هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر كاتب إسرائيلي، من الأخطار المترتبة على "الخطأ الجسيم" المترتب على الإقدام على تصفية قائد حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار.
وقال الكاتب "دورون مصا" في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "اعتقال منفذي عملية "إلعاد"، نفّس قليلا من حالة الإحباط لدى الجمهور الإسرائيلي".
وذكر أنه "على خلفية الإحباط من تواصل موجة العمليات وصعوبة إنهاء الموجة الحالية، يبرز وجود خط تحليلي خطير ينشأ في الخطاب الإعلامي، وهذا من شأنه أن يدهور إسرائيل لمعركة غير مرغوب فيها، وأساسا غير مخطط لها، مع حماس في قطاع غزة".
وقال: "هذا الخط، يعلق العمليات الأخيرة على حماس ويشير بالملموس لزعيمها السنوار، كمن يقود التصعيد الأمني ويقف خلفها، فالتزامن بين تصريحات السنوار التشجيعية العلنية من غزة لمواصلة العمليات، وبين قتل الإسرائيليين في "إلعاد" على أيدي منفذين من الضفة الغربية، وفر الدليل، لمن كانوا يحتاجون إليه، على دور محافل حماس في قطاع غزة في المبادرة إلى العمليات من الضفة، ومن هنا يمكن الاستنتاج بأنه لن يكون مفر من التخلص من زعيم حماس لأجل قطع موجة العمليات الفلسطينية".
ورأى أن "الخطاب الذي يربط بين حماس في القطاع وبين موجة العمليات، يقوم على قدر أقل على اساس الحقائق والأدلة الملموسة، ويلوح كنتاج فرعي لإحباط إسرائيلي في ضوء الصعوبة في ضرب موجة الاشتعال التي نشأت تحت رعاية شهر رمضان".
اقرأ أيضا: تحريض إسرائيلي على اغتيال قائد حماس بغزة يحيى السنوار
ولفت إلى أن "قوات الشرطة الإسرائيلية متوترة حتى آخر قدرة لها، ومع ذلك تفلت من بين أيديها عملية كتلك التي نفذت في "إلعاد".. "الشاباك" يصعب عليه التصدي لصورة المنفذين الجديدة، رغم قدراته التكنولوجية العالية التي يبدو أنها لا تعطي جوابا على تهديد منفذين يعملون برعاية الثغرات في جدار الفصل؛ بينما الجيش الإسرائيلي الذي يبذل جل جهده لصد الثغرات وتطهير أعشاش العمليات في الضفة الغربية، لا يخلق إحكاما أمنيا في غياب معلومات استخبارية دقيقة".
ونبه إلى أنه "تحت سحابة الحرج في إسرائيل، تلوح حماس والسنوار كحلول بديلة، يمكن بسهولة تشخيصهم، تحديدهم وضربهم. يوجد مذنب ويوجد له اسم، ولكن مثلما هو سهل جدا الاستسلام لهذه النظرية، هكذا تصرخ بساطتها، فلا توجد علاقة مباشرة عملياتية بين حماس وبين موجة العمليات من الضفة الغربية، حتى لو كانت حماس تركب عليها كي تبرز صورتها كحركة مقاومة، وهي غير معنية باشتعال شامل مع إسرائيل".
وبين الكاتب، أن "موجة العمليات هذه ينقصها اللون والانتماء السياسي، ولهذا السبب يصعب على إسرائيل قمعها، فمن ينفذ هذه العمليات من غير الواضح من هم؛ رجال حماس أو الجهاد الإسلامي، وعليه فليس لدينا بنى تحتية محددة لنضربها في الضفة الغربية، ومن هنا الجهد التحليلي البارع حتى غزة البعيدة – القريبة لأجل إيجاد رأس الأفعى، ومن هذه الناحية صحيح أن إسرائيل يمكنها أن تضرب حماس، لكن معقول الافتراض بأن العمليات غير متعلقة بالتوجيه من غزة ستستمر من الضفة الغربية".
ونبه الكاتب الإسرائيلي، بأن "المشكلة الكبرى، هي إغراء استهداف حماس والسنوار كمفتاح لتحقيق الهدوء الأمني، ما من شأنه أن يتبين كخطأ جسيم، فهو ينطوي على ثمن ليس مؤكدا أن يتحمله الجمهور في إسرائيل ولا حتى القيادة العسكرية معنية بمعركة إضافية في القطاع".
وخلص إلى أنه رغم عدم رغبة الخصمين؛ فإن حماس والاحتلال "هما في صدام جبهوي آخر بينهما، لكن من شأنهما أن يتدحرجا إليه لأسباب غير صحيحة".