عبرت
المعارضة السورية، الاثنين، عن رفضها المطلق لفكرة إقامة فدرالية في سوريا، معتبرة إياها بداية "لتقسيم" البلاد، واتهمت نظام الأسد بخرق الهدنة واستخدام البراميل المتفجرة والغازات السامة.
وشدد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات،
رياض حجاب، في مؤتمر عبر الهاتف من الرياض مع مجموعة من الصحافيين، على أن "وحدة سوريا خط أحمر".
وقال ردا على سؤال حول تطبيق الفدرالية: "هذه المسألة غير قابلة للنقاش"، معتبرا أن "فكرة الفدرالية مقدمة للتقسيم في سوريا وهي غير مقبولة إطلاقا".
وأضاف: "اتفقنا على فكرة اللامركزية الإدارية في سوريا"، في إشارة إلى المؤتمر الذي عقدته أطياف واسعة من المعارضة السورية السياسية والعسكرية في الرياض في كانون الأول/ ديسمبر والذي نتج عنه تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات.
وقال حجاب إن المعارضة ستحدد بنهاية الأسبوع الحالي إن كانت ستحضر محادثات السلام المقبلة في جنيف وقدمت شكوى للأمم المتحدة من استمرار الضربات الجوية الروسية برغم الهدنة.
وقال إن قوات النظام السوري المدعومة بالقوات الجوية الروسية وجنود إيرانيين وفصائل مسلحة عراقية انتهكت بشكل متكرر وقف إطلاق النار المؤقت واستخدمت البراميل المتفجرة وغازات سامة.
وقال حجاب إن قوات النظام السوري والقوات الجوية الروسية ارتكبت مذبحة في منطقة أبو الضهور بمحافظة إدلب قبل دقائق من المؤتمر الصحفي، وأضاف أن عشرات الأشخاص قتلوا وأصيب عشرات آخرون.
اقرأ أيضا: المعارضة السورية توافق على المشاركة في محادثات جنيف
وقال إن الهيئة العليا للتفاوض ستتشاور مع القادة العسكريين وغيرهم من القادة بشأن حضور المحادثات، مضيفا أن المشاركة يلزمها وجود مناخ موات، مشيرا إلى أن القرار سيصدر قبل نهاية الأسبوع.
وقال حجاب إنه بعث برسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للشكوى بشأن خريطة بمواقع الجماعات المسلحة نشرتها وزارة الدفاع الروسية وقال إن الخريطة ليست دقيقة.
وأوضح حجاب أنه إذا أخذت الخريطة على محمل الجد، فإن هذا سيمثل انتهاكا صارخا لاتفاق وقف الأعمال القتالية.
وأضاف أن الهيئة ستبعث بممثل لها إلى جنيف في الأيام القليلة المقبلة لتقديم صورة دقيقة لقوة مهام معنية بوقف إطلاق النار تستضيفها الأمم المتحدة وترأسها الولايات المتحدة وروسيا.
وقالت روسيا إن ضرباتها الجوية تستهدف فقط الجماعات المحظورة التي ليست ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مثل جبهة النصرة، وقال إن مواقع جبهة النصرة قريبة وليست متداخلة مع مواقع المعارضة.
وأوضح أنه إذا عقدت المحادثات فإنها ستناقش أولا تشكيل حكومة انتقالية وشدد على ضرورة رحيل الأسد بمجرد تشكيلها ومثوله أمام محكمة دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وتنص قرارات الأمم المتحدة على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف المنظمة الدولية خلال 18 شهرا دون تحديد مصير الأسد. لكن حجاب أصر على رفض مشاركة الأسد في الانتخابات.
وقال رياض حجاب إن الشعب السوري لن يقبل بوجوده أو وصوله لتلك المرحلة، مؤكدا أن القتال لن يتوقف إلا إذا أزيح عن السلطة.
وتأتي مواقف حجاب، الرافضة لتقسيم سوريا، بعد أسبوع على إعلان مسؤول روسي أن فكرة الفدرالية في سوريا ممكنة في حال كانت تسمح بالحفاظ على وحدة البلاد وتحظى بموافقة الأطراف المتنازعة.
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في 29 شباط/ فبراير، وفق تصريحات نقلتها وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية: "لا يمكنني تقييم حظوظ إنشاء جمهورية فدرالية في سوريا لأن المسار الذي ينبغي أن يؤدي إلى تحديد مستقبل سوريا لم يبدأ بعد".
وأضاف: "لكن إذا توصل المشاركون بعد المفاوضات والمشاورات حول مستقبل سوريا إلى استنتاج مفاده أن هذا النموذج يناسبهم وسيحافظ على وحدة سوريا وعلمانيتها واستقلالها وسيادتها، فمن سيتمكن من الاعتراض على ذلك؟".