اتحدت جهود مغنين وممثلين وموسيقيين وشعراء مساء الجمعة في افتتاح
مهرجانات بعلبك الدولية في عرض ضخم بعنوان "إلك يا بعلبك" احتل أدراج معبد باخوس في
القلعة الرومانية وأتى تحية لـ"مدينة الشمس"، وسط تدابير أمنية مشددة.
فقد اتخذت القوى الأمنية اللبنانية إجراءات على الطريق المؤدية إلى بعلبك (شرق لبنان) وأمام القلعة وداخلها، لقرب المدينة من الحدود السورية والوضع الأمني غير المستقر الذي تشهده المنطقة من وقت إلى آخر.
وكانت التوترات الأمنية في لبنان القت العام الماضي بظلالها على هذه المهرجانات التي تأسست العام 1956، مما اضطر إدارتها إلى نقل بعض العروض إلى أماكن مختلفة من بيروت.
وأمام إدراج معبد باخوس، انتشر 70 عازفا من الأوركسترا الفيلهرمونية الوطنية بقيادة المايسترو هاروت فازليان، وتوالت القصائد والألحان في عرض غنائي وموسيقي ممسرح بإدارة المسرحي اللبناني نبيل الاظن.
وعاش رفيق علي أحمد القصائد التي رواها بالعامية والفصحى مضفيا عليها خبرته في مسرح الحكواتي، لتبدو كلمات
الشعراء خليل مطران وجبران خليل جبران وعيسى مخلوف وأدونيس تنبض بحب المدينة الرومانية.
وغنت فاديا طنب الحاج قصيدة "بعلبك" لغدي الرحباني وألقت قصيدة بالفرنسية لصلاح ستيتيه. وكذلك غنت من الحان غبريـال يارد كلمات جبران خليل جبران "عن الزواج" رافقها رقص تعبيري لنسيم بتو.
وألقت أيضا بالفرنسية قصيدة لناديا تويني عنوانها "بعلبك" رافقها على البيانو سيمون غريشي من ألحان يارد أيضا.
وكذلك قدمت بالفرنسية قصيدة للمسرحي وجدي معوض. ووقف الشاعر طلال حيدر ابن المدينة ليلقي قصيدة عنوانها "بعلبك" أيضا.
أما قصيدة "الهواء وحده يعرف الطريق" لاتيل عدنان عن المدينة المحتفى بها، فألقتها كارولين حاتم. وفي حين اتسمت مقطوعة "كلير أوبسكور" الموسيقية لبشارة الخوري بالشجن الجميل، تميزت مقطوعتا ناجي حكيم "عليك السلام" و"قصيدة راقصة" بالحركة والغضب.
وبدت مقطوعة زاد ملتقى "بعل" كأنها مزيج من الفوضى والتناغم في آن واحد، بلحظاتها التشويقية حيث تتنافر النوتات حينا وتلتقي حينا آخر.
وجمعت مقطوعة مارسيل خليفة "سيمفونية لبعلبك" الغرب بالشرق وبدت احتفالية تتغنى بمدينة الشمس وأعمدتها الشامخة، ليطل بعدها الفنان اللبناني مؤديا قصيدة "يا نسيم الريح" للحلاج الذي ربما شاء من خلالها أن يعبر عن مدى مشاعره النابعة من الروح والقلب لهذا المكان الصوفي اللامحدود بعظمته وجماله.
ولاقت المقطوعة التي ألفها الموسيقي إبراهيم معلوف وعزفها على الترومبيت ترافقه الدبكة والأوركسترا، استحسان الجمهور.
وبدت اللوحات الراقصة التي طعمت العرض مكملة له مع حركات البريك دانس لنسيم بتو ودبكة المجد البعلبكية ورقص كارولين حاتم التعبيري.
واعتمدت مشهدية العرض إسقاطات صور على ستارة نبيذية غطت باب معبد باخوس وشكلت وجدرانه خلفية له. وأسقطت عليها صور من ضيوف المهرجان الذين تعاقبوا عليه منذ انطلاقته قبل ستين عاما وكذلك مشاهد حية من العرض وصور للمشاركين فيه في ظل مؤثرات ضوئية جميلة.
لكن سرعان ما سقطت الستارة وفي لحظة مسرحية وقف أعضاء الأوركسترا وتوقفت الموسيقى لتظهر ورشة العمل التي تقام داخل المعبد بهدف ترميمه.
وأدار نبيل الاظن عرض "إلك يا بعلبك" بخبرة المسرحي والمثقف. وتميز انتقاله من قصيدة إلى أخرى ومن مقطوعة موسيقية إلى أخرى بالإنسيابية والاحتراف والاتزان.
وكان مهرجان هذا العام انطلق بحفلة تقليدية تقام سنويا تخصص لأهل المدينة عشية الافتتاح الرسمي.