في اليوم ذاته الذي سحقت فيه المانيا البرازيل بسبعة أهداف لواحد في قبل نهائي كأس العالم لكرة
القدم 2014 جرت أحداث مباراة أخرى فارقة لم يلحظها أحد على بعد آلاف الأميال في يريفان عاصمة أرمينيا.
هناك وفي ليلة تاريخية لكرة القدم في أندورا أطلق إيلوي كاسالس حارس فريق سانتا كولوما بطل المقاطعة تسديدة صاروخية في الدقيقة 94 ليضمن لفريقه الفوز بفارق الأهداف على بانانتس الأرميني في ذهاب الدور الأول من
تصفيات دوري أبطال اوروبا.
وكانت الظنون أن بانانتس المتفوق 3-1 قبل مباراة الإياب في طريقه للتأهل إلى أن استفاد كاسالس من لحظة ارتباك ليقود فريق الهواة القادم من أندورا للتأهل بعدما انتهت الجولة بالتعادل 3-3 في مجموع المباراتين.
وانضم كاسالس إلى قائمة ضمت بيتر شمايكل وفينسن انياما وحراس آخرون هزوا شباك المنافسين في هذه المسابقة.
ولا غرابة أن وقع ما جرى في بيلو هوريزونتي البرازيلية طغى على ذلك الهدف القاتل لكنه ساعد على إثارة السؤال: لماذا تلعب مباريات في
كرة القدم الاوروبية بينما يتابع بقية العالم النهائيات الكبرى وهي تصل للذروة.
دوري أبطال اوروبا هي درة مسابقات الأندية وبالنسبة لفرق اوروبا العملاقة فإن التأهل لمرحلة المجموعات فيها أولوية.
وبالنسبة إلى 22 فريقا تتأهل بصورة مباشرة لهذه المرحلة يكون الوقت كافيا للاستعداد.
وفي نهاية أغسطس/ آب من كل عام يذهب ممثلوها إلى موناكو حيث تسحب قرعة مرحلة المجموعات لتبدأ المباريات في منتصف سبتمبر أيلول. وحين ينطلق الموسم الجديد تكون العجلة قد دارت بشكل كامل.
لكن تلك الفرق التي لا تحصل على فرصة التأهل المباشر وبينها أبطال 40 مسابقة للدوري أقل شأنا تواجه معركة لتجاوز الأدوار الأربعة في يوليو تموز وأغسطس آب.
ولبعض الأندية فإن هذا يعني بداية مبكرة جدا لفترة الإعداد للموسم وأمامهم أهم مباريات الموسم.
ويخوض الخاسرون موسما كاملا بعدما يعرفون أنه قد فاتهم بالفعل الهدف الأكبر. وفي النادي النمساوي سالزبورج أكبر مثال.
فالفريق شارك ست مرات في التصفيات دون أن يصيب نجاحا.
ولأن الفوز بالدوري في بلاده التزام مهم لا تجد فرق مثله الكثير من الوقت للتطلع لما هو آت بعد الإقصاء.
وبعض البلدان كالنمسا وسويسرا تبدأ موسمها في منتصف يوليو تموز لمنح فرقها فرصة أفضل في التصفيات.
والعام الماضي رأينا كيف فرضت فترات توقف لشرب الماء أثناء مباريات الدوري النمساوي لترطيب اللاعبين في حر يوليو الشديد.
وهذا الموسم انطلق الدوري السويسري بعد أسبوع واحد من نهائي كأس العالم.
بطولات الدوري الأخرى كما في إيطاليا على سبيل المثال لا تبدأ قبل نهاية أغسطس/ آب وبالتالي فإن مباراة نابولي على أرضه يوم الخميس الماضي ضد اتليتيك بيلباو في ذهاب الدور الأخير من التصفيات كانت المواجهة الرسمية الأول للفريق الإيطالي هذا الموسم.
ولأن فترة الانتقالات الصيفية لا تزال قائمة فإن نابولي أعطى الانطباع بأنه أشرك فريقا غير متناسق في الجولة التي يساوي الفوز بها 38 مليون يورو (50.34 مليون دولار) وهو نفس المبلغ الذي حصل الفريق عليه نظير وصوله لمرحلة المجموعات الموسم الماضي.
وباختصار فإن الفوضى تسود في هذه المرحلة.
وسيبدو منطقيا أكثر أن تقام مباريات التصفيات في أبريل نيسان أو مايو أيار في ختام موسم بدلا من انطلاق موسم جديد.
فليس مناسبا أن تضطر فرق مثل بيلباو الذي احتل المركز الرابع في دوري كالدرجة الأولى الاسباني لثلاثة أشهر لخوض جولة بهذه الأهمية.
أما خوض تصفيات دوري الأبطال في نهاية موسم فسيكون تطورا طبيعيا لأندية أنهت مواسمها المحلية بشكل جيد.
وبدلا من التوقف ثم إعادة الانطلاق بعد ثلاثة أشهر ربما بدون اللاعبين المهمين فإن الفرق ستواصل اللعب بنفس الزخم في التصفيات وهذا من شأنه خلق مناخ ملائم للموسم.
وربما يمكن أن يبدأ الدوران الأول والثاني من التصفيات في ابريل نيسان على أن يقام الدوران الثالث والرابع في مايو أيار.
ولترتيب هذا سيكون مناسبا لو انتهت مسابقات الدوري البارزة في اوروبا قبل المواعيد الحالية بأسبوع أو أسبوعين لكن المسابقات الأصغر عليها أن تنهي اللعب في نهاية ابريل نيسان.
وفي هذه الحالة سيترك يوليو تموز وقسط كبير من أغسطس آب كفترة راحة باستثناء الدول التي تلعب مواسمها في الصيف.
وأقر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بأن خوض التصفيات في بداية الموسم ليس بالفكرة المثالية وبأن التغيير ربما يبدو فكرة جذابة.
وفال أمينه العام جياني إنفانتينو لرويترز "قد يكون هذا أمرا مثيرا لكن المشكلة هي عدم إدراكنا بشكل كامل لمواعيد نهاية الموسم في بلدان مختلفة وقد يسبب لنا هذا موقفا مشابها."
وأضاف "لكن صحيح.. هذه مشكلة. من المؤسف أن يخسر فريق في تصفيات دوري الأبطال في بداية يوليو تموز لذا سيكون علينا النظر فيما هو أفضل. من الصعب تحقيق التوازن المناسب هنا لكنها نقطة جيدة يمكن النظر إليها."