تعددت مظاهر العنف في المجتمع التونسي، حتى أصبح الأمر يشغل الجميع. إذ لا يكاد يمر يوم أو أسبوع دون أن يستيقظ سكان هذه المنطقة على خبر اعتداء أو جريمة قتل بشعة، فهل هذه الظاهرة جديدة؟ وما هي دلالاتها؟ وهل بلغ الأمر درجة عالية من الخطورة؟
لم يعد بالإمكان الحديث عن نظام عربي، فهذا النظام تساقط تدريجيا ولم يعد موجودا. لقد تحول إلى ذكرى، بل حتى جامعة الدول العربية أصبحت مجرد منظمة افتراضية لا وجود لها على أرض الواقع
تونس لم تخل من أشخاص يتمتعون بصفات قيادية، ويمكنهم أن يترشحوا إلى منصب الرئاسة، ويتدربون عليها من موقع المسؤولية، خاصة وأن النظام السياسي الجديد الذي حدد ملامحه الدستور يقوم على تقاسم الصلاحيات، ويحول دون أن ينفرد رئيس الدولة بنفوذ مطلق
في ندوة عقدت قبل أيام في المغرب، عرّج البعض في مداخلاتهم على ما عرف بـ"الربيع العربي"، وقام بإدانته بعنف، ووصفه بأوصاف بشعة أصبحت متداولة في عديد الأوساط العربية. وهو حكم متسرع، وفيه قدر واسع من الظلم
هل يمكن بهذا النفس الرافض للاستسلام والخضوع للأمر الواقع، وغير العابئ بكل الخسائر التي أحدثتها الثورات المضادة، أن يحصل حوار ما بين الحكام العرب وجزء من نخبتهم التي لا تزال واقفة وصامدة؛ ومطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان؟؟
الثورة التونسية لن تموت. وحتى لا تموت، فعلى القوى الثورية الحقيقية أن تحسس الجماهير بأن هناك حلما كبيرا، وأن تساعدهم حتى يلمسوا عمليا آثار هذا الحلم في حياتهم اليومية
كان حسن الترابي قبل وفاته يشعر بحزن عميق؛ لأن مشروعه السياسي الذي نظر له وأشرف في البداية على تنفيذه هو الذي أدى بالسودان إلى هذا المأزق الكبير، وكان الترابي أحد ضحاياه
هذا خلط بين أطراف معلومة تتحرك في العلن وأخرى مجهولة تعمل في الظلام، وخلط أيضا بين مطالب مشروعة لنقابات وأحزاب لها توجهاتها الفكرية والسياسية المخاصمة لسياسات الائتلاف الحاكم؛ وبين ما يسعى إليه البعض من خلال نشر الفوضى خدمة لمصالح قوى داخلية وأجنبية لا تريد الاستقرار لتونس
أدركت حركة النهضة أخطار التصادم الذي سيحصل بالضرورة بين تنظيم متعدد الغرف والطوابق؛ وبين السعي نحو إقامة نظام ديمقراطي يقتضي الفصل بين الشؤون الدينية والمجال السياسي القائم على ضمان تساوي الفرص بين جميع اللاعبين..
تعيش تونس حالة ديمقراطية حقيقية رغم التخبط السياسي الحاصل، ولعل هذا الأمر هو الذي جعل ولي العهد السعودي يقدم على زيارته رغم علمه بالتحركات المناهضة له؛ لأنه أصبح مدركا بأن تونس اليوم تختلف كثيرا عن تونس الأمس، من حيث حجم التغييرات السياسية التي حصلت فيها
خاض اليساريون والقوميون معركة فاشلة، وبدل أن يضعفوا بذلك موقف حركة النهضة، في سلموا لها ورقة رمزية استفادت منها حاليا؛ لتبدو على الصعيد الدولي في صورة حزب مدني لا يميز بين مواطنيه
هكذا وجد الغنوشي نفسه في موقع صعب، إذ في السياسة كم من تصريح يوقع صاحبه في مطب لن يخرج منه بسهولة. فالدبلوماسية سلاح ذو حدين؛ لأنها تحتاج من صاحبها أن يسير فوق حبل رقيق. وتبقى العبرة من وراء ذلك هي النتائج.. المستقبل وحده هو الكفيل بالإجابة
إنها فرضية لا تصدق، خاصة أن المملكة تمر منذ فترة بهزات متتالية وتتعرض لهجوم إعلامي دولي، وهو تركيز يختلط فيه الإيجابي بالسيئ، وتبدو صورة المملكة حتى لدى حلفائها غير واضحة ومكسورة..
تكشف هذه النسب عن حالة التردد والقلق التي يعاني منها التونسيون الذين تراجع حماسهم كثيرا للاختيار الديمقراطي، وأصبحوا أكثر عزوفا عن المشاركة في التصويت بسبب تراكم خيبات الأمل وتصاعد أزمة الثقة في السياسيين