سياسة دولية

جدل حول مشاركة بطريرك لبنان في قمة دمشق الروحية

دعا بطرس الراعي إلى التمييز بين الزيارات الرعائية والسياسية - وكالة أنباء آسيا
 أثارت مشاركة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الإثنين، في القمة الروحية التي دعا إليها بطريرك طائفة الروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي في العاصمة السورية دمشق، جدلا حول مشروعيتها وأهدافها، خصوصا وأنها الثانية منذ اندلاع الأزمة السورية.
 
وأشارت مواقع إعلامية محلية، إلى أن القمة جاءت بناء على تمن روسي على البطريرك اليازجي الذي تربطه علاقات متينة بالقيادة الروسية، وبناء على موافقة فاتيكانية على ما يشبه مبادرة مسيحية تطلق من خلالها القمة الروحية نداء إلى المسلمين من قلب العاصمة السورية دمشق.
 
كما تهدف الزيارة حسب الراعي، للتذكير على أن "المسيحيين في الشرق ليسوا جاليات في الشرق، وليسوا على الحياد، بل هم جماعة متجذرة في الشرق تتفاعل مع كل ما يجري فيه من أحداث وتدين كل أعمال العنف التي تطال الإنسان في المنطقة إلى أي طائفة تنتمي".
 
وسبق أن صرح بطرس الراعي قبيل وصوله إلى سوريا، على أن زيارته رعائية داعيا إلى التمييز بين الزيارات الرعائية والسياسية، مشيرا إلى أن على البطريرك زيارة رعيته كل خمس سنوات.
 
واعتبر متتبعون أن هذه الزيارة من شأنها أن تعطي نوعا من الطمأنينة للمسيحيين في سوريا، ومن شأنها أن تنعش الوجود المسيحي في سوريا في هذه المرحلة التي يتعرض فيها للخطر حسب تقديرهم، وتبرز تمسك المسيحيين بهذا الشرق.
 
واستنتج آخرون أن الزيارة تضفي بريق أمل للنظام السوري،  كما أن الهدف والرسائل التي وجهها أثناء كلمته الإفتتاحية تفتقد للمصداقية، ولا يمكن إيهام الشعب السوري أنها لا تحمل دوافع سياسية.
 
فيما طالب سياسيون وقادة أحزاب بعدم التضخيم في دواعي الزيارة، مع عدم تحميلها أي بعد سياسي، ما دامت أنها كما أعلن بطرس الراعي، جاءت تلبية لدعوة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي.
 
وأشارت المواقع إلى أن الدعوة إلى القمة، جاءت نتيجة جهد روسي فاتيكاني منذ مدة، للتقارب حول مبادرة مسيحية مشرقية لإعادة الإعتبار إلى الوجود المسيحي في الشرق.
 
وتأتي هذه المبادرة، بعد ما تعرض المسيحون له في العراق وسوريا من تهجير منظم قارب الإبادة الجماعية، خصوصا أن روسيا تحتفظ بعلاقات متينة مع المسيحيين الروم الأرثوذكس والفاتيكان بما له من سلطة معنوية على الكاثوليك.