سياسة عربية

النهضة تنبه من "أجندات حزبية" في احتجاجات القصرين بتونس

تعيش القصرين على وقع مواجهات عنيفة اندلعت إثر وفاة شاب معطل عن العمل ـ غوغل
اندلعت المواجهات العنيفة بين وحدات الأمن ومحتجين غاضبين يطالبون بالعمل، بمدينة القصرين التونسية (غرب البلاد) مجددا، مساء الأربعاء، حيث استخدمت القنابل المسيلة للدموع، فيما تمّ تسجيل إصابات بين المتظاهرين.

وفي مدينة تالة التابعة لمحافظة القصرين، انسحبت عناصر الشرطة من المنطقة، فيما دخلت وحدات عسكرية المدينة بهدف تأمين المنشآت العمومية والمؤسسات الحساسة.

وفي سياق متصل، نبهت حركة النهضة من خطورة توظيف المطالب المشروعة للفئات والمناطق المحرومة "واستثمارها لخدمة أجندات جهات حزبية معروفة"، بحسب بيان أصدرته، الأربعاء.

استشراء المحسوبية

ودعت حركة النهضة الحكومة إلى تنفيذ البرامج والمشاريع المقررة وتركيز الجهود على التشغيل والتنمية المتوازنة، فيما عبرت عن "تفهمها لمطالب المحتجين في الشغل ومقاومة الفقر والتهميش باعتبارها من صميم مطالب ثورة الحرية والكرامة"، مطالبة بإقرار برامج تنموية عاجلة.
 
من جهته عبر حزب "حراك تونس الإرادة"، عن تعاطفه الكامل ومساندته للمحتجين، معتبرا التحركات السلمية "مشروعة تعيد الاعتبار للثوابت التي قامت عليها الثورة وفي مقدمتها العدالة الاجتماعية وتساوي الفرص، ومقاومة الفساد".

وقال الحزب، الذي أعلن الرئيس السابق منصف المرزوقي عن تأسيسه منذ شهر: "إن استشراء المحسوبية وانتشار الممارسات الفاسدة الذي أخذ أبعادا كبيرة في الفترة الأخيرة من أهم أسباب الاحتقان الاجتماعي"، مشيرا إلى أن مواجهة هذه الأزمة تتم بمواجهة أسبابها العميقة وبإعطاء مؤشرات على السير في طريق محاربة الفساد.

التعيينات الفاسدة

كما حمل "الحراك" الائتلاف الحاكم مسؤوليته أمام الوعود التي قدمها خلال انتخابات العام الماضي، لافتا إلى أن مجلس نواب الشعب "تخلى عن دوره وانغمس في البحث عن حلول لأزمة الأحزاب الحاكمة وتمرير القوانين المعمقة للشرخ الاجتماعي".

ورأى الحزب أن "الائتلاف الحاكم الحالي وحكومته المشلولة مسؤولان عن استشراء الأزمة وتعميقها في ظل الأولويات المعكوسة لديه والتعيينات الفاسدة في الجهات بالخصوص"، مؤكدا أن حل هذه الأزمة لا يتم دون إعادة الاعتبار لمطلب التشغيل كأولوية وطنية قصوى وللشفافية والقضاء على المحسوبية والممارسات الفاسدة التي تضاعف من إحباط الشباب واتجاهه للحلول اليائسة.

تشجيع على الفساد

وطالب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، أحد أحزاب الترويكا، الحكومة بـ"فتح تحقيق في كل شبهات الفساد في الإدارات الجهوية وتحديد المسؤوليات لوضع حد للإفلات من العقاب الذي يشجع على الفساد ويكرسه"، منددا بالممارسات القمعية والعنيفة ضد المتظاهرين السلميين وانتهاك الحريات، وفق بيان له، الأربعاء.

وشهدت مدن تونسية أخرى، على غرار الفحص والسبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة، الأربعاء، احتجاجات لشبان معطلين عن العمل ومساندين للتحركات الاجتماعية بالقصرين، حيث تم قطع بعض الطرقات وإشعال العجلات المطاطية.

وفي العاصمة تونس، اقتحمت مجموعة من المحتجين، بعد ظهر الأربعاء، مقر المحافظة، حيث طالبوا المحافظ بتبليغ مطالبهم المتعلقة بالتشغيل إلى الحكومة قبل أن يصل تعزيز أمني لإخراج أغلبهم، بحسب ما أفادت به وكالة تونس أفريقيا للأنباء.

وكانت وزارة الداخلية فرضت مساء الثلاثاء حظر التجول بمحافظة القصرين بعد مواجهات عنيفة اندلعت إثر وفاة شاب معطل عن العمل يدعى رضا اليحياوي السبت الماضي.