ملفات وتقارير

الغزيون يستقبلون إعلان أسر الجنود بالفرحة والإعجاب بقدرات المقاومة

أكد المتحدث باسم كتائب القسام تمكن مقاتليهم من أسر جنود إسرائيليين جدد خلال عملية في قطاع غزة- الإعلام العسكري
جاء إعلان الناطق باسم كتائب القسام، أبي عبيدة، عن إنجاز كمين ضد قوات جيش الاحتلال في منطقة جباليا شمال مدينة غزة ليثير ردود فعل فريدة لدى الفلسطينيين سواء لدى من تبقوا في الشمال أو من نزحوا إلى الجنوب والوسط.

وأعلنت كتائب القسام عن تمكنها من أسر جنود للاحتلال في كمين داخل أحد الأنفاق في مخيم جباليا، في إطار عملية مركبة، بعدما جرى استدراج قوة إسرائيلية.

وترصد "عربي21" كيف استقبل الفلسطينيون هذا الإعلان الجديد مع استمرار العمليات العسكرية في شمال وجنوب قطاع غزة.




"معنويات فوق السماء"
يقول محمود (34 عاما) إن هذا الخبر هو أجمل خبر سمع به منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مع بداية الحرب وإطلاق كتائب القسام عملية "طوفان الأقصى".

ويشرح محمود لـ"عربي21" أن السعادة الكبيرة بالعملية جاءت من منطلق أنها بعد أكثر 230 يوما من الحرب، وبعد عمليتي اقتحام لمخيم جباليا وقصف عنيف مستمر منذ شهور.

ويضيف: "والله الخبر رفع معنوياتنا لفوق السماء، مجرد أنك تعرف أنه بعد كل هذه الحرب المستمرة لسة يوجد مقاومة بالقوة هذه والإصرار هذا وحتى الجاهزية هذه، هدول الناس من متى ما ناموا منيح؟ أو أكلوا أكلة كويسة؟ هذا الشيء مش طبيعي".


ويوضح: "الاجتياح الحالي للمخيم كثير بشع، مش لأنه المرة الماضية كان كويس ولا هين، لكن لأنه الناس صارت تتوقع الأسوأ وشافت إيش صار بمنطقة الشفاء لما دخولها مرة ثانية، والناس خلال 7 شهور جابت آخرها، لكن بعد كل هذا تسمع الخبر هذا وتشوف صور وفيديو كيف اليهود بنضربوا زينا، أي والله الفرحة خلت قلوبنا ترقص".

"ما خطر ببالي"
بدوره، يقول كامل (45 عاما) إنه منذ أسابيع طويلة توقف عن متابعة مستجدات وأخبار الهدنة والمفاوضات بسبب الإحباط المتكرر وفشلها المتوقع، مضيفا: "كنت أقول للشباب بتفاوضوا طول الأسبوع والسبت بنفوا كل شي، ووقت ما تسمعوا عن أخبار حلوة بلغوني، أخبار حلوة كان قصدي قتل جنود تفجير دبابات، لكن أسر جنود والله تقريبا نسينا نفكر بهيك، أو أنا اللي كنت نايم وصحوني يقولوا خطفوا جنود، يمكن لو كنت صاحي وشفت أنه في بيان مرتقب كان صدمتي بتكون أخف، لكن عموما صدمة حلوة".

ويضيف كامل لـ"عربي21" أنه خلال الحروب الماضية كنا دائما نترقب إعلان خطف أو أسر جنود، ومجرد ما نسمع أنه في خطاب نقعد نسأل بعض: "معقول خطفوا جندي؟ كنا نحكي عن جندي واحد، بتذكر في حرب 2014 لما صار موضوع خطف هدار غولدن، وقبله شاؤول آرون كيف الناس طلعت في الشوارع من الفرحة رغم إنه الحرب كانت شغالة".



