يعاني
المصريون من موجة حر شديدة تضرب البلاد منذ أكثر من أسبوعين أدت إلى مقتل العشرات وإصابة أكثر من مائتي شخص بعدما وصلت فيها درجات الحرارة إلى معدلات قياسية.
وأعلنت وزارة الصحة
وفاة 40 مواطنا، ونقل أكثر من 200 آخرين إلى المستشفيات لتلقي العلاج جراء تعرضهم لضربات الشمس خلال الثلاثة أيام الماضية.
وشهدت المستشفيات الحكومية -المعروفة بتواضع إمكانياتها- وفاة عدد من المرضى، تأثروا بموجة
الحر الشديد، حيث أعلن حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة، وفاة 11 شخصا في مستشفى الأمراض العقلية بالقليوبية، ووفاة أربع حالات أخرى بمستشفى "الزيتون"، الثلاثاء، بالقاهرة.
وتوفي ثلاثة
مساجين في قسم شرطة "أول شبرا الخيمة" بعد إصابتهم بالاختناق وضيق التنفس بسبب التكدس الشديد، وضعف التهوية في مكان الاحتجاز.
موجة جديدة تضرب البلاد
ومع شوق المصريين لسماع أي أخبار عن قرب انتهاء هذه الموجة الحارة، صدمتهم هيئة
الأرصاد الجوية وأعلنت استمرار الطقس الشديد الحرارة لمدة ثلاثة أسابيع جديدة.
وقال أحمد عبد العال، رئيس الهيئة إن موجة حرارة أخرى ستضرب مصر بعد الموجة الحالية، نظرا لتأثر البلاد بمنخفض جوي يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة مرة أخرى، مشيرا إلى أن سبب الارتفاع الملحوظ في درجة الحرارة هذه الأيام، هو تأثر البلاد بمنخفض الهند الموسمي المحمل برياح شديدة السخونة.
وأوضح عبد العال -في تصريحات تلفزيونية- أن مصر لم تشهد هذا الارتفاع الشديد في درجات الحرارة منذ عام 1978، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة الرطوبة التي بلغت أكثر من 90% زاد من إحساس المواطنين بهذه الموجة غير المسبوقة.
وأهابت وزارة الصحة بالمواطنين وخاصة كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة بعدم التعرض المباشر للشمس وعدم الخروج من المنازل إلا في حالات الضرورة القصوى.
لكن وزارة القوى العاملة قالت إن قانون العمل المصري لا يتضمن نصا على أن يمنح العاملون إجازة فى الأيام التى ترتفع فيها درجات الحرارة، وأعلن هيثم سعد الدين، المتحدث باسم الوزارة، أن الحكومة لا زالت تدرس منح موظفي الدول إجازة لتجنب الإصابة بضربات الشمس.
أزمات مصاحبة
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد صاحب موجة الحر الشديد، انقطاع التيار الكهربائي عن مساحات واسعة من البلاد، بلغت ذورتها يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث شهدت جميع المحافظات انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
وأعلنت الشركة القابضة لمياه الشرب عن انقطاع المياه عن معظم مناطق القاهرة والجيزة بعد توقف بعض المحطات بسبب انقطاع التيار الكهربائى، الأمر الذي أثار غضب المواطنين وفاقم من معاناتهم في هذا الحر الشديد.
وبحسب بيان لوزارة الكهرباء، فإن ارتفاع درجات الحرارة هو الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن عدد كبير من المحافظات نظرا لتعطل المحولات، وعدم قدرة الشبكة القومية على مواجهة الأحمال المتزايدة عليها.
وناشدت الحكومة المواطنين بترشيد استخدام الكهرباء، خاصة في أوقات الذروة المسائية لتجنب المزيد من الأعطال في شبكة الكهرباء.
وانقطع التيار الكهربائي عن عدد من المرافق الحيوية في القاهرة، على رأسها مترو الأنفاق ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات إغماء واختناق، وعلى الرغم من ذلك، أكد محمد اليماني، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن الحكومة لديها خطة كاملة لمواجهة أية أعطال بمحطات الكهرباء نتيجة ارتفاع الحرارة!!
كما تأثر النشاط الاقتصادي في البلاد بانقطاع الكهرباء عن عدد كبير من البنوك والشركات والمصانع.
#مصر_بتفطس
وكعادة المصريين في مثل تلك الأزمات، فقد أثارت موجة الحرارة الشديدة حالة من السخرية الممزوجة بالغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع تزامن هذه الأحوال المعيشية المتردية مع الحملة التي روجت لها حكومة الانقلاب مع افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، واختارت لها عنوان "مصر بتفرح".
ودشن نشطاء هاشتاج حديد بعنوان #مصر_بتفطس للسخرية من الموجة الحارة التي تضرب البلاد وما صاحبها من معاناة بالغة للمواطنين.
وقال محمد مؤمن: "أنا قضيت طول الليل والنور قاطع.. بس استحملت علشان ما أعكننش على مصر فرحتها، عشان احنا عارفين إن #مصر_بتفرح".
وأضاف الناشط الحقوقي "هيثم أبو خليل": "انزل يا ابني بإن الإخوان هما السبب أو الشعب والأحمال الزيادة.. استحالة يكون السيسي الفاشل وعصابته السبب".
وتهكم محسن محمد قائلا: "مش كفاية الحر.. لا وكمان النور بيقطع، المصريين ليهم الجنة والله".