بعد حكم القضاء
المصري بشكل نهائي بمصرية جزيرتي
تيران وصنافير، وبطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، دعا السفير عبد الله
الأشعل، مساعد وزير خارجية مصر الأسبق والمرشح الرئاسي السابق، عبد الفتاح
السيسي إلى التنحي عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، واصفا الحكم بأنه فاضح لممارسات نظامه ويهدد شرعية وجوده.
وقال -في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"-: "بعد هذا الحكم التاريخي، السيسي أمامه أحد أمرين، إما أن يتنحى فورا ويعتذر للشعب المصري، ويعلن إجراء انتخابات رئاسية جديدة، حرة ونزيهة، وإما أن يقيل حكومته بشكل كامل، ويتبرأ منها بشكل واضح، وكذلك الإعلاميين الذين روجوا زورا وبهتانا لسعودية الجزر".
وأردف "الأشعل": "الحكم الصادر اليوم يجب أن يسدل الستار على مسلسل الفشل والخيانة ومسلسل التوريط الذي تم إعداد للسيسي"، مشيرا إلى أن "هيئة الدفاع عن جزيرتي تيران وصنافير ستقوم بتعقب هؤلاء الذين روجوا لسعودية الجزر أمام القضاء المصري، لأن ما ارتكبوه لا يمكن احتماله، خصوصا أن هؤلاء هم الخونة الذين خونوا شرفاء الوطن ممن دافعوا عن أرض مصر".
واستطرد "الأشعل" قائلا: "يجب أن يفهم ويعي السيسي أن إرادة الشعب المصري قوية، وأن الشعب ضاق ذرعا به وبنظامه، ووصلت درجة الاحتقان ضده إلى مستوى غير مسبوق، ولذلك يجب عليه أن يعيد النظر في كل سياساته على كافة المستويات، وهذه نصحية له قبل فوات الأوان، فإما أن يدرك نفسه أو أنه سيقضي على نفسه بنفسه".
وتساءل "الأشعل": "ماذا ستقول القيادة
العسكرية الذين تشوه الحق لديهم بفعل مرتزقة المثقفين من خلال غسل أدمغتهم للتخلي عن أرضهم؟"، لافتا إلى أن "هؤلاء الجنرالات أساؤوا لسمعة المؤسسة العسكرية كلها بكل أسف، ولذلك يجب توجيههم بعدم الظهور في الإعلام لإساءتهم إلى شرف العسكرية المصرية".
وأعرب عن تقديره لمجلس الدولة وللمحكمة الإدارية العليا، مؤكدا أنه "لم يخب ظننا في صمودها للعاصفة والرياح العاتية التي واجهتها، وأوجه تحية خاصة لكل أعضاء المحكمة ولرئيسها المستشار أحمد الشاذلي الذي دخل التاريخ الوطني بهذا الحكم"، داعيا جميع فروع القضاء المصري إلى أن يتخذوا من مجلس الدولة نبراسا لهم.
وتابع: "أود أن أقول للمتسعودين المصريين إن الوطن غال، وقد لحقت بكم اللعنة والعار، فقد فضلتم غنائم النظام وهدايا سيدكم السعودي، لكن الحكم القضائي الساطع بدد شملكم وكشف عوراتكم وفضائحكم للكافة"، مضيفا: "عندما يتعارض النظام مع الوطن فالانحياز دائما للوطن وترحاله".
ووجه رسالة إلى "السيسي" قائلا: "أعتقد أن الدرس بليغ للغاية، والفشل ظاهر للأعمى، والشجاعة تقتضي الاعتذار للوطن كله، والإفراج عن الشباب وتعويضهم بل وشكرهم، وإلا فعليك أن تتنحى عن الحكم بعد كل ما حدث، فلا مجال لأي التفاف على هذه المواقف المشينة والفاضحة".
وطالب "الأشعل" بمحاكمة رئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي مفيد شهاب، لأنه زور الحقيقة التي يعرفها هو جيدا، مشدّدا على ضرورة أن تتوقف المملكة العربية السعودية عن مواصلة ما وصفه بالتمثيلية التي لن يقبل بها أحد.
وتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق أن تنشط إسرائيل أكثر خلال الفترة المقبلة في هذا الملف، وتحاول لعب دور خفي أكبر لمحاولة الالتفاف على الحكم القضائي الذي وصفه بأنه ضربة عنيفة لمخططها القذر.
وثبتت المحكمة الإدارية العليا في مصر الاثنين قرارا قضائيا سابقا ببطلان توقيع الحكومة على اتفاقية تمنح بموجبها مصر السعودية السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر.
وأصدرت المحكمة الإدارية قرارا ببطلان توقيع ممثل الحكومة المصرية على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية "المتضمنة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير" للرياض.
وقال أحمد الشاذلي، رئيس المحكمة في الجلسة التي بثها التلفزيون الحكومي ومحطات فضائية خاصة، إن "المحكمة استقر رأيها بجميع الآراء على مصرية جزيرتي تيران وصنافير".
وفور صدور الحكم ردد عشرات المحتشدين داخل وخارج المحكمة هتافات مناهضة للاتفاقية منها: "عيش حرية الجزر دي (هذه) مصرية"، و"بالطول بالعرض إحنا أصحاب الأرض"، و"ارفع راسك فوق أنت مصري"، و"القضاء قالها قوية الجزر دي مصرية".