ويشير كامل إلى أن الحرب الحالية كسرت نوعا ما من صعوبة أسر الجنود أو حتى اعتبار ذلك بمثابة الإنجاز الكبير، مضيفا أن "المقاومة في أول الحرب رجعت بجيبات وأسرى محملين تحميل جوا السيارات، طبعا فرحة خبر الأسر بطلت زي زمان".

ويوضح: "لكن طبعا الخبر هذا إجا بعد ما الناس فكرت إنه خلص قصة أسر الجنود خلصت على أساس إنه في جنود كثير عند المقاومة، وصراحة بعد ما الكل اعتقد أن المقاومة تضررت وتعبت بعد هذه الحرب الطويلة، علشان هيك ما بقدر أوصف لك قديش الخبر كان مفرح".

"كنا نعرف"
أما أيمن (21 عاما) فيكشف أنه كان يتوقع الخبر حول وجود كمين وعن احتمالية وجود أسرى جدد لدى المقاومة، قائلا: "كنت نازل أجيب كم غرض وأنا أصلا من سكان جباليا، الناس كانت فرحانة وبتحكي عن العملية، ما بعرف وين وصلهم الخبر، لكن الناس كانت بتحكي أسروا جنود".


ويضيف أيمن لـ"عربي21" أنه عندما سمع الناس عن إعلان الكتائب عن كلمة مرتقبة للناطق العسكري أبو عبيدة: "قلنا لحالنا أسروا جنود وفعلا هذا اللي صار، أصغر حد بغزة توقع هيك، لأنه فيديوهات العمليات وغيرها بالكثير كانوا يقولوا شوف ننشر مقاطع من الاشتباكات".

ويوضح: "إحنا اللي بنفهم على بعض وبنفهم القسام إيش بده يقول قبل ما يقول، بس بكفينا تلميح بسيط، والعملية هذه خلت اليهود يعرفوا جباليا عن صحيح".

"الاحتلال لا يحتاج مبرر"
تقول بيسان (34 عاما) إن من "يخاف من رد فعل الاحتلال على هذه العملية يجب أن يعرف أنه إسرائيل ما بدها مبرر علشان تقتل الفلسطيني، كم رجل وست وعجوز وطفل استشهدوا بدون ما يعملوا شي أو يشكلوا أي تهديد على الجيش؟".

وتضيف بيسان لـ"عربي21" أنه "من بعد إعلان القسام سمعنا نشاط غير مسبوق للزنانات (طائرات الاستطلاع)، واشتد القصف حتى بالقرب من المنطقة التي أعلن عنها كآمنة في دير البلح".

وتضيف: "إحنا مضروبين ومضروبين والاحتلال بمارس علينا أبشع الجرائم من أول الحرب، يبقى خلينا نكون هيك لكن بنفس الوقف واجعين الاحتلال ولسة قادرين نضره بجنوده والأسرى".

وكانت أعلنت كتائب القسام بعد منتصف الليلة الماضية عن تمكنها من أسر جنود للاحتلال في كمين داخل أحد الأنفاق في مخيم جباليا، عصر السبت، في إطار عملية مركبة.


وأكد أبو عبيدة، المتحدث باسم "كتائب القسام"، عن تمكن مجاهدي الكتائب من أسر جنود إسرائيليين جدد خلال عملية في قطاع غزة، مضيفا في كلمة متلفزة، أن مقاتلي كتائب القسام "نفذوا عملية مركبة عصر السبت، شمال القطاع، حيث استدرجوا قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق بمخيم جباليا".

وأضاف أن المجاهدين "أوقعوا هذه القوة في كمين داخل النفق وعند مدخله، وتمكنوا من الاشتباك مع أفرادها من المسافة صفر".

وأوضح أنه عندما حضرت قوة إسناد تمت مهاجمتها بعبوات ناسفة، مؤكدا أنهم "أوقعوا جميع أفراد القوة بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على العتاد العسكري لها".

وكانت فصائل فلسطينية، بينها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أسرت نحو 239 شخصا، وفق تقديرات إعلام عبري، خلال هجوم مباغت شنته على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لغزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.