اتهم العقيد المتقاعد أحمد زكي أوتشوك؛ الرئيس السابق لهيئة الأركان التركية، الجنرال نجدت أوزال، بأنه يتحمل مسؤولية وصول عناصر فتح
غولن إلى مراكز صنع القرار داخل الجيش التركي، مشيرا إلى أن 70 في المئة من الضباط المشاركين في محاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو الماضي؛ تمت ترقيتهم في عهد أوزال.
وقال العقيد أوتشوك، خلال مقابلة بثتها محطة "سي إن إن تورك"، إنّ نجدت أوزال يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الملف، معللا ذلك بأنّ الرئيس رجب طيب أردوغان (عندما كان رئيسا للوزراء)، كان قد ارسل له تقريرا حول تسرب عناصر منظمة غولن في داخل الجيش، إلا أنّ أوزال لم يقم بأي إجراءات، بل استخدم القضاء في قضية "المطرقة" من أجل إزاحة العديد من القادة وإحالتهم إلى التقاعد، مما سهل عليه مهمة ترقية الجنرالات الانقلابيين، بحسب قول أوتشوك، مضيفا أّنّ 70 في المئة من ترقيات ضباط الانقلاب حدثت في عهد نجدت أوزال.
واستدلّ العقيد المتقاعد الذي كان يعمل في سلاح الجو بالأرقام ليثبت صحة أقواله، حيث ذكر أنّ أوزال أحال في العام الأول لاستلامه رئاسة الأركان 12 جنرالا إلى التقاعد، وفي العام الثاني 37 جنرالا، وفي العام الثالث 11 جنرالا وأميرالا، مؤكدا أنّ أوزال كان يُحيل هؤلاء إلى التقاعد كونهم لا ينتمون إلى منظمة غولن، بينما يقوم بترفيع آخرين من منتسبي الجماعة، حسب ادعائه.
وفي رده على سؤال بأنّ رئيس الأركان السابق قد يكون فعل ذلك دون قصد، أجاب أوتشوك: "إذا فعل ذلك دون قصد، وتسبب بكل هذه الأخطاء، فهو شخص لا يليق بمقام رئيس هيئة الأركان، وقصّر جدا في عمله، وارتكب أخطاء تسببت لاحقا في وقوع محاولة انقلابية كادت أن تودي بالدولة".
واعتبر أوتشوك أنّ أوزال متورط في الانقلاب، سواء أكان ذلك بقصد منه أم بغير قصد، مشيرا إلى أنّ كل الترقيات في الجيش لا تتم إلا بعد تكليف من رئيس هيئة الأركان.
من جهتها، استدلت صحيفة "حرييت" التركية بهذه المعلومات التي أدلى بها العقيد أوتشوك للقول بأنّ التحقيقات الجارية والمُستمرة، ستكشف المزيد من الحقائق حول تورط الكثير من المسؤولين في تسهيل عملية تسرب عناصر منظمة غولن إلى داخل أجهزة الدولة، وخصوصا في الجيش وجهازي الشرطة والقضاء.
يُذكر أنّ الجنرال أوزال" هو الرئيس الثامن والعشرين لهيئة الأركان التركية، حيث استلم رئاسة هيئة الأركان في الفترة بين عامي 2011 و2015، وقد تعرض للعديد من الانتقادات حول تقصيره في مُكافحة التنظيم الموازي داخل الجيش، إلا أنه مُنح "وسام شرف الدولة" قبل انتهاء مهمته.