغبة لدي أي من الطرفين في الذهاب لحرب شاملة حيث يقول الإسرائيليون إنه لا رغبة لديهم في الدخول في حرب مع حزب الله ولكن نريد من أي رد عسكري إيصال رسالة مفادها: "كفى".
والسؤال الآن هل يكتفي حزب الله بتفجير يوم الثلاثاء كرد كاف على غارة جانتا أم أنه سيتبعه بهجمات أخرى؟