صحافة إسرائيلية

"النصرة" تصدر مجلتها باللغة الإنجليزية.. وتنافس "الدولة"

العدد الأخير من مجلة "الرسالة" صدر باللغة الإنجليزية - تويتر
قال الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل، إن المجلة التي أصدرتها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا ليست المجلة التي انتظرها العالم وحبس أنفاسه ترقبا لها، لكنها احتوت على كثير من الكلام وقليل من الصور الملونة.

وقال برئيل في مقاله في صحيفة "هآرتس" إن الجديد في مجلة "الرسالة" أنها صدرت باللغة الإنجليزية، والغريب أن الجبهة التي تعتمد على المتطوعين السوريين تصدر مجلتها بغير لغتهم، مشيرا إلى أن المنافسة بينها وبين تنظيم الدولة لا تقتصر على الميدان بل على محاولة إقناع متطوعين جدد بالانضمام لها.

وتساءل: "لماذا قرر الجولاني أن تصدر المجلة باللغة الإنجليزية؟ وبالذات هذه الرسالة المهمة؟ يبدو أنه أراد أن يوجه كلامه في هذه المرة ليس لداعش فقط، بل أيضا للولايات المتحدة وتركيا والغرب جميعه".

 الجديد في مجلة "الرسالة" التي صدر عددها الأول الشهر الماضي من 43 صفحة، هو أنها مكتوبة باللغة الإنجليزية.

فما الصلة بين جبهة النصرة التي تعتمد على المتطوعين السوريين وبين مجلة تصدر باللغة الإنجليزية؟ يتساءل برئيل، ويجبب: "يبدو أن المنافسة بين هذه المليشيات وبين داعش لا تقتصر فقط على ميدان القتال. فجبهة النصرة التي تعاني من نقص القوى البشرية تطمح إلى تجنيد المتطوعين من الخارج، أو على الأقل محاولة إقناع متطوعين من داعش بالانضمام إلى صفوفها.

لقد نجح تنظيم الدولة في تجنيد المتطوعين من خلال الاستخدام الذكي للشبكات الاجتماعية، وهو يعمل على تغذية مقاتليه بالمفاهيم والإرشادات باللغة التي يفهمونها، وهو حتى الآن التنظيم الوحيد من بين الفصائل السورية الذي نشر مجلة باللغة الإنجليزية، "دابق"، المخصصة للجمهور الإسلامي الغربي، وهي تفسر الفوارق بين تنظيم الدولة والقاعدة التي منيت بالهزائم المتتالية من قبل التنظيم في السنة الأخيرة لدرجة أنها لم تعد قادرة على إثبات وجودها في المحيط العربي. فقط جبهة النصرة في سوريا وذراعها في اليمن هما اللتان ما زالتا ترفعان راية القتال.

في الصفحة الخامسة من المجلة يظهر اقتباس بارز لأقوال زعيم الجبهة: "الجماعات التي تعمل في إطار جيش الفتح هي جماعات مسلمة بالكامل، حتى وإن كانت تختلف عنا قليلا. منها من قام بارتكاب الأخطاء، ونحن نتغاضى عن ذلك بسبب الملابسات الصعبة للحرب".
        
ويرى برئيل أن السعودية وقطر منذ بضعة أشهر تعمل على "إقناع جبهة النصرة بالانفصال عن القاعدة والانضمام إلى إحدى المليشيات السورية.. جيش الفتح أو جيش الإسلام الذي يرأسه زهران علوش، حليف السعودية".

ورأى أن التفاهمات التي تمت بين تركيا والولايات المتحدة في الأسبوع الماضي حول التعاون في الحرب ضد تنظيم الدولة، شملت كما يبدو موافقة متبادلة على التعاون مع المليشيات الإسلامية، في إطارها توافق تركيا على اعتبار الولايات المتحدة الأكراد السوريين حلفاء، وفي المقابل توافق الولايات المتحدة على غض الطرف عن التعاون العربي التركي مع المليشيات الإسلامية الراديكالية.

وأضاف أنه بقي الآن فقط رؤية ما إذا كانت الإدارة الأمريكية التي تقصف القاعدة في اليمن ستقبل بالفرع السوري للتنظيم كجزء من القوات التي ستؤيدها وتدعمها أم لا.